أجمعت التيارات السياسية المصرية على انتقاد خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي ألقاه أمس، لا سيما ما يتعلق بنظرته لكيفية دعم الثورات العربية، واعتبر ممثلو التيارات السياسية المختلفة أن الخطاب انطوى على تدخل بالشؤون الداخلية.
مدير مركز يافا للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور رفعت سيد أحمد أكد أن خطاب أوباما لم يأت بجديد وأن السياسة الأميركية ثابتة ولم تتغير، وأن الشارع العربي يجب أن يحلّل هذا الخطاب بكل دقة ولا ينخدع بمحاولات أميركا لكسب التأييد الدولي لسياستها التي لا تخدم إلا مصالحها.
وعن الديمقراطية بالوطن العربي بحسب ما جاء في خطاب أوباما، قال إن أميركا تعترف بالديمقراطية إذا كانت تخدم مصالحها، أما إذا كانت عكس ذلك فهي تراها فسادا واستبدادا.
ورأى أن خطاب أوباما جاء للقضاء على الثورة المصرية "فهو تحدث عن أنه مع الثورة المصرية، وقال إنه سوف يدعم الديمقراطية المصرية بأموال جديدة وبالتالي فهو يريد تفريغ الثورة من مصريتها".
وشدد على أن مصر بعد الثورة إذا سمحت لأموال أميركية أن تحركها فإن الثورة ستنتهي، مؤكدا أن القروض الأميركية ستعيد مصر لعهد النظام البائد "وربما أسوأ"، لافتا إلى أن أوباما لم يتحدث عن إسقاط الدين المصري وأن الاستثمارات التي تحدث عنها تسير وفق أجندة تحدد بقطاعات أغلبها خدمي، وأن مكاتب استشارية أميركية في مصر هي التي سوف توجه هذه الاستثمارات وفق السياسة الأميركية.
أما القيادي في جماعة الإخوان المسلمين الدكتور أحمد دياب فوصف خطاب أوباما ومواقفه الأخيرة بأنها رد على الثورات العربية التي سبقت خطابه بخطوتين، فاضطر إلى أن يعلن مواقف تردد في إعلانها أبان ثورتي تونس ومصر.
وقال القيادي الإخواني إن واشنطن تتحدث الآن عن تجاوز الحكومات، والتحاور مع الشعوب بوصفه هو الأهم في المرحلة المقبلة، "وهذا أمر في غاية الخطورة، فضح نية أميركا في التدخل بالشؤون الداخلية للعالم العربي".
وعن حديث أوباما عن إسقاط مليون دولار من فوائد الدين المصري، تساءل دياب "لماذا لم يتحدث أوباما عن أصل الدين؟"، ودعا للتعامل بحذر مع الاستثمارات التي وعد بها أوباما، مشددا على ضرورة أن توجه هذه الاستثمارات لخدمة مصلحة الشعب فقط.
كما دعا لمتابعة الأموال التي وعد أوباما بتحويلها لدعم الديمقراطية بمصر، مشددا على ضرورة متابعة الجهات التي ستذهب إليها هذه الأموال حتى لا تدعم تيارا على حساب تيارات أخرى.
وبينما أشاد بالوعد بتخفيف مليون دولار من ديون مصر، فإنه أشار إلى أن الشعب المصري كان يأمل بإسقاط الديون بشكل كامل، على اعتبار أنها أموال سرقها النظام السابق ولم يستفد منها الشعب.
ولفت الغزالي إلى أن أوباما تجاهل الحديث عن مساعدة مصر باسترداد أموالها التي هربها النظام السابق. وبينما رحب بالاستثمارات الأميركية ببلاده، رفض بشدة المعونات، مؤكدا أن "مصر الثورة" يجب أن تتخطى مساوئ النظام البائد.
واتهم الغزالي أوباما بالكيل بمكيالين إزاء الديمقراطية والثورات التي يشهدها العالم العربي.
وانتقد عدم توجيه أوباما رسالة واضحة للأنظمة "الدكتاتورية" في العالم العربي يؤكد فيها أن بلاده لن تدعم هذه الأنظمة التي تقمع شعوبها.
تعليق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري