أثار الاستطلاع الذي أطلقه المجلس الأعلى للقوات المسلحة بمصر على الفيسبوك حول حظوظ المرشحين للرئاسة جدلا واسعا خاصة بعدما أظهرت النتائج تدني حظوظ مرشحين أقوياء.
ومع دخول الاستطلاع -الذي شمل 18 مرشحا ويستمر حتى 19 يوليو/تموز المقبل- يومه الرابع جاء محمد البرادعي في الصدارة بفارق كبير عن أقرب منافسيه محمد سليم العوا، بينما جاء رئيس الوزراء الأسبق الفريق أحمد شفيق ثالثا، تلاه المرشح حازم صلاح أبو إسماعيل.
وقلل أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور مصطفى علوي من نتائج الاستطلاع، وقال إنه لا يجب اعتبارها معبرة عن اتجاهات الرأي العام "لأن هناك فئات عديدة لا تتعامل مع الفيسبوك، كما أن نسبة التصويت لا تعد شريحة معبرة عن كافة المصريين".
وذكّر علوي بنتائج الاستفتاءات التي أجريت على الفيسبوك الخاصة بالتعديلات الدستورية التي جرى حولها استفتاء في مارس/آذار الماضي حيث جاء أغلبها مؤيدا لخيار "لا" الرافض للتعديلات، بينما جاءت نتائج الاستفتاء الحقيقي لتعطي خيار "نعم" أغلبية كاسحة.
واستغرب أحمد شكري أحد الوكلاء المؤسسين لحزب العدل، الطريقة التي لجأ إليها المجلس العسكري قائلا إنها "تثير تساؤلات عديدة بشأن هدفها وتوقيتها خاصة وأن الجيش قادر على استطلاع المزاج الشعبي عبر أجهزته وأفراده".
ولا يرى شكري أية إشارات بشأن الأسماء التي تضمنها الاستطلاع، موضحا أن جميعهم أعلن نيته الترشح، واعتبر أن نتائج الاستطلاع لا تعكس واقع الشارع المصري "خاصة أن من يملأ صناديق الانتخابات من الغالبية الكاسحة للشعب المصري ليسوا من أعضاء الفيسبوك
والتويتر".
عبد الله الأشعل |
تحيز
من جانبه، هاجم الدبلوماسي السابق والمرشح الرئاسي عبد الله الأشعل الاستطلاع، وقال إن المجلس العسكري أثبت بهذه الطريقة "تحيزه لمرشحين على حساب آخرين".
ودعا الأشعل المجلس إلى التركيز في وظيفته الأساسية وهي "إدارة البلاد وعدم الافتئات على حق الشعب في اختيار رئيسه بالتأثير عليه عبر هذه الاستطلاعات".
وأضاف "من حق المجلس أن يجري استطلاعات بمعرفته وعبر أجهزته إذا أراد، لكن الإيحاء بأن المصريين يفضلون البرادعي بعكس ما يرى الشارع هو افتئات على حقهم في الاختيار"، مذكرا بتصريحات لرئيس الوزراء عصام شرف امتدح فيها البرادعي وتصريحات للأخير بأنه هو من رشح شرف للمنصب.
واعتبر الأشعل أن المجلس يريد عبر مواقف عدة إيصال رسائل إلى الخارج خاصة للولايات المتحدة بأنه يدعم البرادعي أو موسى، وأضاف "هناك تيارات أميركية تضغط على المجلس العسكري باتجاه دفع البرادعي وموسى إلى قمة هرم الحكم".
تشكيك
وشكك الأشعل في نتائج الاستطلاع، وقال إنه لا أحد يعلم الطريقة التي يجري بها الجيش استطلاعاته، واصفا الاستطلاع الذي وزعه الجيش على الشباب خلال لقائه بهم الشهر الماضي بأنه كان "مهلهلا".
وفيما يتعلق بأحمد شفيق، أشار المرشح الرئاسي إلى أن تضمين اسمه بين المرشحين "هو محاولة من الجيش لحمايته باعتباره عسكريا سابقا وصرف النظر على اتهامات الفساد التي يواجهها شفيق"، مضيفا أن الجيش "لا يريد محاكمة أي من أبنائه أمام القضاء بمن فيهم مبارك".
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية، قد وصف الاستطلاع بأنه "شيء طريف" ولكنه لا يتماشى مع الواقع، مؤكدا أنه كان يجب إجراء استطلاع للرأي حول إجراء الانتخابات الرئاسية أولا، أو كتابة الدستور أولا.
تعليق
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري