بالرغم من التردد الذي ساد الموقف الرسمي في السودان قبل توجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل بشأن غارة جوية دمرت مصنعا للأسلحة في الخرطوم الليلة قبل الماضية، لم يجد المواطن السوداني بداً من التساؤل بشأن أمن بلاده من خطر الاختراق، في حين يصر المسؤولون على التقليل من شأن هذه الهجمات المتكررة.
وكان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العقيد الصوارمي خالد قد استبعد وجود اختراق في بعض القوات النظامية باعتباره "أمرا غير مؤثر"، قبل أن يعلن أن ما جرى لن يؤدي إلى إضعاف هيبة الجيش السوداني أو التأثير على معنوياته كما قصد بذلك منفذ العملية، حسب قوله.
وقال -في مؤتمر صحفي- إن القوات المسلحة السودانية لن تتأثر بما وقع، "وإن أية دولة معرضة لمثل ما تعرضت له الخرطوم طالما أن الأمر كان غدرا".
عثمان يؤكد احتفاظ بلاده بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين |
أما وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة أحمد بلال عثمان فقد دافع -في مؤتمر صحفي- عما ينتجه المصنع من ذخائر "غير محظورة دوليا"، مؤكدا أن من حق أية دولة صناعة ما تشاء من السلاح.
كما توعد إسرائيل بالملاحقة في كافة المحافل الدولية لانتزاع حق السودان جراء هذا الاعتداء، معلنا احتفاظ بلاده بحق الرد على إسرائيل في الزمان والمكان المناسبين.
وِكانت طائرات حلقت الثلاثاء فوق مصنع اليرموك لصناعة الذخيرة بضاحية أبو آدم جنوبي العاصمة الخرطوم، قبل أن توجه له ضربات تسببت في مقتل مواطنيْن اثنين وإصابة ثالث بجروح بالغة الخطورة، كما أشعلت النيران في جوانب المجمع.
هجمات متكررة
ويعيد هذا الهجوم إلى الأذهان أحداثا سابقة وجه فيها السودان تهما لإسرائيل بخرق أجوائه وشن هجمات على أهداف داخل أراضيه، حيث اتهمت الخرطوم إسرائيل بالوقوف وراء غارة جوية استهدفت سيارة في مايو/أيار 2011 بمدينة بورتسودان وأوقعت قتيلين، بينما امتنعت إسرائيل عن التعقيب.
ولم تؤكد إسرائيل أو تنف المسؤولية عن غارات مماثلة في يناير/كانون الثاني 2009 بالسودان استهدفت قافلة شاحنات يشتبه في أنها كانت تهرب أسلحة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل نحو 119 شخصا.
ومع تكرار هذه الهجمات بدأت أصوات في السودان تنادي بضرورة إبعاد كافة المواقع العسكرية عن المناطق السكنية حفاظا على أرواح المدنيين.
نجيلة تساءل عن استعداد السودان وقدرته على حماية أرضه |
ومن جهته، تساءل الخبير العسكري علي حسن نجيلة عن استعداد السودان وقدرته على حماية أرضه التي استبيحت "أكثر من مرة".
وطالب الحكومة بالعمل على معالجة الأخطاء التي ارتكبت من قبل، مؤكدا أن مجمع اليرموك يصنع عددا من الذخائر المسموح بها دوليا، وأن تدميره يهدف إلى شل حركة التسليح وصناعة الذخائر محليا.
ودعا نجيلة إلى نقل كافة المستلزمات ومخازن الأسلحة إلى خارج المدن والقرى بمسافة تكفي لحماية المدنيين.
وفي هذا السياق، قال زعيم المعارضة البرلمانية في المجلس الوطني إسماعيل حسين إن على الحكومة أن تستفيد من أخطائها بالتحرك الفوري لنقل كافة الوحدات العسكرية خارج العاصمة.
وأضاف أن النواب سيسعون بقوة لدعم أي تحرك لنقل الوحدات العسكرية وما يتبعها بعيدا عن الأحياء السكنية، وقال إن النواب "لن ينتظروا عمل لجان تحقيق أو خلافه لأنها لن تفضي لشيء كما حدث في السابق".
=========
تعليق
الواضح في الامر ان السودان لا يستطيع ان يحمي ويدافع أمنه وسيادته من الهجمات الخارجية ولكن يستطيع ان يقصف ويجتاح مواطنيه في دارفور والنيل الازرق وغيرهم ... نظام جلب العار للسودان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري