الأربعاء، 12 مايو 2010

معاقون مصريون يبهرون الأسوياء

الصم أذهلوا العالم بحوارات أناملهم وإشارتهم


  • مبدعون من ذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة الإسكندرية بشمال مصر تحدوا إعاقتهم وكسروا حاجز الصمت مع الأسوياء، وأبهروهم بإنجازات عجز الآخرون عن القيام بها.
    فمع قوة الإرادة وصلابة التحدي قدم فريق الشروق المسرحي للمكفوفين عروضا مسرحية لغير المبصرين، في حين نجح فريق عين الصقر للأطفال الصم في الحصول على لقب أفضل مشروع إبداعي في مسابقة الروبوت العالمية 2010 بالولايات المتحدة.
    فرغم الحواس التي يفتقدها عناصر الفريقين، فإنهم لم يستسلموا لإعاقتهم، وبالاجتهاد والمثابرة استطاعوا التغلب على كل العوائق إيمانا منهم بأن الإعاقة في الحواس وليست في العقول.
    وعن تجربة فريق الشروق المسرحي، قال مؤسسها عاطف أبو شهبة إن المهمة بدأت داخل مبنى في إحدى المدارس بالمحافظة يستخدم لتخزين الأثاث القديم، بفريق ضم 15 طالبا من المكفوفين وفتاة مبصرة، وكان التحدي هو الأساس لتدريب هؤلاء المكفوفين على كيفية التحرك على خشبة المسرح بجانب التدريب على تكنيك الأداء المسرحي، وباقي مفردات المسرح من خلال الاعتماد على مفاتيح التلقي لدى المكفوف.
    وأضاف أبو شهبة أن التجربة لاقت إعجابا واستحسانا من كبار الفنانين والمسرحيين المصريين، وجاء رد فعل المشاهدين مذهلا ومشجعا لأن يستمر الفريق في تجربته التي تعد "الأولى والوحيدة على مستوى العالم".
    صابر كمال أحد أعضاء الفريق والذي شارك فيه منذ التأسيس، قال إن التجربة واجهت مصاعب كثيرة بسبب عدم توافر أماكن التدريب والتمويل.
    ولكنه أضاف أن الفريق استطاع التغلب على العقبات، وقدم العديد من المسرحيات بمكتبة الإسكندرية وقصور الثقافة والمراكز الثقافية بمصر، ويتمنى المشاركة في مهرجان عالمي، لنُري العالم أن المكفوف يستطيع القيام بأشياء كثيرة.
    وأكد كمال امتلاكه هو وزملاؤه المكفوفون العديد من المواهب والإمكانات الأخرى استطاعوا استغلالها، مشيرا إلى تشكيل فريق غنائي جديد تحت اسم "تراثنا" يعمل بمشاركة مع الفريق المسرحي، الهدف منه إحياء التراث السكندري ونشره.
    كما يستعد ثلاثة من أعضاء الفريق للمشاركة في عرض جديد باسم "لسه متسماش"، في مهرجان دولي بمدينة الشارقة تحت عنوان الفن والإعاقة.
    المركز الأول عالميا
    فريق عيون الصقر التابع لجمعية أصداء لرعاية المعاقين سمعيا وضعاف السمع نموذج آخر من الإرادة والتحدي، بعد أن فاز بالمركز الأول لأفضل مشروع إبداعي بالمسابقة الدولية للروبوت بأميركا من بين أربعة وثمانين فريقا من جميع أنحاء العالم.
    رئيس الجمعية قال إن مجال الصناعات الإلكترونية كان أحد المجالات التي برع فيها الأطفال الصم داخل الجمعية، فقاموا بالاشتراك في مسابقات لبرمجة الروبوت وصناعته، حتى استطاعوا أن يصلوا إلى النهائيات.
    وأكد رئيس الجمعية أن الإعاقة السمعية لم تكن حائلا بين تواصلهم مع الفرق الأخرى والمحكمين، واستطاعوا أن يذهلوا العالم بحوارات أناملهم وإشارتهم وسط دهشة وإعجاب الجميع بأدائهم المميز في تلك المسابقة على المستوى المحلى والعربي والدولي. وذكر مدرب الفريق الطالب ممدوح عزمي أن البحث العلمي للصم تناول مشكلة عدم إدراك أولياء أمورهم ومدرسيهم والمحيطين بهم للغة الإشارة، وقدموا الحل في مترجم لغة الإشارة الذكي الذي يترجم معنى لغة الإشارة إلى اللغة العربية واضعًا في الاعتبار شكل الأيدي ووضعها من الجسم واتجاه الأصابع وغيرها من أبجديات لغة الإشارة ليمثل المشروع المقدم منهم إبداعًا متميزًا.
    وأكد عزمي أن فريق الصم المكون من 12 طفلا تتراوح أعمارهم بين 11 و16 عاما بهر العالم باعتبارهم الفريق الوحيد من الصم وضعاف السمع المشارك في هذه المسابقة الدولية وسط السامعين، وبصورة متميزة وتحد واضح جعل جميع الفرق تتتبع خطواتهم وأداءهم بالمسابقة ليحصل الفريق على كأس المركز الأول لأحسن مشروع إبداعي وكأس أحسن إشراف.
  • تعليق
  • شئ رائع يثلج الصدر و يدمع العين . فكم فيكى ياأمتى النائمه من مبدعين لو أطلقنا لهم العنان لحققوا المعجزات.كل أمتنا معاقه و مكبلةالأيادى.ترى ماذا لو أطلقت من أسر الحكام الظالمين فى كل بلاد العرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري