الأحد، 14 فبراير 2010

  • المعتصمون أكدوا أن حربهم ليست في أفغانستان "حرية سقفها سجن الجويدة"، بهذه اللافتة اختصر أحد المشاركين في اعتصام تضامني مع الكاتب الصحفي موفق محادين، والخبير الدولي في مجال البيئة الدكتور سفيان التل حال الحريات العامة في الأردن.
    الاعتصام الذي دعت له النقابات المهنية الأردنية وشارك فيه مئات الناشطين السياسيين ظهر أمس السبت في عمان هو التحرك الثالث منذ قرار المدعي العام لمحكمة أمن الدولة مساء الأربعاء الفائت توقيف محادين والتل 15 يوما بعد اتهامهما بالإساءة "للجيش وشهداء الأردن".
    وكان العشرات من الناشطين اجتمعوا في مقر رابطة الكتاب الأردنيين الخميس الماضي تضامنا مع الناشطين، كما زار نحو مائة ناشط سياسي كلا من محادين والتل في سجن الجويدة ظهر الجمعة.
    وساد الاعتصام أجواء من الغضب والتصريحات التي أدلى بها نشطاء سياسيون وممثلون عن عائلتي المعتقلين.
    ليست حربنا
  • ووصف نقيب المهندسين الأردنيين عبد الله عبيدات، التل ومحادين بـ"الشرفاء"، واستنكر بشدة اعتقالهما بعد شكوى تقدم بها "محسوبون على الحكومة". واعتبر أن ما يجري في الأردن "تغول على الحريات وسط موجة من الغلاء والأزمات الاقتصادية".
    وهتف المشاركون في الاعتصام ضد "الاعتداء على الحريات العامة"، وسمع منها "يا حرية وينك وينك، أمن الدولة بيني وبينك".
    واعتبر غالبية المتحدثين أن السبب الرئيس في اعتقال الناشطين هو توقيعهما على بيان "ليست حربنا" الذي وقعه 78 ناشطا سياسيا أردنيا على خلفية تفجير خوست الذي نفذه الطبيب الأردني هُمام البلوي وأودى نهاية العام الماضي بسبعة ضباط مخابرات أميركيين وضابط أردني.
    وكان محادين وصف البلوي بـ"الشهيد" أثناء مشاركته في برنامج ما وراء الخبر في قناة الجزيرة الذي تناول أبعاد تفجير خوست.
    كما انتقد الدكتور سفيان التل بشدة مشاركة الأردن العسكرية في أفغانستان ضمن برنامج في قناة محلية خاصة.
    واتسعت منذ اعتقال محادين والتل حملة التوقيع على بيان "ليست حربنا"، وبحسب مشرفين على التواقيع فإن عددها تجاوز المئات في غضون اليومين الفائتين.
    وقال المعارض البارز ليث شبيلات "نجمع التواقيع على البيان لأنه استفز السلطات الرسمية".
    وتابع "الرد على اعتقال الزميلين هو بتوسيع قاعدة الموقعين على البيان لتوجيه رسالة أكثر قوة بأن الحرب إلى جانب الأميركان في أفغانستان ليست حربنا".وقال إن "الموقف الصحيح للأردن هو الموقف المجمع عليه شعبيا بأن حربنا الحقيقية هي ضد أعدائنا الأميركان والصهاينة".
    واعتبر الأمين العام السابق لجبهة العمل الإسلامي زكي بني إرشيد أن "محادين والتل هم أبطال الأردن ونجومه ورجاله في زمن اختفت فيه النجوم والرجال".
    واعتبر أن اعتقالهم هو اعتقال لكافة الطبقة السياسية الأردنية "التي ترفض هذه الحرب وتقول بملء الفم إنها ليست حربنا ولا تليق بنا".
    وطالب بمحاكمة ومحاسبة الذين "اعتدوا على الدستور الأردني من خلال زج الأردن في هذه الحرب إلى جانب أعداء الأمة".
    اتفاقية وادي عربة
  • بدوره قال محامي الدفاع عن التل ومحادين الدكتور رياض النوايسة إن الناشطين لا يطالبان بالإفراج عنهما، وزاد "يريدان البقاء في السجن حتى بطلان اتفاقية وادي عربة"، في إشارة لاتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل الموقع عام 1994.
    واعتبر رئيس رابطة الكتاب الأردنيين سعود قيبلات أن الناشطين اعتقلا لرفضهما "جر بلادنا إلى مغامرات غير مسؤولة".
    وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة الوزير نبيل الشريف قال إن مجموعة من المتقاعدين العسكريين تقدموا بشكوى للمدعي العام في عمان (المدني) ضد الناشطين بتهمة الإساءة للجيش الأردني.
    وأحال الادعاء المدني القضية لمحكمة أمن الدولة، حيث قرر المدعي العام العسكري هناك توقيفهما على ذمة التحقيق لمدة 15 يوما، وأرجأت المحكمة طلبا بالإفراج عنهما بكفالة.
    ووجه المدعي لكل من التل ومحادين أربع تهم هي القيام بأعمال من شأنها أن تعكر صفو العلاقات مع دولة أجنبية، وإثارة النعرات العنصرية، والتشجيع عن طريق الخطابات بتغيير الحكومة القائمة، والقيام بأعمال من شأنها أن تنال من هيبة الدولة ومكانتها، إضافة لتهمة خامسة للتل وهي ذم هيئة رسمية "الجيش".
    ووفقا لمصادر قانونية فإن عقوبة هذه التهم تراوح بين السجن خمس سنوات وخمسة عشر عاما في حال إدانة الناشطين.
    وستتواصل الفعاليات المتضامنة مع التل ومحادين اليوم الأحد، فيما أعلن عن تشكيل هيئة دفاع من عدد كبير من المحامين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري