الأربعاء، 7 أكتوبر 2009

مادوف لبنان" يثير شبهات بإنشاء "خلية لحزب الله" في الجزائر

  • تشتبه مصالح الأمن الجزائرية في وجود "خلية تجارية" تابعة لحزب الله يكون قد أنشأها رجل الأعمال اللبناني صلاح عزالدين (مادوف لبنان) في الجزائر في الفترة التي كان ينشط بها بصفته رجل أعمال.وقال مسؤول أمني جزائري يتابع ملف الخلية إن الأمن الجزائري "يأخذ على محمل الجد تصريحات صلاح عز الدين المقرب من حزب الله للسلطات اللبنانية عقب اعتقاله، بأنه خسر مبلغا قيمته 200 مليون دولار في نشاطات تجارية بالجزائر".

  • وأضاف "نتساءل عن كيفية إدخال هذا المبلغ وطرق التصرف فيه، ونرى ضرورة فتح تحقيق بنكي كبير لمعرفة حركة الأموال والحجم الحقيقي لهذه الأموال التي يتحدث عنها عز الدين".وأوضح أن محاولة عزالدين لفتح مدرسة لبنانية في الجزائر هي قرينة أخرى عن "نشاطاته المشبوهة" في الجزائر.وكان رجل الأعمال اللبناني صلاح عز الدين أعلن إفلاسه وهو مدين بمبلغ ملياري دولار لعدد من المودعين. وهو مبلغ تافه اذا قورن بمبلغ 65 مليار دولار الذي استولى عليه المحتال الامريكي برنارد مادوف لكن ما فاقمه هو صلته بحزب الله الذي يعتبره أنصاره غير قابل للفساد. ووجه القضاء اللبناني لائحة اتهام رسمية إلى رجل الأعمال شملت تهماً بالاختلاس والاحتيال وإصدار شيكات من دون رصيد ومخالفة قانون النقد والتسليف.

    وقال المسؤول الأمني الذي رفض الكشف عن اسمه، إن السلطات الجزائرية تدرس مجموعة قرائن "قد تقود إلى معلومات مهمة تفك لغز اختيار رجل الأعمال اللبناني الجزائر كبلد محوري في نشاطه التجاري، بين عدة بلدان منها الصين والبرازيل".وحسب المعلومات التي حصلت عليها "العربية.نت"، فإن صلاح عز الدين دخل الجزائر مرتين على الأقل أقام خلالها بفندق "الشيراتون" بالجزائر العاصمة، وهو ينشط أساسا في المجال التجاري ولا توجد قاعدة بيانات تخصه في النشاط الصناعي.وقال المسؤول الجزائري إن جهاز المخابرات تفاجئ للطريقة التي تغلغل بها "مادوف لبنان" في ميدان الأعمال بالجزائر، رغم الرقابة الشديدة التي اعتمدتها السلطات عقب ما عرف إعلاميا بـ"فضيحة القرن" المتعلقة بإفلاس رجل الأعمال الجزائري الهارب عبد المومن خليفة.ويحقق الأمن الجزائري حاليا في شبهات حول وجود خلية تنشط لصالح حزب الله من خلال النشاط التجاري، وتفيد المعلومات المتوفرة عن وجود مستوردين لبنانين ينشطان في مجال تصدير واستيراد الرخام من الصين، يحوزان على حساب بنكي في وكالة تابعة لبنك فرنسي بالحي الراقي في "حيدرة" بأعالي العاصمة الجزائر، كما تشتبه مصالح الأمن في إمكانية استثمار صلاح عز الدين لأموال في مجال الترقية العقارية لإنجاز مباني أو محال تجارية.

    طلب لفتح مدرسة لبنانية
    وبالنسبة للمحققين الجزائريين، فالمشكلة ليست في دخول صلاح عز الدين الجزائر كرجل أعمال والقيام باستثمارات كغيره من رجال الأعمال العرب والمسلمين والأجانب، وإنما في استغلال القاعدة التجارية للقيام بنشاطات مشبوهة لنشر المذهب الشيعي في الجزائر، والقرينة التي اعتمد عليها المحققون للبحث في هذه الشبهة هي في سعي صلاح عز الدين لفتح مدرسة لبنانية بالجزائر، خصوصا وأن صلاح عز الدين يمتلك دارا للنشر باسم "دار الهدى" التي تم إقفالها مؤخرا في لبنان، بحسب ما نشر في الصحف اللبنانية. ودأبت صحف الجزائر على نشر الأخبار المتعلقة بوجود نشاط شيعي في الجزائر مرتبط بالانتصارات السياسية لحزب الله في جنوب لبنان، وبشعار المقاومة التي ترفعه إيران بشأن القضية الفلسطينية. وكانت وزارة التربية الجزائرية نهاية عام 2006 قد أوقفت 11 مدرسا شيعيا في عدد من المدارس الحكومية عن التدريس بدعوى نشر الفكر الشيعي بين التلاميذ، في حادثة تعد الأولى من نوعها منذ بدء تداول الحديث عن "تشيع سري في البلاد" قبل سنوات قليلة. وعز الدين من مواليد عام 1962 من جنوب لبنان، وبدأ نجمه يلمع منذ اكثر من 20 سنة عندما أسس "حملة باب السلام للحج"، وهو يملك أيضاً دار "الهادي للنشر" التي أقفلت أخيراً بالشمع الأحمر ومحطة "الهادي" التلفزيونية للأطفال، كما أقام صفقات نفطية مع إيران ومع مصانع حديد في أوروبا الشرقية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري