قال الكاتب والمفكر المصري محمد حسنين هيكل إن تقرير القاضي الدولي ريتشارد غولدستون بشأن الحرب الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة يشكل ورطة لإسرائيل.
وأضاف- أن إسرائيل "ارتكبت جرائم لا حدود لها في غزة"، وهو ما "أيقظ ضمائر عدة جهات في العالم بما فيها جهات يهودية".
وأشار إلى أن يهودا كثيرين في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي "أصبحوا يرون أن إسرائيل تسيء إلى الروح اليهودية" فعبروا عن استيائهم من تصرفاتها.
تقرير غولدستون اتهم إسرائيل بجرائم حرب أثناء عدوانها الأخير على قطاع غزة (الأوروبية)تقرير غير عادواعتبر هيكل أن إسرائيل أدركت حجم تورطها في العدوان على غزة فطلبت من العرب أن يضغطوا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليحضر اللقاء الثلاثي الذي عقده الرئيس الأميركي باراك أوباما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك يوم 22 سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال إن عباس لم يكن يريد الذهاب إلى ذلك اللقاء "لكنه قيل له اذهب من لدن من يملك أن يقول ذلك فذهب، وقيل له أيضا أن يسحب تقرير غولدستون" من التداول في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة "فسحبه".
ورأى أن هذا التقرير "غير عاد وجاء في ظرف غير عاد أيضا لأن أفعال إسرائيل استفزت العالم، وخاصة اليهود"، وأصبح العالم كله معبأ ضدها، وبدأت برأيه تفقد تعاطف الغرب معها.
وأضاف هيكل أن الذين يرون أن تقرير غولدستون ساوى بين الضحية والجلاد وأنه أدان أيضا حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "مخطئون ويبحثون عن الذرائع لتبرير العجز وعدم القدرة على مواجهة الحقيقة".
وقال إنه في الوقت الذي يتكلم فيه التقرير عن ارتكاب إسرائيل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ويشير إلى أفعال قد ترقى إلى جريمة إبادة الجنس البشري، فإنه لم يدن حماس، بل إنه برأها من تهمة استخدام المدنيين دروعا بشرية، ومن تهمة إطلاق صواريخ من أماكن فيها مدنيون.
خيبة أملواعتبر أن غولدستون وأعضاء لجنته "أحسوا بخيبة أمل لأنهم رأوا أنفسهم بذلوا جهودا، وعرضوا أنفسهم لخطر الموت في سبيل مبدأ، ثم جاء في الأخير أصحاب القضية وتنازلوا عن حقهم وطلبوا تأجيل البث في التقرير الذي أعدته اللجنة".
ويرى هيكل أن هناك ما سماه "نفاذا إسرائيليا كبيرا" في السياسة العربية "إلى حد أن دولا عربية توسطت لها إسرائيل لدى الولايات المتحدة لترفع عنها غضبها"، مضيفا أن إسرائيل وهي ترى الضعف العربي "استطاعت أن تتصرف في المنطقة على هواها دون رادع".
وأشار إلى أن السبب في هذا الضعف هو أن العرب تصوروا "أن إسرائيل تقدر وتملك" أن تفعل من أجلهم أو ضدهم أشياء كثيرة، في حين أنها "في الواقع لا تقدر ولا تملك".
وأكد أن معضلات الواقع العربي سببها غياب "الدولة الرائدة فيه" بعد أن تراجع دور مصر في هذا الشأن مصر، وأنه "عندما خرجت مصر من الصراع العربي الفلسطيني ومن دورها الرائد خرج معها نصف العالم العربي".
هيكل قال إن القاضي غولدستون ولجنته أحسوا بخيبة أمل (الأوروبية)نووي إيرانوقال إن "من الغلطات الكبرى التي حصلت أننا تصورنا أنه إذا اتخذت مصر موقفا فعلى باقي العرب أن يتبعوها، وهذا كان سيكون صحيحا لو أن مصر مازالت تقوم بدورها في الصراع العربي وتقود حركة التحرر".
وأضاف "عندما يؤدي أحدهم دور ملك على خشبة مسرح فذلك مقبول منه، لكن إذا خرج من المسرح إلى الشارع بلباس الملك وأراد أن يمارس هذا الدور على أرض الواقع فإن الناس سيسخرون منه".
وفي شأن البرنامج النووي الإيراني، استغرب هيكل كيف يخشى العرب أن تمتلك طهران قنبلة نووية، ولا يخشون إسرائيل التي تملك فعلا من الترسانة النووي ما يفوق ما لدى الهند وباكستان معا، ويفوق أيضا ما لدى فرنسا وما لدى بريطانيا".
وقال إن الوضع الطبيعي هو أن يشجع العرب حصول إيران بل وحتى تركيا ومصر على السلاح النووي لكي يخلق ذلك توازنا مع السلاح النووي الإسرائيلي.
السبت، 17 أكتوبر 2009
هيكل: تقرير غولدستون ورط إسرائيل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري