- استقالة المستشار محمود الخضيرى هى كلمة حق فى وجه سلطان جائر
على مدى أكثر من ساعة وفى أجرأ حوار على قناة دريم 2 فى برنامج العاشرة مساءا للإعلامية المتميزة الأستاذة منى الشاذلى فجّر المستشار محمود الخضيرى نائب رئيس محكمة النقض مجموعة من التصريحات النارية شديدة اللهجة ضد أعلى سلطة تنفيذية فى وسياسية سيادية فى البلاد ، وجاءت تلك التصريحات عقب الاستقالة التى تقدم بها المستشار الخضيرى إلى السيد وزير العدل والتى كانت مقتضبة حسب ما أوردته صحيفة المصرى اليوم التى انفردت بنشر نص الاستقالة التى جاءت فى كلمات موجزة هكذا : « السيد وزير العدل.. تحية طيبة وبعد.. أتقدم لكم باستقالتى من عملى مع محكمة النقض اعتبارا من ١/١٠ / ٢٠٠٩ .. مع الشكر، القاضى محمود رضا عبدالعزيز الخضيرى، نائب رئيس محكمة النقض ». وإن كانت تلك الكلمات القليلة التى لا تزيد عن عشر كلمات فى موضوع الاستقالة ولا تزيد عن ثلاثين كلمة بالمقدمة والتحية والتوقيع ، لكنها ربما ستكون أهم كلمات هذا القرن إذ أنها جاءت من قاض خاض معارك وطنية لا يبغى من ورائها إلا الحق وصالح مصر والأمتين العربية والإسلامية ، إن استقالة هذا القاضى النزيه وما أكثرهم فى مصر والسنوات الخمس الماضية أظهرت لنا معادن القضاة الطبيعيين الذين لا يخشون فى الحق لومة لائم والذين على رأسهم هذا العملاق المستشار محمود رضا عبدالعزيز الخضيرى ، وليت الذين يحاولون التشكيك فى أسباب تقديم المستشار الخضيرى استقالته بحجة أنه كان سيخرج بعد 9 أشهر على المعاش ليتهم ينظرون فى أسباب استقالته ويقرأون تاريخه الناصع ، كنا دائما نطالب القضاة الذين لا تحترم أحكامهم أن يستقيلوا وهذا هو أحد قضاة مصر الشرفاء يستقيل بعد أن وصف أحكام الإفراج حينما لا تنفذ فهى بمثابة الصفعة التى توجه إلى القاضى . تحية إلى القاضى الخضيرى الذى يذكرنا بعصور مجد القضاة ويذكرنا بأمثال العز بن عبدالسلام ولكأنّى أرى القاضى الخضيرى وهو يضع نصب عينيه قول المصطفى صلى الله عليه وسلم " عن بريدة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: القضاة ثلاثة: اثنان في النار وواحد في الجنة، رجل عرف الحق فقضى به فهو في الجنة، ورجل عرف الحق فلم يقض به وجار في الحكم فهو في النار، ورجل لم يعرف الحق فقضى للناس على جهل فهو في النار رواه الأربعة وصححه الحاكم. ولعل المستشار الخضيرى خشى على نفسه من أن يكون من الإثنين اللذان سبقا الواحد الذى فى الجنة فأراد أن يكون هو هذا الواحد الذى فى الجنة وبالفعل هو رجل عرف الحق فقضى به ومن مقتضيات هذا الحق أن يعمل على تنفيذه فلمّا عجز الرجل على أن ينفذ الحق الذى قضى أبى أن يكون مشاركا فى الإثم فاستقال .. الله أكبر ، والله إن تلك رسالة ستثلج صدر أسير غزة مجدى حسين حينما يعلم أن هناك من القضاة من استقال احتجاجا على أوضاع النظام وتدخلها فى القضاء أحيانا ومن ضمن تلك التدخلات إحالة المدنيين إلى محاكم عسكرية إذن فلتعم يا مجدى حسين أنك لست وحدك فى الميدان فها هى مصر بدأت تخرج أحرارها وأشرافها لتقول للظلم لا وألف لا . إن استقالة هذا القاضى العادل تعدل عند الله الكثير ، ومن وصايا عمر بن الخطاب إلى أبى موسى الأشعرى : " وإذا حضر أمران : أحدهما لله ، والآخر للدنيا فأثر نصيبك من الله ، فإن الدنيا تنفد والآخرة تبقى " .
ولقد أثرت نصيبك من الله يا خضيرى فلا شك أنه قد عرض عليك أمر الدنيا والآخرة فقد وضعت الدنيا تحت حذائك ، ولن يضيعك الله فمثل تلك المواقف لا يفعلها إلا الرجال " من المؤمنين رجال " لك الله يا خضيرى وللمتربصين بك الخزى والعار .
وإن كان العدل قد خسر وطنيا حرا شريفا فحتما سيهئ الله بسبب هذا الموقف الشجاع آخرون يحلون محل هذا العملاق بل ويستمدون منه القوة والجرأة والشجاعة فى الحق ، وإن هذا الموقف سيجعل المواطن المصرى حينما يقف أمام قاضيه الطبيعى سيكون على يقين أنه أمام العدالة على عكس ما يدعيه البعض أن استقالة الخضيرى ستفقد المواطن الثقة بقضاة مصر أبدا والله إن هذا الموقف الرائع سيجعل الموطن يكون أكثر ثقة بقضاة مصر لأن تلك الاستقالة ليست وليدة الساعة وليست عاطفية بل نتيجة حوار بين النفس الأمارة بالسوء وبين النفس اللوامة فانتصرت إرادة النفس اللوامة التى دائما ما تكون البوصلة الحقيقة لمن يعتلى منبر العدالة ، بل إن تلك الاستقالة هى رسالة للنظام المصرى الذى يستخدم أساليب الترغيب تارة والترهيب تارات وتارات أو العكس وقد تفلح تلك الأساليب مع البعض ، لكن هناك من يعيشون تحت شعار " والله لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على أن أترك الحق والعدل ما تركته حتى أهلك دونه "
الخميس، 15 أكتوبر 2009
شاهدوا كلمة الحق من القاضى العادل المستشار محمود الخضيرى حفظه الله ورعاه ورضى الله عنك يا قاضى الجنة إن شاء الله .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري