تحولت خيمة الاعتصام ببلدة سلوان التي أقيمت مطلع عام 2008 إلى رمز المقاومة والصمود بالقدس المحتلة، وباتت تلخص جوهر الصراع مع الاحتلال ولب القضية الفلسطينية.
وأصدرت سلطات الاحتلال أمرا إداريا لهدم الخيمة ليعود التوتر مجددا وينذر بانفجار المواجهات، حيث شرعت بإقامة تسع "حدائق توراتية"، بالطور، والعيزرية، والصوانة والعيسوية، وقد جوبهت البلدوزرات بمقاومة شعبية.
وتروي سلوان التي يقطنها 55 ألفا فصول النكبة، حيث تتحدى مخططات التهويد والاستيطان وتخوض معارك وجودية مع العصابات اليهودية التي يزج بها داخل أحياء البلدة، لتفضح مشاريع تزييف التاريخ والآثار العربية، لتجسد مشهد اللجوء وتصر على حق العودة.
ويخوض السكان بحي "وادي حلوة" الملاصق للأسوار الجنوبية للأقصى معركة مغمورة بالمفاجآت اليومية منعا لهدم وتشريد قاطنيه، حيث شرعت بلدية الاحتلال بتشييد ما يسمى بـ"مدينة داود" وتطوير المدخل الرئيسي لشبكة الأنفاق الممتدة تحت البلدة القديمة.
خيمة الاعتصام بسلوان رمز للمقاومة والصمود الاحتلال يريد هدمها |
ولفت إلى أن الأهالي يخوضون معركة صراع البقاء مع الاحتلال الذي عمق من مأساتهم والعصابات اليهودية التي تمادت بانتهاكاتها وتضييقها على السكان الذين قدموا الشهداء ودفعوا ضريبة الدم رافضين ترك بيوتهم وأراضيهم.
وتتواصل معركة الكر والفر مع جيش الاحتلال بحي البستان الذي بقي صامدا ويعتبر القلب النابض لسلوان، حيث يرفض ساكنوه كما روى الشيخ موسى عودة للجزيرة نت ترك المكان وإن ضاقت بهم الدنيا بسبب الانتهاك لأبسط حقوقهم والتفتيش والدهم والاعتقال الذي شمل حتى الأطفال والنساء.
وتخشى إسرائيل أن تتحول المقاومة الشعبية بسلوان، لنموذج يحتذى به، ويؤكد عودة أنها تسعى لاغتياله ووأده وضرب القيادات الميدانية، فهناك قائمة تضم 300 شخصية مهددة بالإبعاد، وبالمقابل يتم إرهاق السكان بإرهاب العصابات اليهودية.
صيام: إسرائيل تعتمد سياسة فرق تسد |
وشدد في حديثه، أن إسرائيل تعتمد سياسة فرق تسد, وزرع بذور الفتنة لتفتيت وحدة الشعب الفلسطيني، لتشن معارك بالوقت ذاته بمواقع عدة، وبالمقابل تشغل الناس بهمومهم اليومية وتستنزف طاقاتهم بلقمة العيش.
وحذر صيام من مغبة تفرد الاحتلال بالمقدسيين، خصوصا وأن معركة الصمود والتصدي متواصلة بسلوان دون أن يكون هناك أي تجاوب وتضامن شعبي من الضفة الغربية، مؤكدا أن المعركة الوجودية تتفاعل اليوم بالقدس، لكنها بالمستقبل ستصل رام الله.
ووجه انتقادات شديدة اللهجة للموقف الشعبي والرسمي الفلسطيني حيال ما يحصل بالقدس، لافتا إلى أن الاحتلال نجح بإخماد نيران
الانتفاضة الجماعية واختزال الحراك الشعبي كل بموقعه وذلك حسب قضاياه الداخلية، معتبرا أن ذلك أخطر ما يواجه الشعب الفلسطيني.
تعليق
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري