يتزايد الإقبال الدولي على الطائرات العاملة بدون طيار وينتقل استخدامها على نطاق واسع من الأنشطة العسكرية والاستخبارية إلى مجالات مدنية عديدة، ليتحول هذا النوع من الطائرات بذلك إلى سلعة رائجة في الأسواق المستقبلية للصناعات الحربية والمدنية على حد سواء.
وتطلق على الطائرات العاملة بدون طيار أسماء مختلفة من بينها "درونه"، و"الروبوت الطائر"، و"شبح الموت"، و"الحيوان المفترس"، و"الطائر المتوحش". وقدرت دراسة لمعرض برلين الدولي للطيران والفضاء قيمة المعروض من هذه الطائرات في الأسواق العالمية بـ98 مليار دولار، وعدد دول العالم المالكة لأسراب منها بـ76 دولة من بينها دول عربية، أما الدول الرائدة في إنتاج هذه الطائرات فقد حصرتها الدراسة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل والصين وروسيا وجنوب أفريقيا.
مكونات وقدرات
وترجع مصادر تاريخية أصل الطائرات العاملة بدون طيار إلى الجيش البريطاني الذي أنتج عام 1931 ثلاثة منها من طراز "فايري 3 أي أف" وأطلق عليها اسم الأسطورة الملكية، وأدخلها في الخدمة بالتدريبات القتالية لقواته الجوية.
وتتميز الطائرات بدون طيار بقدرتها على التحليق لفترات طويلة فوق ارتفاعات تصل إلى 15 ألف متر مما يجعلها غير مرئية وغير مسموعة، ويتم تشغيل هذا النوع من الطائرات وتوجيهه بواسطة برنامج كمبيوتر يديره مشغلها على الأرض أو عبر منظومة للاتصالات بالأقمار الصناعية.
وترتبط مكونات وقدرات هذه الطائرات بطبيعة المهمة التي أنتجت من أجلها، ويختلف عرض الجناح وطول الجسم في كل نوع منها عن الأنواع الأخرى، ويصل في بعضها لبضعة سنتيمترات ويطلق عليها "الميني طائرة"، ويصل في أخرى إلى 60 مترا مثل بوينغ كوندور.
ويمكن تحميل الطائرات بدون طيار بمعدات عسكرية أو مدنية حسب حاجتها مثل الصواريخ والقذائف وأجهزة الاستطلاع والإنذار المبكر وكاميرا تصوير فوتوغرافي وفيديو عالية الدقة، وأجهزة استشعار عن بعد ترصد أهدافها حراريا.
حروب الأميركيين
وأصبحت الطائرات العاملة بدون طيار جزءا من أسراب القوات الجوية لجيوش كثيرة تستخدمها في إفناء أعدائها وفي النقل وجمع المعلومات واستطلاع الأهداف، وتتخصص الطائرة الأميركية "أم كيو 9 ريبا" في دعم العمليات القتالية البرية، وتوجه "بوينغ 45 أكس" لمهاجمة أهداف بالجو، وتوظف "غلوبال هوك" في أعمال المراقبة والاستطلاع والإنذار.
وبدأت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) منذ الثمانينيات مضاعفة إنتاجها من طائرات "درونه" بمستوى قياسي، وأصبح الجيش الأميركي يعتمد على أعداد متزايدة من هذه الطائرات في حروبه الخارجية ضد ما يسمى الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر
وقفز عدد الطائرات العاملة بدون طيار التي استخدمتها واشنطن في حربها على أفغانستان من 54 طائرة في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2001 إلى أكثر من أربعة آلاف طائرة حاليا، منها 1300 طائرة من النوع الصغير جدا، حيث يمكن حمل إحداها في حقيبة ظهر وتشغيلها بواسطة جندي واحد.
وتظهر تقديرات لمعاهد عسكرية غربية امتلاك الجيش الأميركي ووكالة الاستخبارات المركزية ( سي آي أي) حاليا ما بين ستة وسبعة آلاف طائرة من نوع "درونه"، وتوجد الأنواع المسلحة من هذه الطائرات بأفغانستان وباكستان واليمن والصومال والعراق، وتتوزع قواعد تشغيلها وانطلاقها بين الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي ( الناتو) وأفغانستان وجيبوتي وإثيوبيا وجزر سيشل بالمحيط الهندي وأماكن سرية في شبه الجزيرة العربية.
بالأزمات والسلم
وتمتلك ألمانيا منذ سنوات أسرابا من طائرات "درونه" يستخدمها جيشها في أعمال المراقبة والاستطلاع، كما تسعى لشراء أنواع أخرى مسلحة من الولايات المتحدة أو إسرائيل أو الشركة الأوروبية لصناعات الطيران والفضاء.
وشاركت الطائرات العاملة بدون طيار بمهام عسكرية في مناطق الأزمات حيث استخدمتها ألمانيا عام 1999 في حرب كوسوفو، ووجهتها الولايات المتحدة لمراقبة برنامج الأسلحة العراقية عام 2003، وأعلنت إسرائيل في العام نفسه تفجيرها لطائرة تجريبية بدون طيار حاولت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية ( حماس ) تصنيعها، وفي عام 2004 أثار الجيش السويسري انتقادات بعد كشفه تصوير طائراته الاستطلاعية "أي دي أس" لأشخاص مدنيين وسياراتهم بالشوارع.
وبموازاة الاستخدامات العسكرية، تتجه دول أوروبية للتوسع باستخدام طائرات "درونه" بمجالات مدنية كمراقبة الفعاليات الحاشدة وإطفاء الحرائق وتخفيف ازدحام المرور والبحث عن مصادر التلوث البيئي، وأدخلت ولايتا سكسونيا وسكسونيا السفلى الألمانيتين هذه الطائرات ضمن تقنيات عمل شرطتها.
وفي سبتمبر/ أيلول 2010 كشفت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) عن تطويرها طائرة بدون طيار لإرسالها إلى كوكب المريخ.
كما انتشرت بالدول الأوروبية حاليا نماذج صغيرة لطائرات بدون طيار يتراوح سعرها بين مائة وألف يورو ويمكن استئجارها من مواقع على الإنترنت، ويثير هذا الانتشار تحفظات قانونية ومخاوف من استخدام أحد الأفراد لهذه الطائرات بالتجسس على آخرين وأعمال أخرى إجرامية.
--------------------
تعليق
العملاء أخطر: | |
صحيح أن مثل هذه الطائرات تمتلك مقدرات فائقة لترصد و متابعة (أهدافها) و من ثم القضاء عليها, إلا انها تساوى صفراً من غير معلومات تتم تغذيتها بها عبر عملاء يتواجدون على الأرض,ويمدون أعداؤهم بمعلومات..أسألوا أخواننا فى اليمن وباكستان وأفغانستان,هم خير من يفتيكم, الإعداد لمواجهة عدوك و الثقة بأن كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة,هى الفيصل,و ليس الركون لما يقوله من يثبطون الهمم و يتخذون العمالة (مهنة) ,ويصفون دفاع المسلم عن أرضه و عرضه إرهاباً..!! العمالة أخطر من (الإرهاب) خاصة عندما تبرر عدوان (عدوك)..! |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري