يموت سوريون كثر ببطء بعد أن ينزفوا دون أن يحصلوا على إسعاف طبي ربما كان سينقذهم، ويخفض العدد الكبير من الضحايا يوميا، بينما يواجه الأطباء صعوبات جمة في معالجة الإصابات الخطيرة.
الإصابات الخطرة بالرصاص أو بالشظايا يصعب كثيرا علاجها في المشافي الميدانية |
وتابع الطبيب السوري أن إنشاء تنظيم طبي كمشفى طبي كامل ليتنقل بين عدة أماكن صعب جدا دون أموال، والمشكلة الأكبر هي التضييق
الأمني الشديد، إذ تم مؤخرا دهم مستودع تابع للتنسيقية كانت المواد الطبية تخزن فيه وتوزع على المشافي الميدانية في المحافظات.
وقال "كنا نلبي طلبات المساعدات الطبية من هذا المستودع، وخسارتنا بلغت ما بين اثنين إلى ثلاثة ملايين ليرة سورية (بين 34 و51 ألف
دولار تقريبا) بمصادرة محتوياته من براد لإبر الكزاز وأكياس الدم وتجهيزات لغرفة عمليات وعناية مشددة"، مضيفا أن المشفى انكشف بعد
اعتراف أحد المسؤولين عنه تحت التعذيب.
الأمن السوري يستهدف المشافي مثلما يستهدف الناشطين |
من جهته، ذكر المشرف على مؤسسة "نجدة ناو" للتنمية والإغاثة الإنسانية -للجزيرة نت- أن قوات
الأمن استهدفت مجموعة من المشافي الميدانية في حمص ودمشق وريفها خلال الأيام الأخيرة في
تتابع ملفت للنظر وبشكل متعمد.
فقد كان القصف يتجه مباشرة إلى المشافي دون ما يحيط بها من أماكن، وتبين لهم فيما بعد من
مصدر أمني أن الاستهداف يتم عبر التتبع الحراري للأجهزة الطبية في المستشفيات الميدانية.
وتقوم قوات الأمن بقطع الكهرباء عن تلك المناطق بعد عمليات إطلاق نار وسقوط جرحى، مما يضطر المسعفين إلى تشغيل الأجهزة الطبية
عبر مولدات كهربائية، ثم يقوم الأمن بتتبعها حراريا عبر ما تصدره من أشعة تحت حمراء.
وتحدث المصدر نفسه عن ضرورة تغيير أماكن تلك المستشفيات، وعدم تشغيل الأجهزة الطبية إلا في الحالات الضرورية ثم إطفائها بعد
الانتهاء منها، وأيضا القيام بالتشويش الحراري من خلال إشعال إطارات السيارات وحاويات القمامة في المناطق المحيطة لتضليل ذلك التتبع.
استهداف الأطباء والناشطين
من جانب آخر، تحدث الطبيب عن استهدف الأطباء إما بالاعتقال أو بالقتل. وأشار في هذا الإطار إلى استشهاد الطبيب الشاب شيرازد رشيد
من منطقة عفرين شمال حلب بعدما خطفه الشبيحة الخميس الماضي، بينما اعتقلت قوات الأمن الطبيب مروان مراد من عيادته في منطقة عربين بريف دمشق.
وأوضح مشرف مؤسسة "نجدة نا" أنه تم اعتقال حوالي ثمانية ناشطين كانوا ينقلون المساعدات خلال الفترة الماضية، في حين تعرض
ناشطون من السلمية بحماة وآخرون من السويداء لإطلاق نار أوقع ثلاثة جرحى منهم بينما كانوا ينقلون مساعدات لمدينة حمص يوم الجمعة الماضي.
تعليق
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري