الجمعة، 18 ديسمبر 2009

الوكالة تعلم تعرض أنصار حماس للتعذيب***السي آي أيه تشرف على أمن الضفة

  • تشييع جثمان ماجد البرغوثي إمام مسجد قرية كوبر قرب رام اللهكشفت صحيفة ذي غارديان البريطانية عن أن ضباط استخبارات فلسطينيين يقومون بالتنسيق عن قرب مع نظرائهم من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) بشأن اعتقال عناصر من أنصار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية والتحقيق معهم وتعذيبهم.
    وأوضحت الصحيفة أن تقارير عدد من جماعات حقوق الإنسان رصدت ممارسات تعذيب للسجناء من أنصار حماس، بعد أقل من عام على تصديق الرئيس الأميركي باراك أوباما على قرار تنفيذي يحظر ممارسة التعذيب أثناء التحقيق مع المعتقلين.
    ونسبت ذي غارديان إلى دبلوماسيين غربيين ومسؤولين آخرين في المنطقة قولهم إن وكالة "سي آي أي" تقوم بالإشراف على عمل جهازي الأمن الوقائي والاستخبارات الفلسطينيين التابعين للسلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس.
    ومضت إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تعتبر الأجهزة الأمنية الفلسطينية بمثابة أجهزة تابعة لها، وأنها تعتبرها ذراعها الطويلة المتقدمة في الحرب على "الإرهاب".
  • تنسيق مشترك
  • وبينما تنكر السلطة الفلسطينية والاستخبارات المركزية الأميركية أي سيطرة للوكالة على عمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، تعترفان بوجود تنسيق مشترك بينهما في الضفة الغربية.
    وأشارت ذي غارديان إلى أن من بين جماعات حقوق الإنسان التي رصدت تقاريرها حالات تعذيب أو اشتكت من إساءة الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية للمعتقلين دون محاكمة من أنصار حماس، منظمة العفو الدولية (أمنستي) و"هيومن رايتس ووتش" وجماعة "الحق" الفلسطينية بغزة والضفة وجماعة "بتسليم" الإسرائيلية وغيرها من جماعات حقوق الإنسان في العالم.
    وأضافت الصحيفة أنه حتى هيئة حقوق الإنسان التابعة للسلطة الفلسطينية كانت قد عبرت عن "قلقها العميق" بشأن إساءة معاملة المعتقلين في الضفة الغربية.
    ومن بين أبرز شكاوى جماعات حقوق الإنسان تلك المتعلقة بتعرض المعتقلين للضرب القاسي المبرح وتعذيبهم عن طريق "الشبح" أو ربطهم أو تعليقهم أو إجلاسهم بأوضاع متعبة ومؤلمة لفترات طويلة وهم مقيدون أو حرمانهم من النوم أو حشر أعداد كبيرة منهم في زنازين ضيقة بهدف منعهم من نيل الراحة.
    ومضت ذي غارديان إلى أنه عوض تقديم المعتقلين إلى محاكم مدنية، فإنه يتم عرضهم على محاكم عسكرية بعد مرور ما لا يقل عن ستة أشهر على اعتقالهم في معظم الحالات.
  • وفاة سجناء
  • وفي حين تعترف السلطة الفلسطينية بأنها تحتفظ في سجونها بما يقرب من 400 أو 500 من المعتقلين من أنصار حماس، أشارت الصحيفة إلى أن التعذيب القاسي أدى إلى وفاة ثلاثة من السجناء من أنصار حماس السنة الماضية، مشيرة إلى أن آخرهم كان الممرض هيثم عمرو (33 عاما) من سكان الخليل الذي فارق الحياة بعد أربعة أيام من اعتقاله على يد الاستخبارات الفلسطينية بالضفة الغربية.
    وكشفت التقارير عن أن الكدمات الكثيرة البارزة على كليته تدل على أنه تعرض للضرب القاسي حتى الموت في يونيو/ حزيران الماضي، بالإضافة إلى آثار التعذيب التي حملها جسد السجين ماجد البرغوثي (42 عاما) والذي كان يعمل إمام مسجد بقرية كوبر القريبة من رام الله والذي قضى بين أيدي الاستخبارات الفلسطينية التابعة لحركة فتح في الضفة الغربية.
    وقال مدير منظمة "الحق" الفلسطينية المدافعة عن حقوق الإنسان شعوان جبارين إنه إن لم تكن الاستخبارات الأميركية متورطة في تعذيب الفلسطينيين بشكل مباشر، فإنه بمقدورها الضغط على الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية لإيقاف تلك الممارسات.
    وفي حين اعترف وزير الداخلية الفلسطيني سعيد أبو علي بتعرض المعتقلين للتعذيب ومفارقة بعضهم الحياة، قال إن تلك الممارسات ليست سياسة ممنهجة تتبعها السلطة، وإنه تم اتخاذ خطوات لمنعها وإيقافها.
    وبينما أنكر أبو علي أي دور إشرافي للأميركيين على الأجهزة الأمنية الفلسطينية، قال إن تعاونا وثيقا يجري بين تلك الأجهزة ونظيراتها في الولايات المتحدة، وإن الأميركيين يقدمون العون والمساعدة للأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية.

    وأشارت ذي غارديان إلى أن كثيرا من الفلسطينيين يلقون باللائمة على الجنرال الأميركي كيث دايتون الذي يقوم بالإشراف على تدريب الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالضفة الغربية والتنسيق مع نظيراتها الإسرائيلية بشأن تعذيب المعتقلين من أنصار حماس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري