نوال علي صحفية شابة جميلة.. يملؤها أمل وأحلام الشباب، تسعى بكل براءة لتحقيقها
عادية كانت نوال، لم تك معنية بالسياسة والساسة، طموحها وأحلامها عادية وبسيطة كملايين مثلها. ساقها القدر لحادث غير مسار حياتها تماما
*******
في يوم 25 مايو 2005، توجهت الى نقابة الصحفيين لحضور دورة لغة انجليزية، كان المتظاهرين يومها مجتمعين امام النقابة احتجاجا على تزوير الانتخابات، والامن يحاصرهم، ومسجلين خطر مأجورين أطلقتهم السلطة على معارضيها لانتهاكهم بكل السبل، مقابل وجبة وعشرين جنيها لكل منهم.. نهارا جهارا عيانا وامام عدسات الفضائيات وتحت حراسة الشرطة
سألها الضابط: الى أين؟ فأجابته بكل براءة وثقة: الى نقابتي، عندى دورة لغات. فسمح لها بالمرور، بينما أشار لأحد الكلاب المسعورة عليها.. وبدأ حفل انتهاك نوال بأبشع مما تعرضن له الآخريات
لن أنسى بعدها كيف كانت نوال تحضر مظاهرتنا وهى ممسكة بذراعى مرتجفة، وهى تهمس لي: مستعدة لاي شئ، اعتقال، ضرب، اي شئ.. الا ان يخلعوا لى ملابسى فى الشارع كما فعلوها سابقا.. ثم تضيف: هذه المرة أخذت احتياطاتي، اكثرت مما ألبس وكلها ملابس متينة يصعب فكها او تمزيقها
دخلتْ نوال عالم السياسة والساسة، بلا دراية ولا خبرة، بكل براءتها وسذاجتها، لم تك تعرف كيف تختار الطريق ولا الرفيق، اتصل بها كل من آراد استثمار الحادث، من قيادات فى الشرطة الى مجلس الشعب وخاصة من نقابتها والمعارضة وجمعيات حقوق الانسان. لم ترفض نوال عرضا من اى جهة، فكل همها رد اعتبار
*******
طالبها زوجها بالتوقف عن المحاولة لرد الاعتبار والحديث مع الصحافة والخروج فى المظاهرات، فقد كان عضوا فى الحزب الوطنى بلجنة السياسات، وعمدة ريفي، الحادث أحرجه وسط مجتمعه وتحركات نوال حرجته مع الكبار! لكنها رفضت، فطلقها. ثم ردها سرا! واثناء اعداده لحملة انتخابية تزوج من سيدة صاحبة مركز وعائلة كبيرة فى بلدتهم، ونسى نوال
فى جريدتها مارس رئيس التحرير كل الضغوط عليها لتنسى الحادث، ورفضت، ففصلها فصلا تعسفيا
وبعد فترة طويلة من التلطم فى أروقة النقابة والسياسة، بدأت الحياة تبتسم لها، فوجدت عملا فى صحيفة البديل، وتمت خطبتها لشاب رائع، وطلت عليها شمس الامل من جديد... ولكن حدث ما حدث لجريدة البديل، ثم فسخت خطوبتها.. فإنطفئت نوال كلية
*******
بعدها، اصاب اختها المرض الخبيث، وصاحبتها نوال فى رحلة علاج كانت أشد ألما وتعذيبا من المرض ذاته.. ماتت الاخت، ولحقتها نوال بعد بضعة أشهر.. فقد مات لديها أدنى أمل ان تحيا حياة إنسانية للشرف قيمة فيها!! ورد الاعتبار لآدمية البشر.. أمر مستحيل
*******
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري