تقول القصة التي سمعتها في الصغر بأن أبانا آدم وأمنا حواء عليهما السلام عندما هبطا إلى الأرض، لم ينزلا في بقعة واحدة، بل في مكانين مختلفين.
فأخذ كل منهما يبحث عن الآخر، فكان أبونا يمشي نهاراً وينام ليلاً، في حين كانت أمنا تمشي ليلاً ونهاراً، إلى أن تعبت فجلست تستريح، وفي تلك اللحظة قابلها آدم عليه السلام، فأخبرها بأنه قضى أيامه يبحث عنها، فردّت عليه بأنها جالسة حيث هبطت إلى الأرض ولم تبرح مكانها.
وتقول القصة أيضاً بأن لقاءهما كان في منطقة عرفات، خارج مكة المكرمة، ومن هنا استمدت عرفات اسمها حيث تعارفا من جديد.
على أن بعض ما في هذه القصة مذكور في تاريخ الطبري وغيره من المؤرخين الذين يذكرون أن عرفات كانت موطن آدم وحواء.
بوسع كل واحد أن يستنتج لهذه القصة مغزى، ومغزاها عندي هو أن الرجل والمرأة خُلق كل منهما للآخر، إنما حياء الأنثى يمنعها من الإفصاح عما في نفسها، في حين يتجرأ الرجل فيتفوه بميله للجنس اللطيف ويطلب من أمه أن تخطب له فتاة تقر بها عينه.
قفزت إلى ذهني هذه القصة بعد أن قرأت مقالاً يقول بأن الإنسانية تشعبت من الجزيرة العربية.
فهل هذا يؤكد أن آدم عليه السلام عاش في الجزيرة العربية ومنها انطلق أولاده وأحفاده إلى أرجاء المعمورة؟
وهل أمنا حواء مدفونة في جدة في المقبرة المسماة "مقبرة أمنا حواء"؟
ولقد ذكر الرحالة ابن جبير في القرن السادس الهجري، والرحالة ابن بطوطة في القرن السابع الهجري، والرحالة أوليا جلبي في القرن الحادي عشر الهجري، وكلهم زار جدة، ذكروا جميعا وجود قبة قديمة يُقال إنها كانت منزلاً لأم البشر حواء.
"نحن جميعا عرب!
وإننا جميعا أيا كنا، فرنسيين أو أميركيين أو صينيين، من الأسكيمو أو من قبائل البابو (بأندونسيا)، ننحدر من أسلاف مشتركين جاؤوا من شبه الجزيرة العربية".
وينقل هذا الكلام من مقال ل لصحفي الفرنسي فريدريك لوينو الذي نشره في أسبوعية "لوبوان" الفرنسية بعنوان "تاريخ الإنسان: نحن جميعا عرب!".
وهذا الفرنسي مشهور في تبسيط الموضوعات العلمية.
وقد استند في مقاله إلى دراسة أنجزها باحثون مختصون في "علم وراثة الأجناس البشرية القديمة" من جامعتي ليدز البريطانية وبورتو البرتغالية، ونُشرت في المجلة الأميركية لعلم الوراثة، وذلك بدراسة عضية صغيرة تقوم بوظيفة مولد الطاقة في الخلايا البشرية وتملك حامضا نوويا متميزا، وتتحول تحولا مشابها لتحول الكروموسومات، حيث تشير التحولات المتطابقة لدى شعبين إلى أنهما يتقاسمان ماضيا مشتركا".
وعند مقارنة عينات من الحمض النووي المأخوذ من مئات الأشخاص عبر العالم مع تلك المأخوذة من جزيرة العرب توصل العلماء إلى أن كل البشر أصلهم من شبه الجزيرة العربية.
وكان خبراء الهجرات البشرية يرجحون الفرضية القائلة بأن الإنسان الذي برز إلى الوجود منذ حوالي 200 ألف سنة في شرق أفريقيا، انطلق من شمال أفريقيا أو من الشرق الأوسط لتعمير بقية أنحاء الكرة الأرضية.
لكن عليهم الآن تصحيح فرضيتهم والقول بأن أولى المجموعات البشرية تكاثرت في القارة السمراء ثم عبرت إحداها البحر الأحمر، منذ 100 ألف سنة تقريبا، لتستقر في الجزيرة العربية آلاف السنين، مستفيدة من المناخ الرطب للمنطقة التي كانت آنذاك "فردوسا أرضيا يتكون من مروج شاسعة"، ثم انطلقت متشعبة لتعمير بقية أنحاء الأرض، شرقاً باتجاه جنوب شرق آسيا وأستراليا واليابان، وشمالاً باتجاه الشرق الأوسط حتى وصلت أوروبا منذ حوالي 40 ألف سنة. أما أمريكا فهي آخر القارات التي وطئها الإنسان منذ نحو 15 ألف أو 20 ألف سنة، حيث يُعتقد أن الهنود الحمر وصلوها عبر مضيق بيرينغ قادمين من إقليم آلتاي الذي يشكل اليوم منطقة تماس بين روسيا ومنغوليا والصين وكازاخستان، ويختم الصحفي الفرنسي بقوله: "لهذا فنحن جميعا عرب وبها فخورون".
موقع المجلة الأمريكية على الشبكة العنكبوتية ، واسمها بالإنجليزية The American Journal of Human Genetics، البحث منشوراً بتاريخ 26 يناير 2012.
إذا صحت هذه النظرية فإنها ستؤدي إلى إثبات نظرية أن اللغة العربية هي أصل اللغات.
وقد استندت في ذلك إلى الحديث النبوي: أحبوا العرب لثلاث، لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي.
مما يعني أن آدم عليه السلام كان يتكلم العربية في الجنة، وبها هبط إلى الأرض، ومنها وُلدت اللغات الأخرى مع الزمن حيث بدأت بالابتعاد عن الأصل مع انتشار البشر في كل مكان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري