| ||
|
عثمان عثمان: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلا ومرحبا بكم على الهواء مباشرة في هذه الحلقة الجديدة من برنامج الشريعة والحياة، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [آل عمران: 186] لماذا تتكرر سياسة الإساءة لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم؟ وما سبل التعامل معها بعيدا عن ردود الأفعال؟ وإذا كانت نصرة النبي عليه الصلاة والسلام تتحقق على قاعدة المحبة فكيف يتصرف المحبون؟ وكيف كان هديه عليه الصلاة والسلام في التعامل مع إساءات الآخرين له؟ الإساءة للنبي وسياسة التعامل معها موضوع حلقة اليوم من برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة شيخنا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، مرحبا بكم سيدي بعد طول غياب.
يوسف القرضاوي: بارك الله فيكم، الحمد لله رب العالمين خير الحمد لله.
عثمان عثمان: طبعا عندنا محاور الحلقة سندخل إليها بعد أن يكون لكم كلام في بداية هذه الحلقة.
يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا وأسوتنا ومعلمنا وحبيبنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه {رَبَّنَا ءاتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} [الكهف: 10] }رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: 8] خير ما أحييكم به أيها الأخوة والأخوات تحية الإسلام، وتحية الإسلام "السلام" فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد غبنا عنكم طويلا هذه الأشهر لأحد سببين ربط بينهما القرآن المرض والسفر{مَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ}[البقرة: 185] فالمرض والسفر هما اللذان أقعدانا عنكم، ونسأل الله أن يعطينا الأمن ويعطينا الصحة والعافية نسأله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة، قبل أن أتحدث مجيبا عن أسئلة الأخ عثمان جرت عادتنا في الحقيقة في هذا البرنامج أن ننعى إلى أمة الإسلام من تفقده من العلماء والدعاة الذين كان لهم دورهم في تنوير الناس وفي هداية الناس إلى الله وإلى دين الله وإلى شريعة الله عز وجل، لم يكن لنا فرصة في هذه المدة أن نتحدث عن بعض من فقدناهم فقدنا الأخ الكريم الأستاذ الدكتور عمر سليمان الأشقر أستاذ العقيدة، أستاذ الشريعة الإسلامية، ابن فلسطين البار الذي خرج من دياره ومن الحادية عشرة من عمره وذهب إلى المدينة المنورة وثم أخذ ليسانس الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود ثم أخذ الماجستير والدكتوراه من جامعة الأزهر وعيّن في جامعة الكويت ثم بعد ذلك في الجامعة الأردنية وكان عميدا في جامعة الزرقاء، وكان من الدعاة الفضلاء الذين لهم أثرهم ولهم تلاميذهم ولهم كتبهم المؤلفة والمعروفة في العقيدة وفي الرسل وفي الإلوهية وفي التوحيد وفي هذه المقامات وفي الشريعة الإسلامية، وكان له مواقفه في نصرة الدعوة ونصرة القضية، قضية فلسطين، وكم قد التقينا عنده من قديم حتى كان ممّن التقى معنا في ذلك الوقت الأخ أبو الوليد خالد مشعل قبل أن يظهر للناس ويعرف يعني كانوا ينادونه أبا الوليد ولا يتحدثون عن اسمه، كنا نتحدث عن إقامة أمور للقضية الفلسطينية، وكيف نعقد مؤتمرا عالميا؟ وكيف نعقد الشخصيات؟ وكيف ندعوها؟ إلى آخره كان الأخ الكريم عمر الأشقر له في هذا الفضل، وقد لقي ربه في شهر رمضان نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبله في الصالحين وأن يغفر له ويرحمه ويسكنه الفردوس الأعلى ويجعله مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، كما ودعّنا أيضا قبل هذا الأستاذ الدكتور عبد المعطي بيومي أستاذ العقيدة وأستاذ الفلسفة الإسلامية في كلية أصول الدين وعميد كلية أصول الدين في جامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية وأحد الناشطين في الدعوة في الصحافة وله مكانه المعروف، وكان معنا هنا في قطر أربع سنوات كان معارا في كلية الشريعة حينما كنت عميدا لها ولقي ربه، نسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويجزيه عما قدم خيرا ويغفر له ويغفر لنا أجمعين، وبقي أن نعود إلى موضوعنا بعد أن ندعو الله سبحانه وتعالى لإخواننا في سوريا الذين انقطعنا عنهم هذه الأشهر، ولكن قلوبنا لم تنقطع عنهم وقلوبنا معهم أيدينا ليست معهم ولكن ألسنتنا تدعو لهم وقلوبنا تتحرك عليهم وأفئدتنا معهم في كل حين إخوتنا في سوريا، نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصرهم وأن يؤيدهم بروح من عنده وأن يشد أزرهم بجند من جنده وأن يحرسهم بعينه التي لا تنام ويكلأهم في كنفه الذي لا يضام وأن يأخذ أعداءهم الظالمين المتجبرين في الأرض، يأخذهم أخذ عزيز مقتدر، أن يأخذهم أخذا أليما شديدا وينزل عليهم بأسه الذي لا يرد على القوم المجرمين ويقربهم من النصر لهؤلاء الأخوة الذين استضعفوا في الأرض وأن يجعل منهم الأئمة ويجعلهم الوارثين إن شاء الله وهذا لا بد أن يحدث ويحدث قريبا إن شاء الله، نحن متأكدون ومستوثقون ومؤمنون وموقنون كل اليقين بأن النصر لأخوتنا في سوريا، ولكننا نطالب العرب أن يكون لهم موقف موحد وموقف مؤازر لهؤلاء الذين كل يوم يقدمون المئات من الناس كل يوم يقدمون، لا بد من الأمة أن تتحرك ولا بد للجميع أن يعملوا مع إخوانهم بكل ما يستطيعون حسب ما يحتاجون قد يحتاجون إلى مهندس في المفرقعات أو مهندس في إيقاف الدبابات أو في ضرب الطائرات أو فيمن يحتاجون إليه يذهب إليهم، إنما لا يذهب إليهم ناس لا يحتاجون إليهم لازم أن يكون هناك تنسيق فيمن يدخلون إليهم حتى ينتصروا وهم منتصرون إن شاء الله ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ونعود.
الدوافع وراء تكرار الإساءة إلى النبي الكريم
عثمان عثمان: ندخل إلى محاور الموضوع بعد أن نذهب إلى فاصل ونسأل هذا السؤال، تتكرر الإساءة للنبي عليه الصلاة و السلام بأشكال مختلفة وصور متنوعة، ما الدوافع وراء ذلك برأيكم فضيلة الدكتور؟ أسمع الإجابة بعد فاصل قصير فابقوا معنا مشاهدينا الكرام نعود إليكم بإذن الله بعد الفاصل.
[فاصل إعلاني]
عثمان عثمان: أهلا وسهلا بكم مشاهدينا الكرام من جديد إلى حلقة هذا الأسبوع من برنامج الشريعة والحياة والتي هي بعنوان الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم وسياسة التعامل معها مع فضيلة شيخنا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، مولانا برأيكم ما هي دوافع تكرار الإساءة للنبي عليه الصلاة والسلام؟
يوسف القرضاوي: أولا الإساءة إلى رسل الله جميعا سنة من سنن الله القديمة والمتجددة، كل رسل الله أوذوا والله سبحانه وتعالى يقول: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ} [الأنعام:34] كل رسل الله أصابهم الأذى، القرآن يعبر عن الإساءة بكلمة الأذى وقد أوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه وفي أهله وفي أصحابه وصبّ عليهم ما صب من العذاب واضطروا أن يقاطعهم المشركين ثلاث سنوات في مكة لا يبيعون لهم ولا يشترون منهم ولا يزوجونهم ولا يتزوجون منهم حتى أكلوا أوراق الشجر وحتى دميت أشداقهم، ثلاث سنوات لقي الرسول عليه الصلاة والسلام ما لقي من هؤلاء المشركين والله تعالى يقول:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ}[الفرقان:31] {وكذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ }[الأنعام : 112] هذه سنة الله{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ} [التغابن:2] والكفار أكثر،المؤمنين دائما أقل من الكفار{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ}[الأنعام:116] فهذه هي طبيعة الحياة لذلك ليس عجيبا أن يساء إلى رسول الله في عصرنا هذا، الدوافع القديمة هي موجودة كما قال القرآن: {تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ} [البقرة:118] ما أشبه الليلة بالبارحة، الدوافع متجددة هي نفس الدوافع القديمة دوافع الإساءة إلى رسل الله والى أنبيائه وإلى محمد صلى الله عليه وسلم، محمد لم يؤذِ أحدا لم يسئ إلى أحدا، محمد ظل ثلاثة عشر عاما في مكة يدعو إلى الله على بصيرة، يدعو الناس إلى أن يتركوا الأوثان والأحجار ويعبدوا الله الخالق الأوحد الأحد الذي لا شريك له ولا شبيه له ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، يدعو الناس إلى عبادة الله ما آذى أحدا ظل أربعين سنة قبل هذا الأمر اسمه الصادق الأمين، لم يسئ إلى أحد قط خلال الأربعين سنة وخلال ثلاثة عشر سنة بعد البعثة النبوية ظل هو الذي يساء إليه ولا يسيء إلى أحد يؤذى ولا يؤذي، فهذه هي طريقة الأنبياء، ليس عجيبا أن يساء إلى محمد صلى الله عليه وسلم في عصرنا وبطرق أخرى تتجدد الطرق، الطرق تختلف باختلاف العصور وإن كان النوع واحد والجوهر هو واحد، الإساءة باللسان والإساءة بالسب وبالشتم هذه كلها تتغير، ولكن جوهرها واحد أن يؤذوا النبي ويؤذوا، ذكرت في خطابك أن المشركين آذوا رسول الله صلى عليه وسلم المشركين آذوا رسول الله بالإيذاء العلني والإيذاء الواضح ولكن المنافقين أيضا آذوا النبي صلى الله عليه وسلم كما قال القرآن الكريم{ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ}[التوبة: 61] سماع بيسمع، قال الله تعالى: {قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[التوبة:61] وظلت السورة تقول ومنهم ومنهم تعدد أنواع المنافقين الذين يؤذون رسول الله ويؤذون المؤمنين وهذا أشد أنواع الإيذاء، الله سبحانه وتعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا}[الأحزاب:57] آذوا الله ورسوله بشتى أنواع الأذى، فأذية النبي صلى الله عليه وسلم والإساءة إليه بالأقوال والأفعال والأكاذيب والأباطيل ستظل موجودة ما دام في الدنيا حق وباطل وإيمان وكفر وتوحيد وشرك ومحقون ومبطلون وموحّدون وسيظل هذا، لأنه هو المقصود ليس النبي صلى الله عليه وسلم هو المقصود إيذاء المسلمين إيذاء أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، إيذاء الأمة الإسلامية هو ليس لهم هم بالرسول نفسه إنما هم يؤذوننا نحن المسلمين لأننا لا نصبر أن يؤذى رسولنا ونحن أحياء كل واحد يغار على أبيه على أمه على جده على أهله على شرفه على نسبه أن يصاب بأذى، فكيف بالمقدسات الإسلامية، كل دين له مقدسات يقدسها، والمقدسات تختلف، فعندنا نحن المقدسات من أعظم المقدسات عندنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أعظم المقدسات عندنا القرآن الكريم، ومن أعظم المقدسات عندنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الإساءة إلى هذه المقدسات هي إساءة إلينا إساءة إلى أمتنا.
أشكال الرد على الإساءة
عثمان عثمان: إذن هذه السياسة هذا الأذى هي سياسة قديمة من المشركين والمنافقين وهناك بعض المستشرقون في العصر الحديث أيضا مارسوا هذه الإساءة تستوجب ردا من المسلمين، هل تختلف أشكال الرد باختلاف نوع الإساءة وصورها؟
يوسف القرضاوي: قطعا، الرد على المستشرقين وعلى أمثالهم من الذين يصورون صورة الرسول صلى الله عليه وسلم على صورة غير على غير حقيقته هناك مستشرقون منصفون قرأنا لهم، وهناك من المستشرقون كذّابون أفّاكون يأفكون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون فيه ما ليس بحقيقة، يصورون الإسلام على غير حقيقته ليس هو الإسلام السمح السهل الهين اللين الذي تعامل مع الناس ثلاثة عشر عاما في مكة يؤذى ويصبر ويهان ومع هذا لا يرد على الهوان بإهانة، ولكن الرسول كان يأتي إليه الصحابة بين مشدود ومجروح ومضروب ومكسور ويقولوا: يا رسول الله إئذن لنا أن ندافع عن أنفسنا فيقول: كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة. حتى أذن الله له بالدفاع عن نفسه {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّه}[ الحج: 39] وهذه الآيات التي أذنت للنبي أن يدافع عن نفسه، لم يكن يدافع عن نفسه فقط بل كان يدافع عن الأديان جميعا بأن قال {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ}[الحج:39-40] الصوامع والبيع والصلوات ده شأن النصارى واليهود فهو يدافع عن أديان هؤلاء وعن مقدساتهم، يدافع عن حرية التدين حرية العبادة حرية العقيدة للناس جميعا فهذا ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام، فالمستشرقون لهم طريقة هم بكتبوا بنكتب، إحنا الآخرين في ناس يذكرون أكاذيب عن الرسول مبيّن أن هذه أكاذيب، ما أنزل الله بها من سلطان لا يقوم عليها حجة، نعامل كل جماعة بأسلوبهم الذي يناسب ما قالوه ليس لنا فقط بس نقوم نغضب بعض المسلمين كل ما عنده أن يغضبوا، صحيح الغضب لرسول الله مطلوب ومشروع، نحمى، الحمية حمية الإنسان للدفاع عن أهله عن شرفه عن عرضه، من حقنا أن نغضب لهذا ولكن غضبنا يجب أن يكون محكوما محسوبا مش نتصرف تصرف أهوج هو تصرف يؤخذ علينا، الآن القضية التي يعني تكلموا فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضية فيلم يعني لم يعرض على الشاشات ولا في الفضائيات، عرض على الإنترنت ولا، لم يكن له اعتبار كان يمكن إن نحنا نقابله بالإعراض ونسكت عليه كما قال الله سبحانه وتعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا}[الفرقان:63] كما قال الله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} [القصص: 55] السلام هنا يعني الإعراض عن الجاهلين لا مقابلة الجهل بمثله كان يمكن أن نفعل هذا ولكن المشكلة حينما يكون الأمر يتعلق بالجماهير، ونحن رسولنا عليه الصلاة والسلام تتعلق به قلوب الأمة، حب رسول الله من الإيمان، لا يؤمن أحدكم حتى يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر ممّا يحب نفسه ويحب أهله ويحب أولاده، هكذا علّم النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة وعلم المسلمين فحب رسول الله في أعماق قلوبنا كل مسلم يجب أن يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يجب أن يتبعه {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[آل عمران:31].
عثمان عثمان: هناك طبعا هناك أعمال عنف ارتكبت نتيجة الفيلم الذي ذكرتموه سابقا كان هناك مظاهرات غاضبة خرجت إلى الشارع، كان هناك أعمال عنف ارتكبت هناك من اشتبكوا مع رجال الأمن في أكثر من بلد، كان هناك إصابات ربما قتلى ربما جرحى ربما البعض اختنق بالغازات السامة، ما موقف هؤلاء شرعا إزاء هذه التصرفات؟
يوسف القرضاوي: أولا؛ كان يجب أن يعامل الموضوع بالحكمة لا بالحماقة وبالأسلوب الهادئ لا بالاندفاع الجاهل، تركنا هذا الأمر يدخل فيه أناس ليسوا من أهل الإسلام وليسوا من المدافعين عن الإسلام وبعضهم لم يعرف قط إنه وقف موقفا دافع فيه عن حرمة إسلامية، بعض الناس استخدموا في هذا الأمر استخداما يعني بعض الناس في بلد مثل مصر ممّن يسمونهم الفلول من أتباع النظام السابق أرادوا أن يستغلوا هذه الفرصة ليسيئوا إلى النظام الحالي الحاكم وينتهزوا أنهم يحبوا رسولهم وهم لا علاقة لهم بالرسول ولا بإتباع الرسول ولا بالقرآن ولا بالسنة ولا بالفقه ولا بالشريعة ولكن أرادوا أن يستغلوا هذا الأمر وضبط بعضهم بهذا، فهذا لا ينبغي أن يكون، يمكن أن تخرج وتعلن عن احتجاجك وهذا من حق كل إنسان أن يحتج الاحتجاج السلمي على أي أمر ينكره وهذا ما يجب أن نقرره ونثبته تماما، من حق كل إنسان أن ينكر على كل شيء يرى أنه ليس صحيحا ولكن بالإنكار السلمي، أن يستخدم يرمي السفارات بالطوب أو يرميها بالمولوتوف أو يشعل فيها النار أو يحاول يعني يرتكب ما هو أكبر من ذلك كما فعل بعض الإخوة في ليبيا ذهبوا إلى بنغازي ورموا السفارة بالنار حتى أصاب الحريق السفير ومعه جماعة آخرين وبعضهم قال إن هؤلاء من القاعدة وأنهم ينتقمون لأحد الليبيين الذين قتله الأميركان، ومال السفير ومال الأميركان؟ هذا آمر آخر، لا يجوز لنا، من يريد أن يستخدم لا يستخدم بلاد المسلمين في هذا الأمر، بلاد المسلمين يجب أن تظل آمنة مطمئنة ، إنما ما يحدث إذا عايز تنتقم من الأميركان روح قاتلهم في بلادهم إنما تقاتل السفراء الذين هم أمانة في أعناقنا، كل من دخل بلادنا بأمان منا، السفراء داخلين بأمان منا نحن استأمناهم هؤلاء المستأمنون في ديار الإسلام لهم أحكامهم، وحتى الإشارة بتكفي في هذا، الإشارة بالكلام أو الإشارة باليد أو بالشيء يعتبر الشخص آمنا، حتى المرأة لو أمّنت رجلا كما فعلت أم هانئ أمّنت إحماءها، أقارب زوجها فلما أراد أخوها علي بن أبي طالب أن ينتقم منهم شكت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فمنعه، المرأة من حقها أن تؤمّن كما يؤمّن الرجل، تأمين الناس هذا من حق المسلمين من أمّن يجب أن يحفظ له حرمته ويحفظ دمه ويحفظ عرضه هذه الأحكام الإسلامية في هذه الأمور يجهلها للأسف المسلمون.
عثمان عثمان: البعض مولانا يحمل أولياء الأمر والحكام أنهم لم يبادروا إلى اتخاذ إجراءات معينة تجاه هذا الفعل وتركوا الأمر للشارع ليتحرك الناس كما تحركوا ويحدث ما حدث.
يوسف القرضاوي: الشارع يتحرك لا مانع، إنما يجب أن يتحرك وفق الأصول، لا يتحرك تحركا أهوج، ليس معنى تحرك الشارع إنه يجب أن يقاتل أو يجب يرمي الآخرين بالنار، أو يجب، لا، يتحرك، ونحن ننكر هذا الأمر،لا مانع من هذا، لو فعلت الشوارع الإسلامية هذا لقلنا لها مرحبا مرحبا، إنما تتحرك الشوارع بغير أصول ويسيّرها الذين لا عقل لهم أو لا دين لهم أو لا قائد لهم لا نعرف من ورائهم فيفعلون الأفاعيل ويجرون علينا الأباطيل، هذا ليس من الأمر، في مصر أول من تكلم في هذا تكلم الرئيس المصري، الرئيس المصري- حفظه الله- تكلم في هذا كلاما طيبا وقال نحن يجب علينا إننا نقاضي الناس في الولايات المتحدة وكلّف السفارة المصرية في واشنطن إنها ترفع دعوة على هؤلاء الذين فعلوا هذا الأمر، قال بعضهم ممن أساؤوا إلى الإسلام ممن حرّقوا المصحف من قبل، وبعضهم من أقباط المهجر، وبعضهم أناس مكروهون من العالم ولا قيمة لهم، يجب أن يقاضى هؤلاء، وأقرّ الدكتور محمد مرسي رئيس مصر إن الناس تخرج في مظاهرات سلمية تعبر عن نفسها، التعبير عن النفس هذا يجب أن يحدد، هناك هؤلاء يقولون الذين صنعوا هذا الفيلم المزعوم هذا، قالوا دول يعبروا عن رأيهم أي رأي هذا، ما الرأي الذين يعبرون عنه؟ هل هناك فكرة معينة يريدون أن يشرحوها بهذا الفيلم؟ ليس لهم، فيلم سب، فيلم كأنك بتشتمني كأنك بتلعن أبوي كأنك بتلعن أهلي كأنك بتلعن يعني فلا نريد أن نكون مثل هؤلاء نريد نرد، ونرد بمثل ما يفعلون، لابد أن يكون أسلوبنا أرفع من هذا الذي، هذا ما ننادي به المسلمين نحن أصبحنا الآن هدف لكل من يريد أن يتعدى، من قبل اعتدوا في الدنمرك على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهاج المسلمون في العالم وقاموا قومتهم، ناس قاموا بأشياء طيبة، نحن قمنا في البحرين عملنا مؤتمر عالمي سميناه نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنشأنا من هذا مؤتمر لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عثمان عثمان: سنتحدث مولانا، سنتحدث عن النصرة ولكن بعد أن نأخذ الدكتور محمد كمال إمام أستاذ الشريعة والقانون في جامعة الإسكندرية، السلام عليكم دكتور.
محمد كمال إمام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي عثمان وتحية لشيخي الكبير العلامة يوسف القرضاوي.
يوسف القرضاوي: حيّاك الله يا دكتور.
عثمان عثمان: دكتور مثل هذه الأفعال يعني تدخل تحت بند ازدراء الأديان.
محمد كمال إمام: نعم هي تدخل تحت هذا البند، لكنني أريد بداية أن أقول إنه الثقافة الغربية حقيقة بغض النظر عن جانبها المتدين أو جانبها غير المتدين سرى فيها منذ عقود بل منذ قرون أنها ثقافة لا تعترف بالإسلام دينا، ولا بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، الأمر الذي فتح الباب لكثير من الكتابات الغربية التي كتبت ضد الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي كان ينبغي أن يقوم المسلمون بالرد على مثل هذه الكتابات باللغة العربية أو بلغات أجنبية، ثم الإسلام كدين ثقافته وتاريخه لا يعرف الهجوم على الأنبياء والرسل، لأن الإيمان بالأنبياء والرسل يعتبر جزءا من عقيدة الإسلام، ولذلك نحن ليس لدينا مشكلة، بل إن النصوص الجنائية في عالمنا العربي والإسلامي تحول دون ازدراء الأديان وتعتبر ذلك جريمة يعاقب عليها أصحابها.
عثمان عثمان: هل يمكن لنا أن نتحدث عن تعميم هذا القانون على مستوى العالم بشكل كامل، يعني أن يكون هناك قانون دولي تتبناه الأمم المتحدة أو غيرها من المنظمات الدولية تجرم مثل هذا الفعل؟
محمد كمال إمام: نعم، هذا هو المطلوب الآن أن تتحرك أخي عثمان الدول العربية والإسلامية في الأمم المتحدة وفي المؤسسات الدولية القانونية أن تطالب كما وجد قانون يجرم عادات إسلامية ويطبقونه بطريقة يعني غير حتى قانونية، ونحن أمام ازدراء الأديان أننا هجوم على نبي الإسلام أمام هجوم على الإسلام، وهذا كما قال شيخنا من مقدسات المسلمين التي يحافظون عليها والتي يدافعون من أجلها، وبالتالي صحيح نحن ألا يكون هناك رد فعل شعبي يتجاوز الحدود ويتجاوز المواقف السلبية ولكن أيضا على المؤسسات الإسلامية وعلى سفراء الدول الإسلامية بل على رؤساء الدول الإسلامية أن يتجهوا جميعا إلى الأمم المتحدة وإلى هذه القوى ويطالبوا مطالبة شديدة بإصدار قوانين.
عثمان عثمان:هل هناك آليات محددة لتفعيل هذا الذي تقوله؟
محمد كمال إمام: المطالبة تكون أولا أمام الجهات القانونية، نعم تكون المطالبة أمام الجهات القانونية في الأمم المتحدة أن ترفع دعاوى أمام المحاكم الأميركية، لأن القانون الأميركي يحول دون ازدراء الأديان ويحول دون مخالفة النظام العام الأميركي، وبالتالي إذن هناك آليات قضائية يمكن الاهتمام بها وتفعيلها لرد الحق إلى نصابه ولإسكات مثل هذه الألسن التي تلوك وتتكلم عن رسول الإسلام بما لا يليق، وعلى الدول العربية والإسلامية وعلى شعوبنا يعني جزء من رد هذه الحملة هو مزيد من الالتزام بالإسلام على مستوى الفرد والإسلام على المستوى الجماعي، يعني أنا أرحب ترحيبا شديدا بالخروج السلمي للتظاهر دفاعا عن الإسلام وعن رسول الإسلام، لكن أيضا جزء من الدفاع عن رسول الإسلام هو الالتزام بالإسلام والالتزام بما وجهنا إليه رسول الإسلام سواء بمعاملة الآخرين أم في الاحترام لديننا وشريعتنا.
كيفية مواجهة الإساءة إلى الإسلام
عثمان عثمان: شكرا لك دكتور محمد كمال إمام أستاذ الشريعة والقانون في جامعة الإسكندرية آخذ أيضا فضيلة الدكتور علي بادحدح نائب الأمين العام لمنظمة النصرة العالمية ينضم إلينا من السعودية، السلام عليكم دكتور.
علي بادحدح: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
عثمان عثمان: هنالك من يرى أن المسلمين استغرقوا في التفاصيل يخرجون من تفصيل إلى آخر ثم تكون هذه الهبة عند كل إساءة ترد بحق الإسلام أو نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام فيقعون بعيدا عن غياب المشروع يعني بعيدا عن الهدف الحقيقي الذي يخدم مشروع هذه الأمة، ما ردة الفعل ما هو المشروع الفعلي الذي ينبغي أن يسير به المسلمون في مواجهة مثل هذه الأفعال السيئة؟
علي بادحدح: طبعا أشار الشيخ إلى مؤتمر البحرين الذي نشأ منه منظمة النصرة العالمية وهي واحدة من منظمات مختلفة تفعل هذا الأمر، الحقيقة إنه نصرة النبي عليه الصلاة والسلام هي عمل دائم ومشروع مستمر ومنظومة فكرية حضارية هي من واجب المسلمين في الدعوة لغير المسلمين ولشعوب الأرض كافة، منظمة النصرة تركز على خطاب غير المسلمين، لأننا نحن معشر المسلمين كلنا مؤمنون بنبوة محمد عليه الصلاة السلام ونحبه ونعظمه ونعطيه قدره فليست لدينا مشكلة، المنظمة كنموذج أنا أشير إشارات تضمنت أصلا رؤية هي أن يكون محمدا صلى الله عليه وسلم الشخصية أو نموذج الشخصية الأفضل والأجدر بالاحترام عالميا، ليس بالضرورة أن يؤمنوا به لكن لا بد أن نسعى إلى أن يعرفوا قدره وأن ينظروا إلى رفعة مكانته وسمو أخلاقه فيعطونه قدره من هذا التقدير والاحترام، ولذلك سعينا إلى تنويع الوسائل وإلى أن ندخل إلى القوم في أماكنهم، عندما حصلت إساءات سابقة كان منبر الآليات أن نعقد ندوات مع المفكرين مع السياسيين مع الأكاديميين في تلك الدول في نفس عواصمهم عقدت ندوة في السويد في مقر البرلمان السويدي وكانت مؤثرة ومعبرة ونقلها الإعلام، عقدت ندوة في لندن عن حرية التعبير بين الإسلام والغرب وحضرها مفكرون أميركان وألمان وفرنسيين، وعقدت ندوة أيضا مؤخرة قبل عام في هولندا في أعقاب ما سمي بالفتنة وفي أحداث، هذه العمل فيه نوع من الحراك والحوار القوي، من جهة أخرى تبنينا مع جهة شركة النور القابضة هناك كتيّب تعليمي وتوضيحي عن سيرة النبي عليه الصلاة والسلام بإخراج جيد وبمادة مميزة وبدأنا نطبع من هذا الكتاب ونوزعه في الأحداث الرياضية الكبرى ليس في جامعات ولا في محاضرات، وزعنا منهم في كأس العالم في أمم إفريقيا وزعنا مؤخرا بلغات ستة في أولمبياد لندن باللغة الإنجليزية والصينية والفرنسية والألمانية وغيرها بالإضافة إلى نقطة أخيرة هي المعارض وطريقة العرض المختلفة عندما يكون هناك مشروعات مستمرة وتخطيط دائم أعتقد أننا نقطع طرق الإساءة ونحولها إلى إيجابيات كثيرة جدا هي واجبنا وهي دورنا ورسالتنا وليس لا ننكر الغضب ولا ننكر الاحتجاج لكن هو وحده لا يكفي ينبغي أن يتحول إلى برنامج عمل مستمر ودائم.
عثمان عثمان: شكرا الدكتور علي بادحدح نائب الأمين العام لمنظمة النصرة العالمية كنت معنا من السعودية، تحدث الدكتور علي عن خطاب يوجه إلى الغرب إلى المفكرين إلى المثقفين إلى البرلمانيين والسياسيين عامة لكن البعض يقول أن الصورة التي يظهرها الذين خرجوا إلى الشارع بطريقة غوغائية، طريقة انفعالية، ردات فعل غير مدروسة ربما هم أيضا بحاجة إلى خطاب يعلمهم كيف نحب النبي عليه الصلاة والسلام وندافع عنه بأسلوب حضاري يتوافق مع التشريع الإسلامي.
يوسف القرضاوي: هذا كله مطلوب، الجماهير لها أسلوبها الخاص، وتحتاج إلى توعية، إلى تثقيف هذه الأشياء تدلنا على أن أمتنا بحاجة إلى ثقافة متوازنة متكاملة، ثقافة علمية حقيقية مبنية على أصول سليمة وتعمم على سائر الناس، الناس في حاجة إلى تثقيف بحيث يعرف ما الواجب عليه عندما يساء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، هذا مطلوب منا مطلوب من علمائنا، مطلوب من دعاتنا، ومطلوب أن يكتب بلغات عدة باللغة العربية وبغير العربية لأن كل العالم الإسلامي يخرج في هذه الحالات، هذه أشياء ليس فيها عربي وعجمي، الناس في اندونيسيا في ماليزيا في باكستان في أفغانستان في أفريقيا في أميركا في كل مكان من المسلمين يخرجون منتصرين لرسول الله صلى الله عليه، وسلم فأنت في حاجة إلى أن تثقف هؤلاء الناس وأن ترد على الذين فعلوا هذه الأفعال، ترد عليهم بما تستطيع، ترد عليهم علميا، وترد عليهم بأفلام، أنا ذكرت في خطبة الجمعة إنه عندنا هنا في قطر من يعد فيلما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيلما عالميا يكتب باللغة الإنجليزية ويقوم عليه فنيّون أميركيون والدولة القطرية تشارك في هذا الفيلم، كل هذا مطلوب منا ليس مطلوب منا يعني شيء واحد لابد أن نغطي هذه الأمور كلها إذا كنا نريد أن ننتصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
آلية نصرة النبي الكريم
عثمان عثمان: ما حقيقة النصرة مولانا وكيف تكون؟
يوسف القرضاوي: ما هي النصرة؟ النصرة أن تكون مع الشخص المظلوم، تؤيده بلسانك وبقلبك وبعملك بجيبك بكل ما تستطيع بالمال بالنفس تؤيد هذه النصرة، وهي النصرة مطلوب منك أن تنصر الله وتنصر رسول الله وتنصر المؤمنين الله يجب أن تنصره، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7] {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ} [الحج: 40] {إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ} [آل عمران: 160]، انصر الله أول ما تنصر وبعدين تنصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجب أن تنصر رسول الله كما وصف الله تعالى المؤمنون فقال: {فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 157]، هؤلاء هم المؤمنون يجب أن ينصروا الرسول {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} [التوبة: 40]، وقال الذين هاجروا في سبيل الله {وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ} [الأنفال: 74] المهاجرون قال الله فيهم {للفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر: 8] نصرة الله ونصرة رسوله والأنصار سميوا أنصارا لأنهم نصروا رسول الله {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال: 74]، فنصرة رسول الله فريضة على كل مسلم.
عثمان عثمان: هم نصروه عمليا جاهدوا معه حموه من أذى المشركين نحن اليوم كيف يمكن لمسلم أن ينصر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يوسف القرضاوي: ننصره بأن نكتب سيرته بكل المستويات يعني الصغيرة والمتوسطة والكبيرة للعوام والخواص، والخواص الخواص، وننقلها إلى اللغات الأخرى بحيث تنشر لكل الناس، الآن الناس مش كلهم عرب ولا كلهم باكستانيين، لازم تكتب للناس جميعا حتى يعرفوا الرسول صلى الله عليه وسلم الآن من اللغة التي أصبحت مفهومة ويجب أن يدخلها المسلمون لغة الأفلام، لا بد أن ندخل الأفلام على حقيقتها ونبين للناس سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وننفق في ذلك ولا نبخل، هذه كلها مطلوبة من المسلمين وما نحاول أن نفعله في مؤسسة النصرة، قلت لك إن إحنا أقمنا في البحرين أيام الدنمرك والحاجات دي مؤتمر النصرة وتبنيناه بعد ذلك ونقلناه إلى الكويت ليصبح مؤسسة كويتية ودائمة يعني الأخوة وكّلوني في الرئاسة والأخ سلمان العودة نائبي والأخ في الكويت نسيت اسمه الأمين العام والدكتور علي بادحدح نائب الأمين العام، كل هؤلاء في نصرة رسول الله، المؤسسة لنصرة رسول الله، نصرة مش مع مسألة بمجرد ما يحدث حادث لا نصرة دائمة، يجب أن ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأساليب العصر، نستخدم هذه الأساليب لنصل إلى عقل كل إنسان وقلب كل إنسان مش بس المسلم وغير المسلم .
عثمان عثمان: مولانا الإساءات ربما هي بأشكال متنوعة وعلى مراتب، شاهدنا في سوريا أنواع من الإساءات عندما يجبر الناس على النطق بالكفر عندما تهدم المساجد عندما تمنع صلاة الجمعة، لم نجد من الشعوب الإسلامية ثورة أو غضبا يوازي هذا الغضب الذي خرج من أجل فيلم مغمور ربما لم يشاهده إلا القلة من الناس.
يوسف القرضاوي: وهذا يدل على ضعف فهم المسلمين، قلة الفقه عند المسلمين هذا ممّا ينبغي أن يثور له المسلمون ويغضب له المسلمون في العالم، ما يحدث في سوريا يجب أن يستفز كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، لا يجوز له أن يرضى أن إخوانه في سوريا يقتلون، يقتل الرجال ويقتل النساء ويقتل الأطفال، الأطفال الرّضع والأطفال ابن تسع سنين وعشر سنين يقتلون بالعشرات والمئات وكل يوم يحدث هذا، هذا يجب على الأمة كل الأمة أن تستثير من أجل هذا، أن تغضب لله ورسوله، المسلم مطلوب منه أن يغضب لما يصيب المسلم لأن الأمة كلها أمة واحدة كما قال الله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 92] {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [المؤمنون: 52] كأنما يشير أن لا تكمل العبادة ولا تتم التقوى إلا بالتوحد، يجب أن تتوحد الأمة وأهم التوحد بداية التوحد أن تتوحد المشاعر، أن يحبوا ويكرهوا وأن يرضوا ويغضبوا، وأن يفرحوا ويحزنوا معا تبقى مشاعرهم، حينما نرى بلدا إسلاميا بلد مثل سوريا كان من أعظم بلاد الله قامت فيه الخلافة الأموية التي استمرت ما استمرت حتى كان للإسلام مكان في هذه البلاد، هذه البلاد الآن تضرب تقتل قتلا تدمر تدميرا، يعني هذا الذي يفعله الجيش السوري، الجيش الذي يستخدم الدبابات والطائرات والراجمات والصواريخ والقنابل ليهدّم الأمة يهدمها تهديما، يرى الاستعمار الوحشي في إسرائيل وفي غير إسرائيل لم يفعل مثل هذا بيعمل أيام ويسكت هؤلاء صار لهم سنة ونص يقتلون ويدمرون، دمروا الشعب، ولذلك من حق الأمة بل من واجب الأمة كلها أن تغضب لما حدث في سوريا كما تغضب لهذا الفيلم السافل الذي أساء إلى رسولهم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
عثمان عثمان: في ختام هذه الحلقة أشكركم مولانا سماحة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي على هذه الإفاضة الطيبة، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة لكم تحيات معد البرنامج معتز الخطيب والمخرج منصور الطلافيح وسائر فريق العمل، وهذا عثمان عثمان يترككم في أمان الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري