الأربعاء، 24 فبراير 2010

البراك يفتي بـ"كفر" دعاة الاختلاط في السعودية وجواز قتلهم

  • أصدر رجل الدين السعودي المعروف، الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك، فتوى شرعية حذّر فيها من الدعوات إلى الاختلاط بين الرجال والنساء في ميادين العمل والتعليم، وقضى بأن هذه الممارسات "محرمة" ومن استحلها فهو "كافر،" وذلك في أحدث تطور على صعيد الصراع بين التيارات الفقهية بالمملكة حول القضية.
    لكن الخطير أن البراك، الذي يعتبر أحد أبرز رموز التيار المتشدد في السعودية، قال إن الذي يشجع على الاختلاط يعتبر مرتداً، وعليه الرجوع عن رأيه وإلا "وجب قتله،" وذلك في وقت تحرص فيه المؤسسة الدينية الرسمية على الإشارة إلى إمكانية السماح بالاختلاط، خاصة بعد تأسيس أول جامعة للجنسين بالبلاد، وهي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا.
    وقال البراك، في فتوى نشرها على موقعه الإلكتروني إن الاختلاط بين الرجال والنساء في ميادين العمل والتعليم "حرامٌ؛ لأنه يتضمن النظر الحرام والتبرج الحرام والسفور الحرام والخلوة الحرام والكلام الحرام بين الرجال والنساء، وكل ذلك طريق إلى ما بعده."
    وقال البراك إن من استحل هذا الاختلاط "فهو مستحل لهذه المحرمات، ومن استحلها فهو كافر، ومعنى ذلك أنه يصير مرتدا، فيُعرَّف وتقام الحجة عليه فإن رجع وإلا وجب قتله." واعتبر تحريم الاختلاط من الأمور التي هي "معلومة من دين الإسلام بالضرورة."
    واعتبر رجل الدين السعودي أن الاختلاط هو من الأمور التي أدخلها الاستعمار إلى الدول الإسلامية، وأضاف: "وكان تغريب المرأة وحملها على التمرد على أحكام الإسلام وآدابه باسم تحرير المرأة هو أهمَ وسيلة اتخذوها لتغيير مجتمعات المسلمين وتغريبها، ونشر فاحشة الزنا فيها."
    وانتقد البراك، في الفتوى التي نشرها موقعه الإلكتروني، الدعوة إلى حقوق المرأة والمساواة بين الرجل والمرأة في السعودية، وندد بالرجال الذين يقبلون اختلاط قريباتهن من النساء في الدراسة، وتوجه إلى "ولاة الأمر" طالباً منهم "وقف فتنة الدعوة إلى الاختلاط وسد أبوابها."وكانت قضية الاختلاط قد طفت إلى السطح بقوة مؤخراً مع افتتاح السعودية جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا "كاوست" التي تعتبر أول مؤسسة تعليمية مختلطة في المملكة المحافظة.
    وتبع ذلك قيام الشيخ أحمد الغامدي، مدير "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" بمنطقة مكة، بمناقشة موضوع الاختلاط على صفحات الصحف، فأجازه معتبراً أنه "كان أمرا طبيعيا في حياة الأمة ومجتمعاتها."
    واعتبر الغامدي أن الممانعين للاختلاط "يعيشونه واقعا في بيوتهم، التي تمتلئ بالخدم من النساء اللواتي يخدمن فيها، وهي مليئة بالرجال الغرباء، وهذا من التناقض المذموم شرعا"، واصفا القائلين بتحريم الاختلاط بأنهم "قلة لم يتأملوا أدلة جوازه، وهم من المفتئتين على الشارع أو المبتدعين على الدين."
    وأثارت تصريحات الغامدي ردوداً عنيفة من بعض التيارات المحافظة، وبرز في هذا السياق رد الشيخ محمد المنجد على ما جاء به الغامدي، معتبراً أن ما جاء به "افتراء على الشريعة،" كما كان للشيخ عبد الرحمن الأطرم مواقف مماثلة.
    كما كان لتنظيم القاعدة مؤخراً مواقف منددة بهذه الجامعة، ففي رسالة أصدرها مؤخراً القيادي في التنظيم، أبويحيى الليبي، جرى اعتبار "كاوست،" أنها "أول جامعة مختلطة في المملكة، وقال إنها "أخبث شجرة تغرس في تلك الأرض على الإطلاق! وسترون جناها الخبيث في بضع سنين."
    ولوح الليبي بتدمير الجامعة عبر القول إن "فضريح الأحياء الذي أنشأ في جدة ليس له إلا الهدم، ولن يوقفه جريان الأقلام ولا طول الكلام، ولا عتابٌ ولا ملام، فلا يصلح لقطع شره، وصيانة الجيل من عفنه إلا ما صنع خير البشر صلى الله عليه وسلم بمسجد الضرار مأوى الأشرار، حينما أمر بأن يسعر بالنار."
    وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أقال العاهل رجل دين بارزا انتقد علنا مشروع "كاوست" وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن العاهل السعودي أعفى في "مرسوم ملكي الشيخ سعد الشثري من مهام عمله كعضو في هيئة كبار العلماء والعضو المتفرغ في اللجنة الدائمة للبحوث والفتوى المتفرعة من الهيئة،" دون أن تذكر الأسباب.يذكر أن للبراك مجموعة كبيرة من الكتب والرسائل الفقهية، وقد سبق لتدريس في كلية الشريعة بالرياض وكلية أصول الدين، كما رشح لعضوية الإفتاء، وطلب الشيخ عبدالعزيز ابن باز منه أن ينوب عنه بالإفتاء في دار في الرياض في فصل الصيف.
    وسبق للبراك أن أثار ضجة بسبب فتاويه عام 2008، عندما رأى ضرورة محاكمة كاتبين سعوديين بتهمة الردة بسبب "مقالاتهما الكفرية" وإعدامهما إن لم يتوبا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري