الاثنين، 1 فبراير 2010

يجدونه مكتوباً عندهم

  • جاء في الكتاب المقدس إشارة رائعة إلى نبي يشبه موسى يرسله الله لأبناء إسماعيل، ويتكلم بكلام الله: (أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ).
    وعلى سبيل المثال عندما كان محمد صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة وكان المسلمون في أضعف مراحل حياتهم، أخبرهم بأن الإسلام سينتشر في كل مكان فقال: (سيبلغ هذا الأمر – أي الإسلام - ما بلغ الليل والنهار)، والسؤال: هل تحقق هذا الكلام؟ هل انتشر الإسلام في كل مكان على وجه الأرض؟ تقول الإحصائيات الحديثة والموثوقة: إن الإسلام هو الدين الأكثر انتشاراً والأسرع نمواً على مستوى العالم، فهو الدين الوحيد الذي ينتشر في كل دول العالم، وسيكون الإسلام هو الدين الأول عام 2025 وتكون نسبة المسلمين في العالم بحدود30% بينما نسبة المسيحيين لن تتجاوز 25%. وذلك حسب المرجع البريطاني (Sato Tsugitaka, Muslim Societies, Routledge,UK, 2004).
    إن النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم جاءنا برسالة من عند الله، وكل كلمة في القرآن هي كلام الله، فلنفرض أنه كان كاذباً، فهل يعقل أن تستمر دعوته وكذبه –حاش لله- أربعة عشر قرناً وينتشر دينه بهذا الشكل الكبير؟ هل هناك رجل في التاريخ كله افترى على الله كذباً وادعى أنه رسول من عند الله وجاء بكلام يدعي أنه من عند الله، هل يوجد مثل هذا الرجل في التاريخ تستمر دعوته، أم أن الله يظهر كذبه؟
    أليس الكتاب المقدس هو الذي يقول: (وَأَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي يُطْغِي، فَيَتَكَلَّمُ بِاسْمِي كَلاَمًا لَمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، أَوِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَيَمُوتُ ذلِكَ النَّبِيُّ)، هل مات النبي محمد وانتهى ذكره أم أن ذكره لا زال باقياً بعد وفاته إلى يوم القيامة؟ إذن منطق الكتاب المقدس يؤكد أن النبي الكاذب لن يستمر ولن تنتشر دعوته، وبما أن محمداً صلى الله عليه وسلم يعيش في قلب كل مسلم حتى يومنا هذا، فهذا دليل من الكتاب المقدس نفسه على صدق رسالة محمد إلى الناس جميعاً!
    وقد جاء هذا النبي بكلام مشابه من عند الله: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [الصف: 9]. والسؤال: هل ظهر دين الإسلام وانتشر وأصبح الديانة الأكثر انتشاراً في العالم أم لا؟ إذن كل ما حدَّث به النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم تحقق بالكامل، إذن حسب منطق الكتاب المقدس يمكننا القول وبثقة تامة إن النبي محمد هو النبي الذي أشار إليه الكتاب المقدس في النص السابق.
    ومن حكمة الله تعالى أن الذين حرفوا الكتاب المقدس لم ينتبهوا لهذه العبارة، ولم يدركوا الإشارة الخفية التي تحملها، ولذلك لم يخطر ببال أحدهم أن هذه الإشارة ستكون حجة عليهم واعترافاً منهم بأن محمداً رسول الله وهم لا يشعرون!!!
    وصدق الله عندما يقول: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ) [الأعراف: 158].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري