يصف لنا الله سبحانه وتعالى هؤلاء الناس الأكثر حظاً و سعادة على الإطلاق ويبينهم لنا لنعرفهم، فيقول الله تعالى عنهم: (هم القوم لايشقى بهم جليسهم) أي إن من يجلس معهم يصبح سعيداً ومحظوظاً مثلهم بمجرد الحضور معهم ولو من غير قصد وذلك إكراماً لهم، فهم أحب الخلق إلى الله وأقربهم إليه، وأكثرهم سعادة، لكن السؤال أين يمكن أن نلتقي بهؤلاء القوم؟ يخبرنا الله سبحانه وتعالى ذلك أيضاً في الحديث القدسي الذي يرويه لنا سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم:
إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون مجالس الذكر فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله قعدوا معهم، وحف بعضهم بعضاً بأجنحتهم حتى يملؤوا ما بين الأرض والسماء فإذا تفرقوا صعدوا إلى السماء فيسألهم ربهم -وهو أعلم بهم- ما يقول عبادي؟ فتقول الملائكة: يسبحونك، ويكبرونك، ويحمدونك، ويمجدونك، فيقول الله: هل رأوني؟ فيقولون: لا والله مارأوك فيقول الله: وكيف لو رأوني؟ يقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيداً وتحميداً وأكثر تسبيحاً فيقول الله: فما يسألوني؟ تقول الملائكة: يسألونك الجنة، فيقول الله: وهل رأوها؟ يقولون: لا والله يارب مارأوها يقول الله :فكيف لو رأوها؟ يقولون: لو رأوها كانوا أشد عليها حرصاً، وأشد لها طلباً وأعظم فيها رغبة فيقول الله :فمم يتعوذون؟ يقولون: من النار، يقول الله: وهل رأوها؟ يقولون: لا والله يارب مارأوها يقول الله: فكيف لورأوها؟ يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً وأشد لها مخافة فيقول الله لهم أشهدكم ياملائكتي أني قد غفرت لهم، فتقول الملائكة: يارب إن فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة، فيقول الله: وله قد غفرت، هم القوم لايشقى بهم جليسهم.
فإذا أحببت أن تكون منهم أو معهم ابحث عن مجالس الذكر أو العلم في المساجد والتزم بالحضور معهم، وإذا أردت أن تكون من أكثر الناس حظاً وسعادة في الدنيا والآخرة أكثر من ذكر الله مااستطعت فهو سر السعادة، قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أكثر ذكر الله أحبه الله)، وإذا أحبك الله أعطاك كل ماتحب وحقق لك كل أمنياتك ورغباتك وأنت في تمام السعادة... ولكن يجب أن تداوم على الذكر القلبي والذكر الجهري يومياً بهاتين الطريقتين:
أولاً (الذكر القلبي):
خصص وقتا لذكرالله تعالى بشكل يومي تكون فيه بمفردك (ساعة على الأقل)، وتعطر برائحة زكية، والبس ثوبا نظيفا، وأطفئ النور، وأغمض عينيك، وتوجه بقلبك إلى الله، واشعر بأن الله حاضر معك، واشعر بقدسيته، وهيبته، ومحبته، وعظمته تملأ قلبك، واذكر بقلبك أو لسانك -لاإله إلا الله- ولاتقطع هذا الذكر ولايوم، يقول الله سبحانه وتعالى: (واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلاً)، والتبتيل هو الانقطاع مع الله سبحانه وتعالى.
أفضل الأوقات للذكرقبل شروق الشمس وقبل غروبها، أي بعد صلاة الفجر وقبل صلاة المغرب، قال رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: (من قال -لا إله إلا الله- مخلصا من قلبه وموقنا بها دخل الجنة(، فماهو إخلاص كلمة لا إله إلا الله؟! وماهو يقينها؟! اليقين بكلمة -لاإله إلا الله- :هو أن تعلم معناها، ومعناها أنه لا إله في هذا الكون إلا إله واحد وهو الله جل جلاله خالق كل شيء، ولا خالق في هذا الكون إلا الله، ولا محيي إلا الله، ولا ممبت إلا الله، ولا نافع إلا الله، ولا رازق إلا الله، ولامحبوب إلا الله، ولامعبود إلا الله، ولا معطي إلا الله، ولا مانع إلا الله، ولا أحد بيده الخير إلا الله، ولا يتصرف في هذا الوجود إلا الله وحده لاشريك له، أما إخلاص كلمة -لا إله إلا الله-: فهو أن تقوم بحقها، وحقها هو الخوف من الله، وأن تجتنب ماحرم الله، وتطبق أوامر الله في القرآن الكريم، وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن تشعر بأن الله معك ويراك في أي وقت، قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من قال -لا إله إلا الله- مخلصا دخل الجنة قيل ما إخلاصها يا رسول الله قال أن تحجزك عما حرم الله عليك(، وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: ومن يأبى يارسول الله؟!، قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى).
ثانيا (الذكر الجهري):
ذكر الله تعالى في جميع أوقاتك بهذه الأذكار: ( لاإله إلا الله، الحمد لله، سبحان الله العظيم وبحمده، الله أكبر، تبارك الله، اللهم صلى على سيدنا محمد وآله، لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم)، اذكر الله تعالى بهذه الأذكار في أي وقت... في المنزل، في الطريق، في العمل، في الباص، في السيارة.....
هذه بعض فوائد ذكر الله تعالى:
قال الله سبحانه وتعالى: (اذكروني أذكركم)، وقال أيضا: (أنا جليس من ذكرني)، وقال رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: (من قال لا إله إلا الله غرست له شجرة في الجنة من ياقوتة حمراء منبتها في مسك أبيض أحلى من العسل و أشد بياضا من الثلج و أطيب ريحا من المسك فيها ثمار أمثال أثداء الأبكار تفلق عن سبعين حلة)، وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من مؤمن و لا مؤمنة إلا وله وكيل في الجنة ان قرأ القرآن بنى له القصور و ان سبح"ذكر" غرس له الاشجار و ان كف كف)، وقال رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: (من أكثر ذكر الله أحبه الله)، قال سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم: (الذاكر لله لاترد دعوته)، فإذا ذكرت الله ذكرك الله، وإذا ذكرك الله أحبك وأعطاك كل ماتتمنى وتحب في الدنيا والآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس يتحسر أهل الجنة إلا عن ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها)، قال سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم؟ قالوا بلى يارسول الله، قال: ذكر الله)
يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ان الله وملائكته واهل السموات والارضين حتى النملة في حجرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير)، وقال أيضا: (ألا أخبركم عن الأجود الأجود ؟ الله هو الأجود الأجود، وأنا أجود ولد آدم، وأجودهم بعدي رجل تعلم علما فنشر علمه، يبعث يوم القيامة أمة وحده( وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس مني إلا عالم أو متعلم ولاخير فيمن سواهما(، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما بال أقوام لا يعلمون جيرانهم ولا يفقهونهم ولا يفطنونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم، وما لأقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتفطنون، والذي نفسي بيده ليعلمن قوم جيرانهم وليفقهنهم وليفطننهم وليأمرنهم ولينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم وليتفقهن وليتفطنن أو لأعاجلنهم بالعقوبة في دار الدنيا(،وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) انشرها لتنال الثواب الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شاء الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري