الخميس، 15 أكتوبر 2009

هل سنرى انتفاضة شيوخ الفضائيات قريبا احتجاجا على منع النقاب؟

  • لو أن أحدا من شيوخ الفضائيات قرأ العنوان أعلاه ربما يتهمنى بالكفر أو الخروج من الملة أو على أقل اتهام بالفسق والعياذ بالله رغم أننى أول من طالب المنتقبات بالخروج فى وقفات احتجاجية واعتصامات وإضرابات ضد من يمنعهم من دخول الجامعة بالنقاب باعتباره حرية شخصية فضلا عن أنه فريضة شرعية حسب رأى بعض الفقهاء،وأيضا طالبت من طالبات المعاهد الأزهرية بوقفة احتجاجية ضد شيخ الأزهر ومطالبته بالاعتذار للفتاة التى سخر منها بسبب النقاب وأمام زملائها..إذن لماذا أشكر الدكتور هانى هلال على قراره..لأن الدكتور "هانى هلال" أصدر القرار وهو معتمد على أن مرتديات النقاب أغلبهن يخضعن للخط السلفى الذى يعتبر المظاهرات رجسا من عمل الشيطان ومن ثم لم يخطر بباله أنهن ربما يخرجن فى وقفات احتجاجية،وأيضا لم يفطن لنقطة صغيرة وهى أن الأمر متعلق بهن شخصيا وليس بموضوع سياسى مثل ما يحدث من حفر تحت الأقصى أو من تزوير فى الانتخابات فربما مثل تلك الأمور لا تهمهم،وإذا أرادت الجامعة أن تفض أى مظاهرة للمنتقبات فحذارى أن يتدخل فيها الأمن لأنه فى حالة مواجهة الأمن لهن فالكل سيصطف معهن بما فيهن بعض المتبرجات،لكن عليكم بشيخ فضائى بكلمة واحدة لن تجدوا منتقبة واحدة تقف فى وقفة احتجاجية أو تظاهرة سلمية،وكم كنت أتمنى من الدكتور هلال حتى يكمل جميله ويحرك المياه الراكدة أن يمنع الملتحين من دخول المدينة الجامعية وهنا سيجد نفسه أمام طوفان من الملتحين الذين لو صدرت لهم الأوامر من قياداتهم السلفية بمظاهرة فلن تستطيع قوات أمن الجمهورية كلها منعها،واستنتاجى هذا لأن أكثر من 85 % من الملتحين يتبعون خطا سلفيا يأتمر بأمر المرجعيات السلفية وينتهى بنهيهم،ومن هنا جاء شكرى العميق للدكتور "هلال" الذى بقراره الغير عادل حرك أجسادا مللنا من أن نحركها لقضية عامة وهن الآن علموا أن سكوتهم على القضايا العامة والمصيرية أو سكوتهن هو الذى شجع وزيرا على اتخاذ مثل هذا القرار،ومن يسألنى عن وجهة نظرى الشخصية فى النقاب أقول له وبكل طمأنينه:أنا لست مع النقاب بل لى رأى متشدد فى هذا الأمر أن على الدولة أن تفرض على كل زوج أرادت زوجته أن تنتقب بدفع غرامة 50 جنيها شهريا لحصر المنتقبات والأمر أيضا على أولياء الأمور، لكن دفاعى عنهن يأتى من باب الحرية الشخصية التى تسمح لفتاة تخرج إلى الشارع شبه عارية وتدخن السجائر وتتلفظ بألفاظ خادشة للحياء ولا يتعرض لها أحد،بل إذا ذهبت لقضاء مصلحة ربما يتم قضائها قبل زميلاتها المحتشمات،ولعل الجميع شاهد برنامج "الجريئة" وما قدمته الست "إيناس" حتى هؤلاء أنا لست ضدهن وليفعلوا ما شاءوا ليس لأنى أقبل بهذا الوضع،لكن لأن هناك ما هو أهم أن نتصدى له، ربما يسأل سائل: "ماهو الحل" الحل هو فى وضع زى محتشم موحد يليق بنا كدولة تحترم المنهج الدينى المعتدل سواء كان هذا الدين إسلاميا أو غير إسلامى ويلتزم به الجميع على الأقل داخل الحرم الجامعى ويكون هذا بقانون وليس من "افتكاسات" عميد الجامعة أو زير التعليم العالى أو التربية والتعليم أو حتى شيخ الأزهر.
    إن الذى يحدث الآن هو عبارة عن اجتهادات شخصية لا تمت للعقل أو الحنكة بصلة،بل كلها أراء شخصية ممتزجة بتصفية الحسابات من فريق ضد فريق آخر ..الذى جعل وزير التعليم العالى يتصرف هذا التصرف الغير مدروس هو شيخ الأزهر الذى أهان فتاة بسبب النقاب فإذا كان شيخ الأزهر وهو المنوط به الحفاظ على شعائر الدين - لو افترضنا أن النقاب من شعائر الدين حسب بعض الفتاوى التى سمحت بها الدولة - قد فعل هذا فهل يلام وزير التعليم العالى .
    لا أدرى إذا كانت الفضائيات الدينية سترفع حالة الطوارئ وتدافع عن النقاب وتنذر شيخ الأزهر ووزير التعليم العالى أنهم فى حالة عدم تراجعهم عن قراراتهم فانتظروا انتفاضة السلفيين . أقول وبكل ثقة أنهم لم يفعلوا ذلك،بل ربما يتم التراجع من بعضهم فى مسألة النقاب حتى لا يتطور الأمر وقد يصل إلى غلق تلك القنوات..واستمرار القنوات لديهم أهم من قضية النقاب بحجة الحفاظ على استمرارية الدعوة لأن الموضوع سيتحول من قضية شخصية إلى قضية سياسية وهم الذين أنذرونا بالويل والثبور إذا خرجنا فى المظاهرات واعتبروها بدعة وظنى بل ويقينى أننا لم نسمع لهم صوتا فى الأيام القادمة للدفاع عن النقاب وهم الذين كانوا يوجهون نداءات إلى الأخوات: "هيا يا أخت إلى النقاب" وآخر بصوته الجهورى: "إنتى مستنيه إيه إنتى لسه ملبستيش النقاب إنتى ضامنه الموت جايلك إمتى"وآخر يقول:"النقاب قبل الحساب" وأنا لست ضد هذا أبدا،لكن أنا ضد الذين يتخلّون عنهم بعد أن ورطوهم..نعم ورطوهم طالما أنه لم تصدر فتوى متفق عليها بفرضية النقاب أو عدم فرضيته فهى ورطة وطالما أن الدولة بنظامها تعمل بنظرية "سمك،لبن،تمرهندى" يبقى الأهم أن يتم الفصل ليكون السمك بمفرده بعيدا جدا عن اللبن ومن ثم فصل التمر الهندى حتى نستطيع تذوق كل على حالته الطبيعية . أعلم كالعادة أن هذا الموضوع سنسمع بسببه انتقادات لاذعة للأسف تصل إلى حد الشتم والسب لأن البعض يتهمنى بأنى دائما انتقد شيوخ الفضائيات ويعلم الله كم أنا أحبهم وأحترمهم،لكن الحق أحق أن يتبع والحق فوق الأشخاص مهما علا شأنهم والحق فوق القوة بكل معانى القوة،بل الحق كل الحق هو أن شيوخ الفضائيات وشيوخ الأزهر هم من يتحملون وزر قرار منع النقاب إن هم سكتوا على ذلك ويبقى كلامهم لا قيمة له وليس من الدين فى شئ ألا هل بلغت..اللهم فاشهد.
    ونوجه التحية لفضيلة الشيخ محمد حسان لرأيه على موضوع النقاب فى قناة الرحمة،لكنه لايكفى فى ظل تلك الهجمة الشرسة التى ليست ضد النقاب،لكنها ضد الإسلام..هيا فانهضوا بارك الله فيكم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري