الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009

جهود لاحتواء خلافات إخوان مصر

  • فتحت الخلافات بين قيادات الإخوان المسلمين في مصر الباب لتحرك شبابي من داخل الجماعة لتنظيم وقفة احتجاجية تندد بما وصلت إليه الأمور, وذلك لأول مرة بتاريخ الجماعة.
    وفي مواجهة ذلك, تبذل جهود وصفت بأنها "ماراثونية" لاحتواء الأزمة التي تفجرت بين صفوف قيادات الإخوان في أعقاب إجراء الجولة الأولى من انتخابات مكتب الإرشاد.
    وبينما تعتزم مجموعة من الشباب تنظيم وقفة احتجاجية أمام مكتب الإخوان بالقاهرة لإعلان رفضهم التنازع القائم, أكد قيادي إخواني بارز أن المرشد العام سيعقد مؤتمرا صحفيا لإعلان الأسماء النهائية للفائزين بانتخابات مكتب الإرشاد، وقد يعلن معها اسم المرشد العام الجديد.
    وقالت المصادر إن محاولات تجري لتهدئة غضب قيادات الجماعة المعترضة على تعجيل موعد الانتخابات وإقناعهم بقبولها بشكل مبدئي على أن تجري مراجعة داخلية سرية على نتائجها وآليات إجرائها عقب إعلان اسم المرشد الجديد, حتى لا تستغل تصريحات أدلت بها بعض القيادات المعترضة للتشكيك في نزاهة الانتخابات ومن ثم التشكيك في شرعية المرشد والمكتب القادمين.
    وقد أقر عضو مجلس شورى الجماعة جمال حشمت بحدوث تعجيل في تحديد موعد الانتخابات، لكنه أكد أنها جرت وفق القواعد المنصوص عليها في اللائحة الداخلية للجماعة.
    وقال حشمت"كنا بحاجة إلى إجراء حوار داخلي قبل انطلاق الانتخابات بعد أن بدا واضحا أن هناك خلافات بين بعض القيادات، وجاء قرار التعجيل بالانتخابات ليفاقم المشكلات بدلا من حسمها".
    كما استبعد أن يعلن عبد المنعم أبو الفتوح أو محمد حبيب أو أي من القيادات التي خسرت في انتخابات مكتب الإرشاد طعنها في نزاهة الانتخابات أو الانقلاب علي الجماعة، مؤكدا أن الجميع سيلتزم بالرأي الذي سيقره مجلس الشورى سواء فيما يتعلق بانتخاب المرشد أو أعضاء مكتب الإرشاد.
    وكانت الانتخابات قد أجريت لانتخاب أعضاء مكتب الإرشاد بمعرفة أعضاء مجلس شورى الجماعة البالغ عددهم 109 أعضاء، حيث يلزم للفوز حصول المرشح على تأييد ما نسبته 50% +1 من أعضاء مجلس الشورى.
  • ووفق النتائج غير المعلنة، فقد حسمت غالبية المقاعد ولم يبق سوى مقعدين يجري التنافس عليهما بانتخابات للإعادة تجرى لاحقا، في وقت حدد أعضاء المجلس خمسة أسماء ينتخب من بينهم المرشد العام الجديد.
    شباب الإخوان
  • وقال عبد المنعم محمود أحد أبرز قيادات شباب الإخوان المنسحبة من الجماعة إن الخلاف أصبح واضحا بين الأمين العام محمود عزت والنائب الأول للمرشد محمد حبيب "بعد أن أعلن عزت بشكل مفاجئ أن انتخابات المكتب ستجري بالتزامن مع انتخابات المرشد العام، وقيامه بتوزيع أوراق الاقتراع على أعضاء مجلس شورى الجماعة، وهو ما فهم على أنه محاولة لإقصاء محمد حبيب عن منصب المرشد العام وقيادة الجماعة في هذه المرحلة المهمة".
    وتحدث محمود عن محاولة تيار داخل الجماعة للسيطرة على القيادة عبر حملة "مهد لها إعلاميا بتوجيه اتهامات وانتقادات لأبرز مرشحين لخلافة المرشد وهما محمد حبيب وعبد المنعم أبو الفتوح".
    وفي هذا السياق, اتهم حبيب بالكذب فيما يتعلق بإعلانه تولي مهام المرشد، بينما اتهم أبو الفتوح بالترويج لأفكار "صهيونية وأميركية بعد حديثة عن قبول تولي المرأة أو القبطي رئاسة الدولة".
    ويرى محمود أن تلك الحملة سبب رئيس وراء فشل القياديين البارزين في حسم مقعديهما بمكتب الإرشاد بالجولة الأولي، مشيرا إلى تنامي حالة من الغضب بين صفوف الشباب تجاه جميع القيادات بسبب تنازعهم على المناصب.
    وشدد على أن "التخبط الحالي" لن يمكن الجماعة من اختيار مرشحين مناسبين لخوض الانتخابات المقبلة. ونفي إمكانية اعتزال كل من عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد حبيب من الجماعة, قائلا إن كليهما "ليس له تاريخ إلا داخل الجماعة وليس لديه أنصار بعدد كاف لإنشاء حركات جديدة".
    كما رأى أن القواعد الجماهيرية للجماعة التي وصفها بالمغيبة والمنقادة ستغتال أي منشق عن الجماعة معنويا وإعلاميا, على حد تعبيره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري