الخميس، 25 فبراير 2010

طالبان عائدة وأميركا ستنهزم بأفغانستان***مدير المخابرات الباكستانية السابق

  • حميد غل: بوادر انهزام الأميركيين تظهر على الميدان
  • أكد مدير المخابرات الباكستانية السابق حميد غل أن القوات الأميركية وحلفاءها ستنهزم في أفغانستان، وأن حركة طالبان ستعود إلى حكم البلاد في القريب العاجل. وأضاف أن على باكستان أن تتحالف مع طالبان من الآن وتهيئ علاقاتها المستقبلية معها.
    لنبدأ من أفغانستان، كيف تنظرون إلى مستقبل القتال الدائر هناك؟
    هذا القتال سيتوقف، وأرى أن بوادر ذلك تتحقق الآن على الميدان، فقوات مشاة البحرية الأميركية تجد صعوبات في قتالها الدائر الآن في مرجة، صحيح أنها سيطرت على بعض الأماكن فيها، لكنها تواجه صعوبة في تعزيز هذه السيطرة، كما أنها تكبدت خسائر ولا تستطيع أن تحقق نصرا كبيرا، وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) هناك ليست أحسن حالا من القوات الأميركية.
    هل تعتقدون أن حركة طالبان ستعود للحكم في أفغانستان؟
    نعم طالبان ستعود إلى الحكم في أفغانستان، فما هي طالبان؟ لا أحد يستطيع أن يعرف من هم طالبان ومن هم المدنيون، طالبان ليسوا أشخاصا جاؤوا من المريخ أو من كوكب آخر، إنهم آباء الأفغان وأبناؤهم وإخوانهم، لذلك فهم لا شك عائدون ولا يمكن إيقافهم، فكيف يمكن إيقاف من هم عائدون إلى وطنهم؟
    متى سيعودون؟
    أظن أن ذلك سيكون قريبا.
    هل أنتم إذن متأكدون من أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيهزمون في أفغانستان؟
    نعم، سيهزمون، لأنه في هذا النوع من القتال بين جيوش وحركات مقاومة فإن هذه الحركات لا تُهزم كما أنه لا يكون مطلوبا منها أصلا أن تحقق نصرا كبيرا، على عكس الجيوش النظامية التي يكون مطلوبا منها أن تنتصر، علينا إذن أن ندرك هذا الفرق الواضح والدقيق، إذن فطالبان ليست في معرض أن تنهزم.
    ما هي إذن انعكاسات عودة طالبان هذه على الوضع في باكستان؟
  • أظن أن باكستان بعد أن اعتقلت القيادي في حركة طالبان الملا برادر فإنها بذلك تريد أن تثبت للأميركيين أنها معهم على نفس الخط في عملياتهم في أفغانستان، وهذا ليس له هدف واضح، باستثناء أنه يضع باكستان في وضع صعب، كما أن هذا التصرف سيغضب طالبان، وعلى الرغم من ذلك فإنه عندما يغادر الأميركيون إلى ديارهم فإن باكستان وأفغانستان ليس أمامهما إلا أن يتصالحا، وأظن أن ذلك سيأخذ وقتا.
    ما مصلحة باكستان في هذا التحالف مع واشنطن فيما تسميه "الحرب على الإرهاب"؟
    ليس في صالح باكستان دعم احتلال الأميركيين وحلف الناتو لأفغانستان، هذا ليس في صالح بلدنا إطلاقا، وفي القريب العاجل ستترك هذه القوات أفغانستان، وهذا هو الذي سيكون في صالح باكستان.
    هناك أيضا قتال في باكستان بين الجيش وحركة طالبان باكستان، كيف تنظرون إليه؟
    هذا موضوع مختلف، طالبان باكستان مختلفة عن طالبان أفغانستان، لأن أفراد طالبان باكستان هم أبناء القبائل الباكستانية، إنهم من لحمنا ودمنا، وهم غاضبون بسبب الغارات التي تنفذها عليهم الطائرات بدون طيار، والتي قتلت نحو 1300 من المدنيين الأبرياء، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى أنها دمرت منازلهم.
    كما أنهم غاضبون من السياسات الباكستانية، وحالما تتغير هذه السياسات سيجد مشكل طالبان باكستان الحل، فهم ليسوا انفصاليين، ولا يقاتلون من أجل قضية كبيرة، ولا يبتغون تغيير النظام أو شيئا من هذا، لقد كان الرئيس السابق برويز مشرف سببا مباشرا في هذه القضية بعد أن اتجه بسياسات البلاد اتجاها آخر، وحارب هؤلاء الناس خدمة لمصالح أميركا ونيابة عنها وبدعم منها، ولهذا هم يريدون أن ينتقموا.
    طالبان باكستان ليست حركة إسلامية، إنها حركة قبلية تريد أن تنتقم لمقتل مدنيين من أبناء القبائل لم يكن هناك من مبرر لقتلهم، ومواجهاتها مع الجيش قد تجد لها مبررا، لكن الذي ليس مقبولا من طالبان باكستان هو قتلها هي أيضا مدنيين أبرياء في بعض المدن عبر هجمات انتحارية.
    تقولون إن طالبان باكستان هي مشكل باكستاني داخلي، لكن سمعنا كثيرا عن وجود علاقات وطيدة بينها وبين طالبان أفغانستان؟
    في الماضي كان أعضاء طالبان باكستان يريدون الذهاب إلى أفغانستان للقتال ضد القوات الأميركية، لكن لما بدأ الجيش الباكستاني ينفذ عمليات ضدهم في منطقة القبائل وجهوا قتالهم إلى داخل باكستان، وتراجع قتالهم في أفغانستان، وهذا يظهر أنه تخطيط أميركي.
    وهم متهمون أيضا بإيواء مقاتلي طالبان أفغانستان في أماكن آمنة بمنطقة القبائل؟
    نعم قيل عنهم هذا، لكن عليكم أن تفهموا طبيعة المنطقة الحدودية مع أفغانستان، فهي تجمع عرقي ذو تقاليد وثقافة وديموغرافيا مشتركة على جانبي الحدود، إضافة إلى أن هذه المنطقة تمتد على مسافة طويلة جدا تقدر بنحو 2900 كليومتر، ولو أن أحد إخوانهم لجأ إليهم من الجهة الأخرى فهم لن يفرطوا فيه ولن يسلموه، وهل يمكن تغيير مواقف وعلاقات اجتماعية تعود لآلاف السنين؟
  • وهذه ظروف جيدة ومشجعة للتحالف بين الحركتين.
    لا، هذا ليس صحيحا، لأن طالبان أفغانستان لا تتمنى قتال الجيش الباكستاني لأنهم يعلمون أنهم في المستقبل محتاجون لباكستان، أما طالبان باكستان فهي فقط كما قلنا تنتقم لضحايا مدنيين، وما هي إلا مشكل مؤقت، وأنا شخصيا لست قلقا منها رغم أن لها ضريبة دموية بالغة، لأنه في اللحظة التي سيغادر فيها الأميركيون ويرفعون يدهم عن السياسة الباكستانية، فإن هذا المشكل سيحل بشكل تلقائي.
    على ضوء ما يقع في باكستان وعلى ضوء هذه الأزمة، يرى كثير من المراقبين الغربيين أن باكستان دولة فاشلة، أو دولة في طريقها لتصبح دولة فاشلة، ما رأيكم في ذلك؟
    هذا هراء، باكستان دولة تحقق اكتفاء ذاتيا في الغذاء، ولها جيش قوي جدا، وليس فيها أي حركة معادية للوطن، وعلى الرغم من أن طالبان باكستان تقاتل الجيش فهي لم يسبق لها أن أحرقت العلم الباكستاني، ولم تطالب قط بوطن مستقل أو شيء من هذا القبيل، صحيح أن هناك بعض المشاكل في البلاد لكنها وقعت بفعل خارجي.
    إذن فباكستان لها ما يكفيها من الغذاء، وهي دولة نووية، ولها جيش كبير وشديد الانضباط، ومشكلها الوحيد أن نظامها الديمقراطي لا يشتغل بشكل صحيح، لكن هذا أيضا يرجع إلى أشخاص مثل الرئيس آصف علي زرداري، وفي اللحظة التي سيغادر فيها هذا الرجل ومن حوله الحكم أو يعودون إلى رشدهم، فإن المؤسسات الديمقراطية ستبدأ في التجذر، ولن يكون هناك مشكل لدى باكستان. من قال إن باكستان "دولة فاشلة"؟ هذه فقط حملة لممارسة الضغط النفسي على البلاد.
    ما دور العالم الإسلامي -في نظركم- في حل الأزمة الباكستانية، خصوصا أن السعودية قامت في الماضي بتحركات في هذا الاتجاه؟
    كانت هناك محاولات أعادت نواز شريف إلى الساحة السياسية، لكن الطريقة التي عاد بها أساءت قليلا إلى شعبيته، لأنه سعى إلى الاصطفاف بشكل خاطئ في فترة من الفترات مع زرداري، كما أنه سكت على قضايا أخرى مثل الغارات التي تشنها طائرات بدون طيار في منطقة القبائل.
    وعلى العموم فالعديد من السياسيين الباكستانيين، باستثناء قلة قليلة، هم بشكل أو بآخر يتحركون تحت مظلة أميركية، والسلطة التي يمسكون بها لم يعطها لهم الشعب الباكستاني، ولو لم ترد لهم أميركا أن يصلوا إلى مراكزهم لما وصلوا إليها. وهذا هو ما يقلق في باكستان، وهذا ما يغضب الشعب الباكستاني، لكن هذه المشكلة في النهاية من المفترض أن يقرر فيها الشعب الباكستاني بشكل ديمقراطي.

    لكن الديمقراطية معطلة الآن في باكستان؟
    صحيح أنها معطلة، لكني أظن أن الموقف الذي اتخذه الجيش مؤخرا هو موقف صحي بعد أن فقد في الآونة الأخيرة كثيرا من شعبيته، خصوصا بعد الحرب التي شنها على منطقة القبائل، وأظن أن القائد الجديد للجيش اتخذ مواقف تليق بمستوى الجيش الباكستاني.
    هل هناك إذن جهات في باكستان تريد زعزعة ما تعتبرونه استقرارا ديمقراطيا فيها؟
    نعم، فالولايات المتحدة الأميركية لا تريد أن تترك الديمقراطية تشتغل في باكستان، لأن الديمقراطية في باكستان لن تخدم مصالح أميركا بل ستخدم مصالح الشعب الباكستاني، الولايات المتحدة تريد دولة بوليسية في باكستان تحقق لها أجندتها في المنطقة.
    ما زال التحقيق مستمرا في اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو، من الذي يقف وراء هذا الاغتيال في رأيكم؟
    قلت ذلك أكثر من مرة، وما زلت أكرره، أنا أعتقد أن الأميركيين هم من يقفون وراء اغتيال بينظير بوتو، لأنها كانت بدأت تخرج عن طوعهم، خصوصا عند ما رفضت أن تلتقي المسؤول الثاني آنذاك في وزارة الخارجية الأميركية جون نيغروبونتي، كما أنها لم تكن متعاونة مع برويز مشرف، لهذا أظن أن الأميركيين كلفوا الشركة الأمنية بلاك ووتر أو شركة أمنية أخرى بهذه المهمة، كما أن الطريقة المعقدة التي قتلت بها بوتو تؤكد أن هناك تواطؤا من أشخاص في الحكومة الباكستانية وأصابع للاستخبارات الأميركية في هذه الجريمة.
    بوتو كانت زعيمة شعبية، ومن المستبعد أن يكون اغتالها أصوليون. كانت تربطني بها علاقات جيدة وقد توصلت منها عبر إحدى مقدمي البرامج التلفزيونية في باكستان برسالة تقول فيها "لقد غيرت طريقي ولا يهمني ماذا سيقع. أنا مع أهلي ولا أحتاج إلى دعم أحد". ويبدو أن هذا الموقف عجل برحيلها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري