دعا المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية السلطات المحلية للتصدي لما أسماه تصاعد الأعمال المعادية للمسلمين في البلاد، مطالبا بالحزم إزاء المتورطين فيها وباتخاذ تدابير أمنية لمنع ارتكاب مزيد من الاعتداءات ضد المعالم الإسلامية في البلاد، ولا سيما بعد احتلال مجموعة متطرفة مسجدا.
وشدد المجلس، في مؤتمر صحفي عقده أمس الاثنين بباريس، على ضرورة حل التنظيم اليميني المتطرف "جيل الهوية" الذي احتل عشرات من أعضائه السبت الماضي مسجدا في طور البناء بمدينة بواتييه في غرب فرنسا.
وقال رئيس المجلس محمد الموسوي إن اجتياح المصلى يعد "فعلة غير مسبوقة في تاريخ البلاد"، موضحا أنها "المرة الأولى التي يحتل فيها مسجد بهذه الطريقة".
وأضاف المسؤول الإسلامي إن الاعتداء، الذي يأتي في خضم موجة متصاعدة من الأعمال المعادية للمسلمين، ينذر بـ"تضاعف هذا النوع من الأعمال".
وكان 74 ناشطا من "جيل الهوية" قد اقتحموا ورشة المسجد فجر السبت الماضي، ثم علقوا على جدرانها الخارجية لافتة كبيرة تحمل عبارة "732، جيل الهوية"، في إشارة إلى السنة التي أوقف فيها القائد الإفرنجي شارل مارتيل الفتح الإسلامي لغرب أوروبا بعد انتصاره في معركة بلاط الشهداء التي دارت بالقرب من بواتييه.
حل الجماعة
وطالب الموسوي بحل جماعة "جيل الهوية" التي أنشئت الشهر الماضي، منوها إلى أن التنظيم اليميني المتطرف نشر تسجيلا مصورا على الإنترنت يعلن فيه الحرب على المسلمين.
وكان الحزب الاشتراكي الذي يتزعم الائتلاف الحاكم في البلاد قد دعا في وقت سابق لحل "جيل الهوية"، وهو مطلب يتبناه أيضا الحزب الشيوعي المحلي وإحدى أبرز الجمعيات الفرنسية المناهضة للعنصرية. غير أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يعد الشخص الوحيد المخول قانونيا باتخاذ قرار بهذا الشأن.
وجدد رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية دعوته لحماية مساجد المسلمين ومقابرهم التي تعرضت لاعتداءات متكررة في السنوات والأشهر الأخيرة. وأشار في هذا الصدد إلى إمكانية نصب كاميرات مراقبة أمام هذه الأماكن ووضع حراسة دائمة أو دورية حولها.
وفي نفس السياق، أعرب رئيس المرصد الفرنسي لكراهية الإسلام عبد الله زكري عن استيائه من سياسة "الكيل بمكيالين" التي تنتهجها باريس في المجال الديني، مستنكرا امتناع السلطات الفرنسية عن وضع أية كاميرا مراقبة في واجهة أكبر المساجد المحلية في الوقت الذي نصبت فيه أجهزة مراقبة في كل المعابد اليهودية الموجودة في البلاد.
وأضاف القيادي المسلم أن الأعمال المعادية للمسلمين في فرنسا تزايدت بنسبة 34% ما بين 2010 و2011، في حين ارتفعت بنسبة 14% في النصف الأول من العام الجاري.
وأضاف زكري أن هذه الأعمال تشمل الاعتداء على الأفراد وتدنيس المعالم الدينية وتهديد الأشخاص والمؤسسات الإسلامية، ملوحا أثناء المؤتمر الصحفي برسائل تهديد وإساءة وصلت إلى المجلس من مناطق مختلفة من فرنسا.
انعدام الصرامة
وأعرب القيادي المسلم عن أسفه لما أسماه انعدام الصرامة في تعامل القضاء الفرنسي مع مرتكبي مثل هذه الأفعال.
أما رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية بفرنسا أحمد جاب الله، الذي زار بواتييه للتضامن مع مسلميها، فقد أشاد بتعقل الجالية الإسلامية في المدينة، مشيرا إلى أنها لم تسقط في فخ الاستفزاز.
وكشف المسؤول الإسلامي عن رفع دعوى قضائية ضد مقتحمي المسجد بتهم متعددة تشمل "التحريض على الكراهية وعرقلة ممارسة المعتقد".
و اعتبر جاب الله أن إدانة النخبة الفرنسية لاعتداء بواتييه كانت "أقل من المأمول"، مشددا على أن "كراهية الإسلام يجب أن تحارب بالصرامة نفسها التي تواجه بها العنصرية ومعاداة السامية" في البلاد.
===========
تعليق
هذا لاينفي حملة العنصرية | |
ملسمي فرنسا وبلجيكا وهولندا وخاصة المغاربيون منهم ، ولا أعمم ، غرق كثير منهم في تجارة المخدارات او التجارة بالبغاء او النهب و السرقة .. لو انهم تصرفوا كمسلمين لكانت المصيبة أهون . حين تمر بشوارع مثل شارع المغاربة ببروكسل ترى القذارة و الازدحام و اصوات الموسيقا العالية و اصوات القرآن المرتفع جدا ، ويقودون سياراتهم بشكل أرعن ، الحال نفسه في امستردام او اي مكان آخر ... للاسف لايدعون لاحد الفرصة ان يدافع عنهم بتصرفهم |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري