قال مواطن يدعى سامح أحمد - 34 سنة - يعمل مدير مخازن بإحدى الشركات بالقاهرة إنه تعرض لعملية تعذيب على مدار أربعة أيام بقسم شرطة قصر النيل ومعسكر للأمن المركزي يقع بعد مدينة العبور، وذلك عقب القبض عليه في أحداث السفارة الأمريكية أثناء خروجه من مسجد عمر مكرم بميدان التحرير.
وأوضح أحمد ابن مدينة بنها والحاصل على ليسانس آداب أنه ذهب يوم الجمعة الماضي 14 سبتمبر إلى ميدان التحرير للتظاهر احتجاجا على الفيلم المسيء للرسول (ص)، مضيفا أنه بعد أداءه صلاة العصر بمسجد عمر مكرم تم إلقاء قنبلة من الغاز المسيل للدموع بالقرب من المسجد مما دفعه للسير في اتجاه ميدان التحرير، ولكنه لم يستطع الرؤية بشكل جيد، وأثناء ذلك فوجئ بخمسة رجال شرطة يقبضون عليه ويقيدونه ويدخلونه في مدرعة شرطة،مضيفا أنه تم إلقاءه على أرضية المدرعة، وقام عدد من العساكر بضربه بـ''البيادات'' في كل أنحاء جسده حتى سال الدم منه، بحسب قوله.
لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
ولفت في شهادته إلى أن جنود الأمن المركزي سرقوا هاتفه المحمول ومحفظته، وكذلك حذاءه، وأشار إلى أنه أثناء ذلك،أدخل رجال الشرطة شخصا إلى العربة أخذ يصيح:'' أنا صحفي.. متضربش''، إلا أنهم قاموا بضربه إلى أن أخرج ما يثبت أنه صحفي، فتركوه، ثم واصلوا ضربه مرة أخرى.
ويضيف أحمد في شهادته بعد كده تحركت المدرعة إلي قسم قصر النيل وتم وضعي في عربة ترحيلات خاصة بالشرطة ومعي 15 رجل أخر، و ذهبوا بنا إلي معسكر الأمن بعد مدينة العبور, وهناك تم عمل تشريفة وصول لنا، حيث قام عدد كبير من رجال الشرطة بالاعتداء بالضرب علي كل المعتقلين، حتى وضعونا في حجرة مساحة (3*3) و بها 35 شخص أخر، وبعدها تم التحقيق معنا من خلال رجال قسم قصر النيل، وسألني ضابط مباحث عن سبب ذهابي إلي التحرير وقبل أن أحكي أي شيء قال الضابط بالحرف : تشيل حسني و لا تجيب مرسي أحنا اللي بنمشي البلد ومش عاوزك تقول الحقيقية بس قول اللي أنا عايزه''.
ويؤكد أحمد أن ضابط الشرطة طالبه بأن يقول إن الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل دفعهم للاعتداء على السفارة الأمريكية، إلا أنه رفض ذلك، فطالبه بأن يقول أن الألتراس قذفوا قوات الأمن بالحجارة، فرض أيضا، فقام بتحرير محضر له ولم يطلب منه بأن يوقع عليه، مشيرا إلى أنه لا يعلم ما كتبه الضابط في المحضر، ولافتا إلى أن خلال هذا التحقيق، وجه له الضابط الكثير من الإهانات والسباب.
ويشير أحمد إلى أنه في صباح اليوم التالي - يوم السبت - تم تحويله وكل المعتقلين إلى النيابة، ويقول موضحا: ''هناك سألني وكيل النيابة عن سبب ذهابي للتحرير، وأثبت ما بجسدي من إصابات جراء التعذيب، ولكنه وجه لي تهم ( إثارة الشغب و تخريب الممتلكات العامة و الاعتداء علي السفارة الأمريكية )، لافتا في نفس الوقت إلى أن وكيل النيابة أحضر لهم طعام ''كشري'' من أمواله الخاصة بعد أن تعاطف مع وضعهم - على حد تعبيره -، وتابع قائلا أنه بعد انتهاء التحقيق معهم عادوا إلي معسكر الأمن المركزي مرة أخرى، وفي صباح يوم الاثنين ذهبوا إلى مجمع محاكم عابدين، وهناك أمر القاضي بإخلاء سبيلهم، وقال القاضي بالحرف ''إخلاء سبيل لعدم وجود أحراز، ولعمل القبض بطريقة عشوائية''، وذلك بحسب قوله.
وفي مساء يوم الإثنين تم إخلاء سبيله ومن معه من قسم قصر النيل، وأوضح أنه قام فور خروجه بعمل كشف طبي في مستشفي القصر العيني ليثبت ما في جسده من إصابات.
وفي ختام شهادته ، طالب سامح أحمد المسئولين بوزارة الداخلية مساعدته خلال البلاغ الذي سيتقدم به للتحقيق مع ضباط قسم قصر النيل وجنود الأمن المركزي في الوقائع التى ذكرها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري