الأربعاء، 24 فبراير 2010

البرازيل تستخرج نفط "ما قبل الملح"

  • الخبراء قدروا إنتاج حقول توبي بحوالي 1.8 مليون برميل
  • بعد تسعة أشهر من بدء الإنتاج التجريبي في حقل "توبي" الواقع في أعماق المحيط الأطلسي -على بعد 300 كلم من سواحل مدينة ريو دي جانيرو- أصبح من شبه المؤكد لدى الخبراء أن تكون احتياطات الحقل أكبر بكثير من التقديرات الحالية بنحو 5 إلى 8 مليارات برميل.
    وقد أطلق البرازيليون اسم توبي على أول حقل بدؤوا استغلاله من حقول نفط "ما قبل الملح" الذي تم اكتشافه مؤخرا, وهو اسم لإحدى قبائل الهنود الحمر، وهم السكان الأصليون للقارة الأميركية.
  • إنتاج ضخم
    كثير من البرازيليين ينتظرون أن يحسن النفط أوضاعهم (الجزيرة نت)والحقل عبارة عن مليارات براميل النفط المخبأة تحت الطبقة الملحية من المحيط الأطلسي التي يصل سمكها أحيانا 5000 متر، لذلك فإن استغلال تلك الحقول يتطلب حفر آبار يصل عمقها أحيانا 7000 متر, وتتطلب العملية استثمارات ضخمة وخبرة تكنولوجية عالية كما أنها تنطوي على مخاطر جمة.
    وتتوقع البرازيل أن يساعدها اكتشافها النفطي الجديد على دخول نادي الدول الكبرى المنتجة للنفط، وتشير التوقعات البرازيلية إلى أن إنتاج البلاد من النفط سيتضاف في فترة وجيزة ليصل أربعة ملايين برميل يوميا مع حلول العام 2020.
    وينتظر الكثير من البرازيليين ذلك لتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية.
    وعندما يبدأ الإنتاج الفعلي لحقل "توبي" الذي ما زال الآن في مرحلته التجريبية مع نهاية السنة الحالية سيتم تركيب أربع منصات للإنتاج تبلغ طاقة كل واحدة منها 100 ألف برميل في اليوم ليصبح إنتاج ذلك الحقل وحده يضاهي ما تنتجه الإكوادور، وهي دولة عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).
    أما الإنتاج الإجمالي لحقول "ما قبل الملح" فسيصل حسب توقعات الخبراء إلى 1.8 مليون برميل يوميا بعد عشر سنوات من الآن, ويرى الاقتصاديون البرازيليون أن هذه الكميات ستظل ذات مردودية حتى لو انخفضت أسعار النفط إلى ما تحت الأربعين دولارا.

    كلفة عالية ومخاطر
    ويقدر الخبراء الاستثمارات الضرورية لاستخراج النفط من الحقول المكتشفة على امتداد 800 كيلومتر قبالة السواحل البرازيلية بما يزيد على 600 مليار دولار، وهي أرقام يقول البعض إنها مبالغ فيها إلا أن الأكيد أن الكلفة ستكون عالية جدا، غير أن العائدات المتوقعة ستكون أعلى بكثير.
    واعترف سيرجيو غابريلي رئيس شركة بتروبراس في بصعوبة الحصول على التمويلات الضرورية لاستخراج نفط ما قبل الملح لكنه أكد أن المشاريع الجيدة ذات المردودية العالية تجتذب دائما أموال المستثمرين.
    وأضاف أن التحدي الأكبر الذي سيواجه الشركة يتعلق بتطوير التكنولوجيا الضرورية للإنتاج, مشيرا إلى أن الصعوبة تكمن في اكتشاف سلوك الطبيعة أثناء تعرض الطبقات الصخرية التي تحتوي على النفط للضغط الشديد وضخ الماء والغاز لا يمكن معرفة ذلك إلا مع مرور الزمن ومن خلال مباشرة عمليات الإنتاج وما قد ينطوي عليه ذلك من مخاطر.
    من جهته يرى الأستاذ الجامعي والباحث في شؤون التنمية المستدامة الدكتور محمد حبيب أن على السلطات البرازيلية أن تتريث قليلا للتوصل إلى آلية تجعل استخراج النفط من تلك الأعماق آمنا من كل النواحي خاصة الناحية البيئية.
    وأشار إلى أن أي خلل بسيط قد يسبب كارثة بيئية لا يمكن التنبؤ بعواقبها ليس فقط محليا وإنما على المستوى الكوني نظرا للعمق الذي يتم منه الاستخراج.
    وأضاف أن هناك عاملا إيجابيا سيساعد البرازيل في استخراج نفطها وهو كون التكنولوجيا المستعملة في الإنتاج برازيلية 100% إلا أنها لم تعرف في الماضي استخراج هذا النوع من النفط مما يحتم عليها التمعن في دراسة عملية الإنتاج من جوانبها المختلفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري