الجمعة، 5 أكتوبر 2012

جامعو الخردة يعرضون "كنوزهم" في أثينا

لطالما أثار جامعو الخردة في أثينا الجدل حول تأثير عملهم على البيئة والمجتمع، حيث يقول البعض إنهم يسهمون في تنظيف العاصمة اليونانية من الكثير من المواد الملقاة في الطرقات، بينما يؤكد آخرون أنهم يلحقون ضرراً بالبيئة حيث يعمدون إلى تقليب حاويات النفايات وأحياناً يسرقون أغراضا ثمينة مثل كابلات الكهرباء النحاسية لبيعها للتدوير.
ومع استفحال الأزمة الاقتصادية انضمّ مئات اليونانيين والأجانب إلى هذه المهنة التي لا تتطلب أي خبرة سابقة، كما أنها تؤمن لممارسيها مبلغاً من المال يغنيهم عن طلب المساعدة ويبعد عنهم كآبة البطالة وأعراضها.
ونظم المئات من ممارسي هذه المهنة أنفسهم في جمعية تضم المهتمين والمشتغلين بهذا المجال، وهم يقيمون معرضاً أسبوعياً وسط أثينا يقصده هواة جمع الأشياء الفريدة والقديمة، ولهم موقع على الشبكة العنكبوتية يعلن عن نشاطاتهم الدورية.
وحولت الجمعية معرضها الأسبوعي إلى مهرجان منظم يستمرّ يومين ويجري داخل منطقة "غازي" وهي منطقة صناعية قديمة وسط أثينا، حولتها البلدية إلى واحة جميلة للنشاطات المختلفة، واستراحة للعائلات والأفراد.
كتب نادرة
المهرجان الذي تجمع فيه المئات من عارضي الخردة حضره رئيس بلدية أثينا يورغوس كامينيس، في مؤشر على دعم البلدية لجهود جامعي الخردة، ورغبتها في تنظيم عملهم.

خوذ وأسلحة حربية قديمة وكتب بالمعرض 
ويجد الزائر في المعرض آلاف الأغراض المستعملة في حالة جيدة، من أدوات منزلية وكهربائية إلى أدوات موسيقية وعدة للحرفيين، إضافة إلى اللوحات والتحف القديمة.
كما عرض جامعو الخردة آلاف الكتب التي جمعوها خلال جولاتهم، بينها كتب مطبوعة منذ حوالي مائة سنة، وتفخر جمعية جامعي الخردة أن أفراداً منها عثروا على أكثر من كتاب نادر له أهمية كبيرة أو موسوعات كانت قد اختفت وقاموا بإهدائها إلى مكتبات البلدية وبهذا أسهموا في حفظ تراث وتاريخ البلد.
وأوضح الأمين العام لاتحاد جامعي الخردة أنه تأسس عام 1992، ويضم اليوم 728 عضواً مسجلاً، بينهم  خمسمائة عضو يمارسون المهنة بشكل دائم، بينما يمارسها الباقون بشكل متقطع.
وأضاف ميميس فيريذون أن جامعي القمامة كانوا عمالاً وموظفين وأصحاب مهن، وقد فقدوا أعمالهم بسبب الأزمة الاقتصادية، وبما أن معظمهم لديه مسؤوليات والتزامات، فقد اتجهوا نحو جمع الخردة، لكن هناك قسماً آخر منهم ورث هذه المهنة عن أبيه وجده.
هواية ومهنة
وقال فيريذون إن معظم جامعي الخردة يبدؤون هذه الهواية بدافع الحاجة أو الفضول، لكنها تتحول مع الوقت وضغط الظروف الاقتصادية إلى مهنة ومصدر للرزق، وأضاف أن الاتحاد ينظر إلى أصحاب الحاجات الأشد لمساعدتهم على سد حاجاتهم، وأشار إلى وجود مئات من جامعي الخردة خارج الاتحاد، لكنهم يعملون بشكل فردي ولا يتمتعون بمكان خاص بهم يعرضون ويبيعون فيه ما يجمعون.

وأضاف الأمين العام لاتحاد جامعي الخردة أنه منذ سنوات كان يرتاد هذه المعارض أشخاص من الطبقات الاجتماعية الدنيا، ومع الأزمة الاقتصادية أصبحت كل الطبقات الاجتماعية تأتي للحصول على شيء ما رخيص الثمن.
وقال إن شعار المهرجان هو "الكنوز المجموعة" وهذا معناه أن جامع الخردة يكون وسيطاً بين شخص يحتاج للتخلص من بعض الأغراض لديه، وبين شخص آخر يحتاج إلى تلك الأغراض بسعر معقول، وبالنسبة لهذا الأخير فهذه الأغراض هي الكنز المقصود، وقال إن أسعار المعروضات بالنسبة لسعرها بالمحلات التجارية هي 1 إلى 10.
وأكد فيريذون أن عمل جامعي الخردة يساعد على تدوير المواد، حيث إن المواد التي يجمعونها ويعيدون بيعها تكون ذاهبة عادة إلى الإتلاف والرمي، مشيراً إلى تعرض جامعي الخردة لمخاطر عديدة جراء عملهم ليلاً، واحتياجهم إلى مساعدة السلطات البلدية والتنسيق معهم.
===========
تعليق
كل دابة في الأرض وعلى الله رزقها
الله
يلطف بهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري