الثلاثاء، 9 فبراير 2010

عرب إسرائيل ومساعي الأسرلة

  • النائب محمد بركة في معسكر أوشفين لإحياء ذكرى المحرقة
    ترقب الأوساط العربية داخل الخط الأخضر باهتمام وحذر تزايد حالة ما تعرف بالأسرلة التي تتزامن مع حرص إسرائيلي واضح على إشراك عرب بمنابر إسرائيلية كانت تقتصر على النخب الأمنية والسياسية والاقتصادية اليهودية الإسرائيلية.
    فقد شهدت الأشهر الأخيرة مشاركة شخصيات عربية في الاحتفالات الـ61 للكنيست بقيام إسرائيل، كما شارك النائب العربي في الكنيست محمد بركة ضمن الوفد الإسرائيلي في معسكر أوشفين لإحياء ما تسمى بذكرى المحرقة النازية التي يجمع "عرب إسرائيل" على أن السلطات الإسرائيلية تستغلها للتغطية على "جرائمها" بحق الشعب الفلسطيني.
    وضمن مظاهر "الأسرلة" شارك عضو الكنيست أحمد الطيبي للمرة الثانية في مؤتمر هرتسليا الذي بحث "الأمن القومي في إسرائيل".
    ويرصد المحللون تزايد مظاهر الأسرلة بالتزامن مع تضاعف الجهود الإسرائيلية لتقوية ودمج ما تسميه بالقوى المعتدلة العربية بالمجتمع الإسرائيلي مقابل تضييق الخناق على القوى السياسية العربية "المتطرفة"، من وجهة النظر الإسرائيلية، خاصة بعد مشاركة عرب أراضي 48 في الأسبوع الأول من الانتفاضة الثانية.ومن هذه القوى التي واجهت التضييق الإسرائيلي رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الشيخ رائد صلاح الذي يواجه حكما بالسجن تسعة أشهر، والنائب السابق بالكنيست عزمي بشارة الذي يعيش بالمنفى ثمنا لمواقفه الرافضة للسياسة الإسرائيلية تجاه حقوق الفلسطينيين، وكذلك النائب سعيد نفاع الذي وجهت له لوائح اتهام.

    التطلعات العربية
  • وحسب الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل، فإن إسرائيل تنتهج سياسة ممنهجة للضغط على عرب 48 "لخلق حالة من القبول بالأمر الواقع لديهم وكبح تطلعاتهم الدينية والقومية والوطنية وتأكيد يهودية الدولة ليكون شعارا قاتلا لأي أمل فلسطيني بالانتماء لبعده الإسلامي والعربي".
    ومن وجهة نظر الخطيب فإن السياسة الإسرائيلية آتت أكلها على أرض الواقع عبر تهافت بعض الشخصيات العربية على المشاركة في الأنشطة الإسرائيلية التي تنسجم مع رؤية السلطات الإسرائيلية.
    تبريرات مرفوضة
  • أما الباحث والمحلل السياسي أنطوان شلحت فرفض قبول التبريرات التي يقدمها من يشارك في ظاهرة "الأسرلة"، مفسرا السلوك الذي قام به هؤلاء بأنه تخل عن الأدوار العامة لصالح منافع ذاتية، وأنه سيؤدي لعواقب وخيمة منها إثارة بؤر توتر جديدة داخل الصف العربي الوطني في إسرائيل، ومن ثم صرف النظر عن القضايا الجوهرية التي تواجه العرب.كما رفضت النائبة في الكنيست حنين الزعبي تبرير بعض الشخصيات العربية مشاركتها في محافل إسرائيلية باستغلال هذه المحافل كمنصة لإيصال الصوت العربي، مؤكدة أن التجربة أثبتت أن أصحاب القرار الإسرائيلي والرأي العام الإسرائيلي لا يسمعون ما يقوله العرب في مثل هذه الحوارات.
    ونبهت الزعبي للتوظيف السياسي الإسرائيلي للمحرقة لصالح "المشروع الصهيوني"، مؤكدة أن إسرائيل توظف سياسيا أيضا المشاركات العربية في مثل هذه المناسبات، وأن "من يشارك يدرك هذه الحقيقة".
    وقد رفض كل من أحمد الطيبي ومحمد بركة الرد على أسئلة الجزيرة نت حول هذا الموضوع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري