السبت، 17 أكتوبر 2009

محكمة بريطانية تقضي بكشف معلومات استخباراتية أمريكية

  • قضت المحكمة العليا في بريطانيا الجمعة بنشر وثائق استخباراتية أمريكية سرية تتضمن تفاصيل تعذيب مقيم أثيوبي في بريطانيا أثناء احتجازه في سجن "غوانتانامو" العسكري، في خطوة قالت الخارجية البريطانية إنها قد تشكل خطراً على أمن البلاد.
    واتهم بنيام محمد، الذي اعتقل في باكستان في 2002، الحكومة البريطانية بالتواطؤ مع الولايات المتحدة في تعذيبه وانتزاع اعترافات مزيفة بقيامه بأنشطة إرهابية، أثناء فترة احتجازه بالمغرب.
    ونفت الحكومتان - البريطانية والأمريكية - تعذيب أي من المعتقلين، وبدأت شرطة "متروبوليتان" البريطانية في يوليو/تموز الفائت تحقيقاً جنائياً حول مزاعم محمد، الذي منح حق الإقامة الدائمة في بريطانيا.
    وكانت الحكومة قد منعت المحكمة من نشر فقرات من هذه الاتهامات بحجة المصلحة القومية، وتضمنت الوثيقة الرئيسية في هذه القضية ملخصا للاتهامات بإساءة المعاملة.
    وقالت المحكمة في حيثيات قرارها: "ليس هناك ما يكشف هوية أي عميل، أو معلومات استخباراتية سرية في الفقرات المنقحة يمكن اعتبارها كمعلومات استخباراتية."
    وأضافت: موازنة المصلحة العامة تقتضي الكشف عن هذه الفقرات حتى في حال تضاربها مع "مبادئ التحكم".. تفاهم يقضي بالحفاظ على سرية معلومات استخباراتية تزود بها دولة حكومة أخرى.
    ويذكر أن المحكمة العليا قد قضت في حكم سابق العام الماضي بحذف ملخص من 7 فقرات حول قضية تعذيب محمد، بطلب من وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند.
    ويجادل ميليباند بأن الإفصاح عن هذه الوثائق سيهدد الأمن القومي البريطاني لأنه قد يعيق فرص التعاون الاستخباراتي بين بريطانيا "وأي شريك دولي" في وقت قد تواجه فيه المملكة المتحدة تهديدات جدية من الإرهاب الدولي."
    وأضاف: "السؤال المحوري بشأن هذا الحكم ليس مزاعم إساءة المعاملة التي يدعيها بنيام محمد وليس محتويات التقارير الاستخباراتية.. بل مبادئ التحكم، دعامة التعاون الاستخباراتي."
    وردت المحكمة بأن هناك مصلحة عامة "طاغية" في الكشف عن هذه المعلومات، "ولا نعتقد بأن هناك خطر حقيقي تعيد بموجبه الولايات المتحدة النظر أو تقليص تعاونها الاستخباراتي مع المملكة المتحدة إذا كشفنا عن هذه الفقرات المنقحة."
    ونقل محمد إلى المغرب في يوليو/تموز 2002، بعد ثلاثة أشهر من اعتقاله في باكستان، وجرى تحويله إلى سجن عسكري في أفغانستان قبيل أن يستقر به المقام في "غوانتانامو" عام 2004.
    وأطلق سراحه في مطلع العام الحالي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري