نشـــــأة القدس
تعد القدس من أقدم مدن الأرض حيث ترجع نشأتها إلى 3000 ق.م . وقد سكنها اليبوسيون، إحدى القبائل الكنعانية من العرب الأوائل الذين نزحوا من الجزيرة العربية مع من نزح من القبائل الكنعانية حوالي سنة 2500 ق.م و سكنوا التلال المشرفة على المدينة القديمة، و لم يكن وجود بني إسرائيل في فلسطين إلا وجودًا عابرًا، فلم يكن لهم ارتباط في يوم من الأيام بتلك الأرض، ولم يكونوا بها إلا لاجئين أو عابري سبيل، وبرغم كل المزاعم الصهيونية والدعايات الكاذبة التي تزعم أن اليهود إنما يعودون إلى أرضهم القديمة، فإن حقائق التاريخ تشهد أنه لم يكن لهم أبدًا أي حق في فلسطين على مر الأزمان والعصور
نشـــــأة بني إســـــرائيل
تعود أصول نشأة بني إسرائيل إلي نبي الله يعقوب "إسرائيل" بن إسحاق بن إبراهيم عليهم جميعا السلام ، والذي أنجب "يوسف" الصديق عليه السلام الذي دخل مصر سنة )1729ق.م(، ثم تولى الوزارة فيها، وأرسل إلى أبيه وإخوته، وفي عهده زاد عدد بني إسرائيل في مصر ، وزادت أموالهم وعظم نفوذهم، وظلوا يعيشون في مصر وهم يتمتعون بحرية دينية كاملة، ويحتفظون بتقاليدهم، حتى زاد خوف المصريين من زيادة عددهم وكثرة ثرواتهم وعندما ظهر موسى عليه السلام كان عدد بني إسرائيل في مصر قد زاد زيادة كبيرة، وخاصة في عهد رمسيس الثاني ، وتدخلوا في اقتصاديات البلاد وسياستها، فخاف فرعون من تصاعد نفوذهم ، فبطش بهم و ظلمهم وقام باضطهادهم وسخرهم في خدمته ، مما دفعهم إلى الخروج من مصر مع موسى عليه السلام في سنة 1213ق.م
حروب يوشع بن نون مع الكنعانيين
وعندما عبر بنو إسرائيل البحر ودخلوا أرض سيناء جمع موسى عليه السلام القوم وأخبرهم برغبته في دخول بيت المقدس ، فرفض بنو إسرائيل ؛ بحجة أن فيها قومًا جبارين، وأنه لا طاقة لهم بحربهم، وأنهم لن يدخلوها إلا بعد خروج أهلها منها، وعصوا أمر نبيهم موسى عليه السلام فلما يئس منهم دعا ربه أن يفرق بينه وبينهم حتى لا يقيم مع هؤلاء العصاة الجاحدين، فيتعرض بسببهم لغضب الله تعالى، فعاقبهم الله تعالى بالتيه في الأرض لمدة أربعين سنة وخلال تلك الفترة توفي موسى ثم هارون عليهما السلام وتولى يوشع بن نون قيادة بني إسرائيل ، وهو الذي خرج بهم نحو الشمال حتى وصل بهم إلى بلاد الأردن شرقي النهر، ثم اتجه ناحية فلسطين ، ولم تمر سنة 1100ق.م إلا وكان بنو إسرائيل قد استولوا على معظم مدن أرض كنعان فلسطين
مُلك داود و سليمان عليهما السلام
في سنة 1048 قبل الميلاد تولى داود عليه السلام المُلْكَ على بني إسرائيل على إثر قتله جالوت ودخل في كثير من الحروب مع أهل فلسطين كان النصر فيها دائمًا حليفًا له ، و لما توفي داود عليه السلام وتولى ابنه سليمان ، وفي سنة 1012 ق. م بدأ في بناء الهيكل ، حتى انتهى منه سنة 1004 ق.م
السبي البابلي
استمرت سيطرة اليهود على أورشليم من عهد نبي الله داود إلى أن فتحها نبوخذ نصر بختنصر في سنة 586 ق.م ودمرها ونقل السكان اليهود إلى بابل السبي البابلي وظل اليهود في السبي حتى سنة 538 ق.م عندما سمح لهم الملك قورش ملك بابل بالعودة إلى أرض فلسطين ، فقاموا بإعادة بناء الهيكل ثم بعد ذلك فتحها الاسكندر المقدوني سنة 332 ق. م
حكم الرومان
استمر حكم الاسكندر و خلفاؤه حتي استولى الرومان على سورية وفلسطين ودخل القائد الروماني بومبي أورشليم في سنة 63ق.م، وقد سمح الرومان لليهود بشيء من الحكم الذاتي، ونصبوا في سنة 37 ق.م هيرودس الأدومي الذي اعتنق اليهودية ملكاً على الجليل وبلاد يهودا، فظل يحكمها باسم الرومان حتى السنة الرابعة الميلادية ، ثم بعث عيسى عليه السلام فوجدهم وقد سيطرت عليهم المادية الجشعة حتى إنهم اتخذوا من المسجد المسمى بالهيكل سوقاً للصيارفة والمرابين وملهى لهم ولذلك حذرهم من أن الهيكل سوف يهدم وقال"الحق أقول لكم، إنه لا يترك ها هنا حجر على حجر لا ينقض " وقد تحقق ما تنبأ به نبي الله عيسى ، و ظل مكان الهيكل فضاءً خالياً من أي بناء بقية عهد الرومان النصارى، وقد حدث الإسراء والمعراج بالنبي صلى الله عليه وسلم في عهد الحاكم الروماني هرقل و من يومها لم يقم للهيكل بناء إلي يومنا هذا ، فأين إذا ما يدعونه من بقايا الهيكل ؟؟
القدس تحت الحكم الإسلامي
بعد هزيمة الروم في معركة اليرموك أصبح الطريق مفتوحاً إلى بيت المقدس وطلب أبو عبيدة بن الجراح من الخليفة أن يأتي إلى المدينة لأن سكانها يأبون التسليم إلا إذا حضر شخصياً لتسلم المدينة، وقد ذهب عمر إلى بيت المقدس سنة 15هـ _ 636 م وأعطى الأمان لأهلها ضمن العهد الذي يسمى " العهدة العمرية " و التي كان نصها
" بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقض منها" ولا من شيء من أموالهم ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود،وعلى أهل إيلياء إعطاء الجزية كما يعطي أهل المدائن وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص ، فمن خرج منهم فهو آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام فهو آمن، وعليه ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم" فإنهم أمنون على أنفسهم " حتى يبلغوا مأمنهم ومن كان فيها من أهل الأرض، فمن شاء منهم قعد، وعليه ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن رجع إلى أهله فإنه لا يؤخذ منهم شيء من الجزية حتى يحصدوا حصادهم
الأمويون والعباسيون
بني عبد الملك بن مروان قبة الصخرة المشرفة سنة 72 هـ _691 م، وأقام الوليد بن عبد الملك المسجد الأقصى بعد ذلك بسنوات قلائل حوالي سنة 90 هـ وواصل الخلفاء العباسيون الاهتمام بالقدس فزارها منهم المنصور )136158 هـ/ 574 775 م ( والمهدي (158 169 هـ /775 785 م) والمأمون (198 218 هـ /813 833 م )عند عودته من زيارة مصر ، وقد جرت في عهد الخلفاء الثلاثة تغييرات وتجديدات في المسجد الأقصى وقبة الصخرة بعد الخراب الذي نتج عن الزلازل المتكررة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري