الاثنين، 28 ديسمبر 2009

عذاب الآخرة يثير خلافا بليبيا

  • القطعاني أكد أنه لا ينكر أسماء الله الحسنى
  • أثار نشر مقطع فيديو على الإنترنت مؤخرا ينفي فيه الداعية الإسلامي الليبي أحمد القطعاني عذاب يوم القيامة لعصاة المسلمين وغيرهم من الكافرين خلافا بين فقهاء الدين وأساتذة الشريعة.
    وظهر القطعاني في الشريط يقول لتلاميذه إن كل ما جاء من تهديد ومن وعيد هو من باب الشفقة والنصح من الله لهؤلاء الخلق، أما الحقيقة فهي غير ذلك، مؤكدا أن الله لن يؤذي أحدا، وأنه رحيم بعباده.
    أنصارالظلام
  • ودافع القطعاني في أول ظهور إعلامي له بعد عاصفة التنديد والتعليقات عن أفكاره متهما من أسماهم "أنصار الظلام" بأنهم وراء هذه المكائد.
    وأوضح أن ما نشر على الإنترنت جزء يسير من درس طويل ألقاه منذ أكثر من عامين بمناسبة العيد مضيفا أن الأمر أشبه بمن اقتطف قوله تعالى "فويل للمصلين".
    وحذر المسلمين من الذين يكيدون للإسلام بنسج الدسائس ونشر الفتن والأكاذيب مؤكدا أنه لا ينكر أسماء الله الحسنى ولا عذاب النار محيلا في هذا الإطار إلى كتابه "تسهيل المرام"، لكنه ينكر ترويج ثقافة النظر إلى الله تعالى بعين الرعب والإرهاب وتصويره سبحانه كأنه "أوجدنا ليبطش بنا ويحرقنا بالنيران".
    وأضاف "لو أن حاكما متمكنا أصدر قرارا بإعدام مرتكب جناية كبيرة قبض عليه متلبسا بالجرم المشهود وثبتت عليه التهمة بكل الوسائل واقتيد لتنفيذ الحكم وعندما وضعوا حبل المشنقة حول عنقه أصدر الحاكم عفوا عنه".وتساءل "أترانا نمدح تصرف هذا الحاكم أم نذمه؟ أترانا سنعيره بأنه عفا عنه أم ترانا نزداد إعظاما وإكبارا له وحبا".
    وسرد القطعاني العديد من الأدلة الشرعية على منهجه من القرآن الكريم وصحيح أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم مشيرا إلى قوله تعالى "ورحمتي وسعت كل شيء" وما جاء في الصحيحين "ما من عبد يشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار".
    وفي رده على تساؤلات عن يقال عن كون تصريحاته توجد غطاءً شرعيا لتصرفات شخصيات بارزة في الدولة متورطة في عمليات القتل والتعذيب والفساد والانتهاكات على مدار العقود الأربعة الماضية قال "ليس القطعاني الذي يفعل ذلك".
    عدالة إلهية
    ومن جهته يؤكد مدير إدارة المساجد في الهئية العامة للأوقاف الهادي الصريط أن العدالة الإلهية هي التي تقضي بأن يجزى المؤمنون المحسنون جزاء إيمانهم والعكس، مضيفا أن الله تعالى أكد هذا الأمر في القرآن الكريم.
    وتحدث الصريط عن آيات عديدة تتحدث عن العذاب الذي سوف يلاقيه الكافرون والمنافقون متوقعا أن القطعاني ربما يقصد أن رحمة الله تشمل المؤمنين الذين عصوا ثم تابوا وكذلك أن الله غفور لعباده.وهذا لا ينفي -حسب الصريط - وجود العذاب والرحمة الواسعة مشددا أن الإيمان بيوم القيامة والجنة والنار واجب.
    وفي المقابل قال رئيس قسم الشريعة الإسلامية في جامعة قاريونس سابقا شعبان العبيدي إن تلك التصريحات - إن صدرت عن القطعاني- تحتاج إلى حوار طويل مشيرا إلى أن القرآن نقل لنا حوارات بين أهل النار وأهل الجنة في أكثر من آية، وأنها مسألة لا تقبل الجدل.
    وحذر العبيدي من أن مثل هذه التصريحات تشكل خطرا على سلوك الأفراد، وتشجع على الفساد مرجحا أنها تدغدغ عواطف بعض الأفراد.
    ومن جانبه يعتبر الواعظ الديني عبد الله بوزقية طرح القطعاني "سذاجة" مشيرا إلى أنه لم يأت بدليل قاطع يعزز هذه الأقوال.
    وأكد أن إنكار العذاب يوم القيامة مذهب معروف للملحدين والمشركين على حد قوله.
    ويلتمس بوزقية العذر للداعية بأنه ربما أراد بيان أقوال علماء التوحيد في تفسير "فعال لما يريد" وأنه يجوز عقلا أن يثيب الله العاصي، ويعذب الطائع "لا يسأل عما يفعلون" موضحا إجماع العلماء على أن الله تعالى وعد الطائعين الجنة والعاصين النار، وأنه توعد الكافرين بالخلود في النار.
    وتعوذ في ختام تعليقه من شطحات أدعياء التصوف مؤكدا أن عذاب النار حقيقة جاء بها النبي عليه الصلاة والسلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري