وانتقلت العصابات اليهودية تحت غطاء ما يسمى بـ"دفع الثمن" لممارسة إرهابها وعنفها ضد المقدسات ورجال الدين المسيحيين، وذلك بعد أن ركزت جل نشاطها في الأشهر الأخيرة على استهداف وإحراق المساجد والمقدسات والمقابر الإسلامية.
وكشف النقاب عن مخطط لبلدية الاحتلال لإقامة مركز تجاري وسياحي فوق أراض بمساحة أربعة دونمات تابعة لدير الأرمن في حارة الشرف بالبلدة القديمة، بالتزامن مع قيام جماعات يهودية باستهداف دير المصلبة التابع للكنيسة الأرثوذكسية وكتابة شعارات مسيئة للمسيحيين تتوعدهم بالقتل.
حجيج وزوار في كنيسة القيامة |
وبين أن الاحتلال اعتمد سياسة فرق تسد وزرع الفتنة والتمييز ما بين المسلم والمسيحي في مسعى منه لضرب وحدة ونضال الشعب الفلسطيني، حيث ركز على استهداف العقارات والمقدسات الإسلامية، لكنه ومن وراء الكواليس عمل بشكل تدريجي لتطال أطماعه الكنيسة وعقاراتها.
وعن طبيعة العلاقة الإسلامية المسيحية بالقدس، أكد دلياني بأنها تتسم بالانسجام والنسيج الاجتماعي المتين، رافضا أي تعامل بخصوصية ونظرة استثنائية للمسيحيين، موضحا أنهم أحد أهم مقومات المجتمع الفلسطيني.
وخلص إلى القول "كنا وما زلنا معا بخندق المقاومة، فدائما كانت مواقف وطنية للمسيحيين ضد الاحتلال ودائما يوجدون برأس الحربة للدفاع عن الأقصى وصد الاقتحامات، كما أن العديد من الأحزاب وفصائل المقاومة قادها مسيحيون ولا يزالون".
أراض تابعة لدير الأرمن بحارة الشرف، ستقيم عليها بلدية الاحتلال مشروعا سياحيا وتجاريا |
وشكل المسيحيون حتى النكبة عام 1948 قرابة 20% من الشعب الفلسطيني، وتراجعت نسبتهم لتصل اليوم إلى 2% من سكان فلسطين التاريخية.
وباتت الكنائس أكثر تمسكا بالعقارات والأراضي وتتصدى لأي محاولة إسرائيلية ويهودية لاستهدافها، وهذا يعود لنضوج الحركة الوطنية حيث يتم رفض التعامل والتعاون مع المؤسسة الإسرائيلية، وهذا ما جعل الكنيسة ومقدساتها وأملاكها بدائرة الاستهداف من قبل الاحتلال.
وأضاف غبطته أن البطريركية باتت مستهدفة من قبل هذه المجموعات الإرهابية التي قامت قبل أقل من شهرين بارتكاب جريمة أخرى بحق كنيسة مار يوحنا المعمدان على ضفاف نهر الأردن.
ولفت إلى أن مسلسل الجرائم هذا يعكس إفلاس هذه المجموعات التي لجأت إلى العنف بحق الكنيسة ورجال الدين بعدما فشلت في ضغوطها لدفع المسيحيين على التعاون مع إسرائيل على حساب حقوقنا الوطنية والدينية في مقدساتنا وعقاراتنا المسيحية.
تعليق
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري