الأحد، 16 مايو 2010

وصيه ام لابنها قبل زفافه


  • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لك انت
    الحياة الزوجية قبل و...بعد الزفاف قبل ان ترد القفص الذهبي وتقيم فيه حتى نهاية حياتك......... .........كثيرون هم أولئك الذين يوصون الفتاة ليلة زفافها، ولقد علموناوحفظونا ذلك في مرحلة من المراحل فقرأنا سطورًا بعنوان:'
  • وصية أم لابنتها ليلةزفافها'.
  • لكن للأسف تجاهلت الأم أن توصي ابنها، وكأنه خلق وهو يحسن فن التعامل مع زوجته.وها نحن نسمع عن زوجات مظلومات ومهانات ومحطمات من قبل الأزواج، دون أن ينصفها أحد، وكلما شكت حالها على والديها قالا لها: اصبري.. اصبري.. أولادك.. طلاقك.. المجتمع.والآن وبعد أن وصل الأبن لسن الزواج، ها هي الأم تكتب وصية له، سطورًا منثورة، وعظا ت حية لنميط اللثام عن المواقف والخلال المكدرة راح اسميها لكم احبائيوصية أم لابنهاقبل عقد قرانه.
  • وهي تقول (الأم )اعلم بني الحبيب أنك ستأخذ هذه الفتاة من بينأهلها، بيت نشأت فيه عشرين سنة أو أقل أو أكثر، من بين والديها الحبيبين، وإخوتها،وشقيقات روحها، فهذه أول صدمة تصدم بها الفتاة حيث تنتزع من بين أهلها إلى رجل لم تُخلق بطباعه، ولم يُخلق بطباعها فأول ما تبادر به ألا تحرمها من أهلها، فأشرعها بالأمانفمتى رغبت في زيارة أهلها فلا تمانع من ذلك.
  • ثم ضع في بالك أمرًا غفل عنه كثير من الرجال وهو وصية الحبيب المصطفى لكم خاصة 'اتقوا الله في النساء،فإنهن عوان عندكم' فالزوج المؤمن يرى أنه مجازى بالإحسان، مأخوذ بالإجرام. فلا يحي الطبائع الأثرة والاستعلاء.اعلم يا بني أن الزوجة ليست أمة وأنت السيد، بل أنتما شريكان ستديران المركب بمجدافين، عليك مسؤوليات، وعليها مسؤوليات،فرحم الله زوجًا سهلاً رفيقًا لينًا رؤوفًا.
  • انتبه عزيزي من لحظات الغضب، فإنه يمهد النفس لقبول شتى الوساوس، ومتى صحا الغضوب من نزوته راح يندم إلى ما فرط منه.. فلا تدع النزاع يستفحل ولا تدع الحرب تنشب. واحذر من إسقاط الإهانات فتكون كوخز الإبر، ولا ترسل الكلامعلى عواهنه فتقذف بألفاظ جارحة تظل تبعاتها على مر السنين،فالمرأة يابني لا تنسى أبدًا، وستظل جروح كلماتك تنزف في قلبها على مر الأيام والسنين،مهما أحسنت معاملتها، فلا تدع لسانك حبلاً مرخيًا في يد الشيطان، عود لسانك الجميل من القول فإن ثماره حلوة يانعة، والكلمة الطيبة غذاءالروح.
  • ليكن قدوتك الحبيب ـ عليه الصلاة والسلام ـ فما انتقم لنفسه قط، بل كان يعالج الأخطاء بالرفق. فلا تستخفنك التوافه، واحتفظ برجاحة فكرك، وابن حياتك على فضيلة الصبر،فإن أساسه متين.. فالعشرة والمودة والإغضاء عن الهفوات خصال تعتمد على الصبر الجميل، فالمؤمن يطلب المعاذير،والمنافق يطلب الزلات، كن من المحسنين الذين قال الله فيهم: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}عليك أن تدرك أن المرأة تحتاج إلى الاحترام والتقدير أشد من حاجتها إلى العطف والحنان، فالطابع على أغلب الرجال تملكه الأنفة والشموخ أمام أهله بعد الزواج، فيظهر لأهله أنه البطل المغوارالذي قطع رأس الثعلب ليلة الزفاف، فربما تنازل عن نبل خصاله وخاصة أمام أهله:
  • هاتي، أحضري،افعلي، وقد يتعرض لها بألفاظ محرجة، ونقد قاس.اعلم يا قرة العين أن احترامك لها أمام أهلك سيجعلها تعطيك أضعافًا من الاحترام، وهذا ما يتمناه الرجل، فإن أشد ما يؤلم المرأة تعنيفها أو لومها أمام الآخرين، فالمرأة فياضة الحنان والعاطفة، فإذا وجدت منك احترامًا وجدت عندها السلوى والراحة والمتاع، وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله إذ يقول: 'الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة' ومتى جفوت عليها فستجفو عليك ربما ليس في الظاهر، بل تغور في جذور قلبها فتخفيها رغبة منها في استمرار حياتها، فقدم لتستمع بهذاالمتاع.
  • هناك أمر مهم: لا تدع حياتك معها عسكرية تحتوي على الأوامروالنواهي، فإن استطعت أن تتناول كأس الماء بنفسك فافعل، فإنك كنت في الغالب تأخذه بنفسك في بيت والدتك، وكنت أحيانًا ربما صنعت طعامك بنفسك، بل وخطر على بالك مرة أن تصنع عصيرًا مكونًا من الحليب والموز، فلماذا الآن تتحكم فيكل صغيرة وكبيرة، ما الذي يمنعك من مساعدتها في تحضير سفرة الطعام،فلست أنت خير من الرسول صلى الله عليه وآله الذي كان في خدمة أهله حتى تحضر الصلاة.. وكان صحابته يقتدون به، فمثلاً كان عليه الصلاة والسلام يحب التطيب،واستعمال السواك، وها نحن نسمع ابن عباسي قول: 'إنيلأتزين لامرأتي كما تتزين لي، وما أحب أن أستنظف [آخذ] كلحقي الذيلي عليها،فتستوجب حقها الذي لها علي، لأن الله تعالى يقول: {...وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ..}تمر على المرأة أمور بعد زواجها عسيرة كالحمل مثلاً،تتغير فيها نفسيتها،فجهز نفسك لهذا الأمر وحاول أن ترفع درجة العناية بها،فالله تعالى يقول:{... حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ} ،والرجال يقولن: [دلع وميوعة].
  • ليكن لديك رحمة تجعلك ترق لآلامها،فإنه يمر عليها أمور من الوحم والثقل والخوف، مما يجعلها ربما تقصر تجاهك، أوتجاه منزلها، فلا تكلفهامن الأمر شططًا، التمس لها العفو والحرمة والمعونة، فهي تحتاج إلىمن يبعث الطمأنينة في نفسها وأنت أقرب الناس إليها..لا تكرر عليها الكلمات المألوفة التي لا تغير من الأمر شيئًا، أمي كانتجدتي كانت أم جدتي كانت، كل جيل يا عزيزي يختلف عن الجيل الذي يليه،فأنت لست كأبيك، ولا مثل جدك.. ها أنت أحيانًا تشكومن مفاصلك لكثرة تناولك للبيبسي مثلاً .إذا كانت يا حبيبي ممن يفضلون تناول الإفطار في الصباح، فلا داعيلأن توقظ زوجتك على جميع الأحوال، تنازل عند تعبها أو سهرهامع طفلها، فها أنت الآن تحب كثيرًا تناول فطورك في [الكافتيريات].
  • إذاجاءت طبخة الطعام على غير مزاجك فالتزم الصمت، فأنت لا تعلم كم نبذل من المجهود لإعداد الطعام وتزيينه لكم معشر الرجال، ليكن لديك مصفاة تحجز الأكدار وتخفي العيوب فإذا اليابس يخضر، والكدر يصفو.حاول أن تمتدحها غالبًا فلا تكون الحياة مملة وعلى وتيرة واحدة، تحسس مواضع الجمال فيها فمثلاً: ابتسامتك جميلة، هذا الإكسسواررائع، ما تكلفة ذلك؟ إنك بهذا سترفع ثقتها بنفسها وستجعلها دائمًا تهتم بزينتها ولباسها وخاصة لك.
  • لا تفكر في السفر وحدك دون اصطحاب زوجتك إلا إذا كانت هناك ضرورة قصوى،واحذر من أن تثير غيرتها بذكر محاسن امرأة أخرى ولو كانت أختك.ثم هناك عقدة كبيرة تعانيها غالبية النساء، وهي أن الرجل بعد زواجهبشهر أو شهرين يبدأ بتهديد زوجته بالزوجة الثانية، ولو على سبيلالمزاح، فيجعله كابوسًا يؤرق حياة المرأة،وهناك مثل يقول: 'ذبابة لا تقتل ولكنها تكدر النفس'، وربما جعله سيفًا يشهره على زوجته كلما حصل بينهما سوء تفاهم، فاعلم أيها الغالي أن الله عنده كل شيء بمقدار،فأريدك أن تكون مثاليًا بين الرجال، فامح هذا التهديد من قاموس حياتك الزوجية ولا تتطرق له أبدًا.هناك صفة دنيئة موجودة في بعض الرجال وهي التنقيص من شأنأهلها،فدائمًا يحقر من شأن أبيها أو أخيها فيسلط عليهما موجة عاتيةمن التفاهة والتسطيح. احترم شعورها لتحترم شعورك بالمقابل.وإني أرى فيك نضوج العقل، وبك ذكاء، فضلاً من الله ونعمة، ولا أظنه إلا سيتحول إلى وسيلة جيدة لتحقيق أغراض السعادة بإذن الله. فنحن قد نحسن أو نسيء في استخدام المفاتيح التي يسرت لنا.ماأجمل أن تكون زوجتك صديقتك تسد خللها وتستر زللها وتتجاوز عن هفواتها! فهي صديقة العمر التي تخالطك في السراء والضراء وسط زحام الحياة وتطاحن الأزمات، فلاشيء يخفف أثقال الحياة عنكاهل الزوجين كمثل أحدهما للآخر.عودها في الغالب على أن تنجز ما وعدتها به، فضعف الذاكرة، وضعف العزيمة عائقان كثيفان عن الوفاء بالواجب، ولا تقارن نفسكبالنماذج المنتشرة بين الرجال، ولتتطلع نفسك إلى المثل العليا، والنماذج المتميزة .
  • فالأخلاق الزكية إنما تنبجس من قلب مؤمن يعرف الله ويتهيأ للقائه، ويرجو وعده، ويخشى وعيده والشمائل الرقيقة طريق الفلاح في الدنيا والآخرة.
  • يقول مريد الخبر 'أصبحت أحب الخير وأهله ومن يعمل به فإن عملت به أيقنت ثوابه، وإن فاتني منه شيء حننت إليه'.لتعلم يا بني أن بر والديك واجب عليك، فلا تكلف زوجتك به،ولتكن منصفًا تعطي كل ذي حق حقه، لا تدع الخيط مشدودًا بين زوجتك ووالدتك فتنقل عن هذه أو تنقل إلى هذه، فلو دققت النظر في كثير من المشكلات لرأيت التطاحن المر بين الزوجة ووالدةالزوج، والذي يعود سببه إلى عدم حسن إدارة الزوج.. فكنشديد الحذر من عواقب الفرقة والاعتزال.ونهاية المطاف: أكثر من شكرالله فلقد وهبك زوجة عفيفة،ملتزمة ناضجة فهي جوهرة مكنونة يندر وجودهافي هذا الزمانوالله تعالى يقول:{..لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} ، وكن من القليل الذين قال الله فيهم: {...وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَالشَّكُورُ}أسئل الله أن تحتذي كل الأمهات بهذي الأم المثالية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري