الأربعاء، 3 فبراير 2010

دعوة لتدخل دولي لإنقاذ "الحراطين"

  • منظر من حي أغلب سكانه من الحراطين بضاحية نواكشوط في نوفمبر 2006 طالب قيادي بحركة تحرير العبيد بموريتانيا الساموري ولد بيّه بتدخل دولي لإنقاذ شريحة الحراطين (الأرقاء السابقين) من "الظلم والقهر والاسترقاق الذي يمارس ضدها من طرف طبقة الأسياد الحاكمة منذ قرون".
    وقال قيادي "حركة الحر"، إحدى أقوى تنظيمات البلاد السياسية وأكثرها انتشارا وتنظيما، إن شريحة "الحراطين" قطنت البلاد منذ قرون قبل قدوم العرب "الذين احتلوا هذا القطر فارضين على ساكنيه الاستعباد والرق والخضوع بعد تدمير قيمهم وثقافتهم الخاصة ودفنها في أدغال التاريخ القديم في ظرفية مدبرة".
    وقدم في نداء استغاثة إلى الأمين العام للأمم المتحدة إحصاءات وصفها بأنها مشينة تثبت -حسبه- بما لا يدع مجالا للشك أن على هذه الشريحة رغم أنفها أن تبقى حاشية لـ"البيظان" (العرب الحاكمين)، وهي على الرغم من أنها تشكل 48% من السكان، فإنها تبقى منسية بل محرومة من كل شيء.
    إحصاءات
  • وحسب الإحصاءات فـ99% من هذه الشريحة أميون، وأكثر من 90% فقراء دون مأوى يعيشون جماعيا في أكواخ تسمى محليا "آدوابه" تنعدم فيها ظروف العيش الكريم، وترتفع فيها نسبة الوفيات بسبب سوء التغذية وانعدام الرعاية الصحية والتعليمية.
    ومن المفارقات بحسب ولد بيه أن هذه الممارسات بلغت ذروتها بعد المصادقة على قانون تجريم العبودية في 2007، ويتضح ذلك في إبعاد الحراطين من مراكز التأثير، فعلى مستوى الحكومة مثلا هناك ثلاثة وزراء من أكثر من 30 وزيرا، وعلى مستوى السلك الدبلوماسي يوجد سفير واحد من هذه الشريحة التي ينعدم ممثلوها تماما على مستوى ولاة الولايات، ويوجد منها اثنان فقط من بين 53 حاكم مقاطعة، وتصل النسبة إلى 0.01% على مستوى الرئاسة ورئاسة الوزراء والوظائف الحيوية.
    وقال إن حركته تطالب بتقاسم الثروة والسلطة، وتعديل الدستور لضمان ذلك، وتنظيم إحصاء سكاني بإشراف أممي يحدد نسب الفئات.وأضاف أن الوضع لم يعد يطاق وأن الحراطين لن يبقوا مكتوفي الأيدي وسيكون لهم من الشرعية ما يدافعون به عن حقهم في الوجود، رغم أنهم يفضلون دائما الحل السلمي والديمقراطي.تعاط متوازنونفت مفوضية حقوق الإنسان في موريتانيا اتهامات ولد بيه، وقالت إنها أعدت ونفذت برنامجا خاصا بمكافحة آثار الاسترقاق، والدولة تتعاطى بشكل متساو ومتوازن مع مختلف مكونات المجتمع، وقد عقدت ملتقى خاصا لتقييم حصيلة البرنامج.
    وقال المستشار ببرنامج مكافحة آثار الرق محمدن ولد إبراهيم إن البرنامج تدخل في ثلاث ولايات كبرى، ووفر للفئات المعنية كل أنواع الدعم الاقتصادي والصحي والتعليمي، واستفاد منه في المحافظات الداخلية نحو 100 ألف من هذه الفئة.
    خيار التدويل
  • ويتحدث المحلل السياسي الحافظ الغابد عن مشكلة مزمنة يعانيها الأرقاء السابقون، تتطلب حلا جديا، متدرجا وعاجلا في الوقت نفسه، ورؤية جديدة لا من الحكومة وحدها وإنما من الساسة والمجتمع أيضا.
    لكنه يرى أن تدويل الأزمة ليس أسلوبا مقبولا أو حتى ممكنا لحل أزمة، كانت داخلية ويجب أن تبقى كذلك.
    ويقول الحافظ الغابد إن أن عشرات الآلاف من الموريتانيين العرب من غير الحراطين يعيشون أيضا ظروفا صعبة، وهو ما يعني أن المشكل الاقتصادي والاجتماعي ليس خاصا بهذه الفئة، رغم اعترافه بأن الجزء الأكبر من المعاناة يبقى من نصيبها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري