الأربعاء، 28 أكتوبر 2009

مشروع أميركي لـ"رشوة" طالبان


  • مقاتلون من حركة طالبان في ولاية وردك الأفغانية كشف رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور كارل ليفين عن أن مشروع قانون الإنفاق الدفاعي الذي سيقره الرئيس باراك أوباما ليصبح قانونا الأربعاء، يتضمن بندا جديدا يقضي بدفع أموال لمقاتلي حركة طالبان الأفغانية الذين ينبذون العنف.

    وقال ليفين لوكالة رويترز إن هذا البند يؤسس برنامجا في أفغانستان مشابها لبرنامج في العراق جرى فيه دمج المقاتلين السابقين في المجتمع العراقي.

    ويعتبر التعامل مع من تصفهم واشنطن بالعناصر المعتدلة في حركة طالبان جزءا من إستراتيجية أوباما لقلب الحرب المستمرة هناك منذ ثماني سنوات.ويأتي هذا التطور في وقت أعلن فيه المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أن الرئيس أوباما انتهى تقريبا من جمع المعلومات والاستشارات بشأن مراجعة الإستراتيجية الأميركية في أفغانستان. وأشار المتحدث إلى أن أوباما سيجتمع يوم الجمعة القادم مع رؤساء أركان الجيش الأميركي الأربعة ضمن جهوده لوضع اللمسات الأخيرة لاتخاذ قرار بشأن مراجعة الإستراتيجية الأميركية في هذا البلد الذي بدا عصيا على الهزيمة.

    وأوضح غيبس أن أوباما سيأخذ بعدها وقتا لتقويم التوصيات واتخاذ القرار الأفضل للولايات المتحدة. وكان قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ستانلي مكريستال طلب من أوباما إرسال نحو 40 ألف جندي إضافي إلى هناك.

    وفي السياق نقلت محطة "سي أن أن" الأميركية عن مصادر عسكرية قولها إن اللقاء المقرر عقده في البيت الأبيض سيتيح الفرصة لرؤساء الأركان، الذين يمثلون الأفرع العسكرية، لعرض أفكارهم حول التأثير الذي قد يعكسه إرسال عدد أكبر من الجنود الأميركيين إلى أفغانستان أمام أوباما مباشرة.

    مخاوف عسكرية
    وأشارت تلك المصادر إلى أنه ووفقاً للقانون الأميركي، فإن قادة الأركان هم المسؤولون عن تدريب الجيش وتجهيزه وإرسال الجنود في مهمات، موضحة أن الجيش والقوات البحرية أعربوا عن مخاوفهم بشأن إرسال عدد كبير من القوات إلى أفغانستان مما سيجعل من الصعب إعطاء الجنود فترات أطول للراحة يمضونها مع عائلاتهم.

    من جانب آخر أكد مسؤول عسكري أميركي أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأدميرال مايكل مولن، أشرف وشارك في مناورات ولعبة حرب أجرتها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مؤخراً لاختبار تأثير إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان. وذكرت "سي أن أن" أن حوارات البنتاغون والاقتراحات الدائرة بشأن عدد القوات، تتراوح بين بضعة آلاف و40 ألفاً.

    وأظهرت استطلاعات الرأي ضعف التأييد الشعبي لجهود الحرب وحتى أعضاء الحزب الديمقراطي -الذي ينتمي إليه أوباما- أنفسهم منقسمون بشأن مسألة إرسال مزيد من القوات.

    وكان الرئيس الأميركي قال الثلاثاء إنه غير متسرع في اتخاذ قرار بإرسال قوات إضافية إلى أفغانستان.

    وأضاف -في كلمة له أمام عدد من جنود البحرية في جاكسونفيل بفلوريدا حيث تم تأبين العسكريين والمدنيين الذين قتلوا في حادثي سقوط مروحيات في أفغانستان الاثنين- "لن أتعجل في القرار بإرسالكم إلى الخطر، لن أجازف بأرواحكم إن لم يكن ذلك ضرورة حتمية، وإذا كان ذلك ضروريا فسندعمكم حتى النهاية".

    وتأتي هذه التطورات فيما سجل شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري أكبر خسائر تتكبدها القوات الأميركية في أفغانستان منذ غزوها عام 2001، حيث قتل الثلاثاء أيضا ثمانية جنود أميركيين لترتفع خسائر واشنطن بأفغانستان إلى 53 قتيلا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري