- مكتبة الإسكندرية بعد 85 عاما من تأليف كتاب الإسلام وأصول الحكم الذي أحدث أزمة في منتصف العشرينيات من القرن الماضي، تجدد الجدل أثناء ندوة بمكتبة الإسكندرية في مصر بشأن نسبة الكتاب للشيخ علي عبد الرازق بمفرده.
ففي حين استقر كثير من الباحثين على أن عبد الرازق (1887-1966) تمسك بما أثبته في الكتاب وهو أن الخلافة ليست من أصول الدين ولكنها قضية دنيوية سياسية لم يرد فيها نص قطعي، قال الكاتب المصري محمد عمارة في ندوة "في الفكر النهضوي الإسلامي" بمكتبة الإسكندرية إن الكتاب شركة بين الدكتور طه حسين (1889-1973) وعلي عبد الرازق.
وأضاف عمارة في جلسة عقدت مساء الأربعاء أن هناك عدة قرائن على استنتاجه منها قول طه حسين إنه قرأ مسودة الكتاب ثلاث مرات وأضاف إليه وحذف منه وهذا في رأيي كاف، حسب عمارة، لإثبات أن عبد الرازق "ليس وحده مؤلف الكتاب" الذي أدى إلى فصله من عمله عام 1925 وخروجه من "زمرة العلماء" بعد محكمة تأديبية عقدها له الأزهر.
لكن الباحث المصري عمار علي حسن الذي قدم ورقة بحثية في الندوة عن الكتاب شدد على أنه "من الصعب -إن لم يكن من المستحيل- أن يكون طه حسين هو المؤلف الحقيقي للكتاب" لأسباب منها أن "الأسلوب أو بنية الجملة في الكتاب تختلف تماما عن أسلوب طه حسين الذي كان يحمل سمات شفاهية ظاهرة نظرا لأنه كان يملي كتبه ولا يخطها".
وأضاف "هذه مسألة لا نعثر عليها إطلاقا في طريقة وأسلوب علي عبد الرازق الذي نألفه في كتبه وأبحاثه الأخرى".
وقال عمار إن طه حسين الذي كان معروفا بالشجاعة والاعتداد بالرأي لم يكن بحاجة إلى التخفي وراء أحد ليطلق أفكاره في حين كان عبد الرازق مكتمل القيمة والقامة الفكرية معتدا برأيه ولم يكن يقبل أن يكتب له أحد أو ينتحل ما أنتجه غيره من معرفة وأفكار.
واعتبر أن الأمر نفسه حدث مع قاسم أمين حين نُسب كتابه "تحرير المرأة" للإمام محمد عبده، ومع طه حسين أيضا حين قدح أعداؤه في كتابه "في الشعر الجاهلي" وقالوا إنه من وضع أستاذه المستشرق البريطاني ديفد صمويل مرجليوث.
وتختتم مساء اليوم الخميس ندوة "في الفكر النهضوي الإسلامي" التي يشارك فيها باحثون من دول عربية وإسلامية وهي جزء من مشروع لمكتبة الإسكندرية يهدف إلى إعادة نشر مختارات من التراث الإسلامي في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين (التاسع عشر والعشرين الميلاديين) من خلال تقديم مختارات من هذا التراث.
كما يهدف المشروع للتعريف بأبرز كتابات التجديد والنهضة ومؤلفيها ومنهم التونسيان محمد الطاهر بن عاشور والطاهر الحداد والمغربي علال الفاسي والسوري عبد الرحمن الكواكبي ومن المصريين رفاعة الطهطاوي ومصطفى عبد الرازق وعلي عبد الرازق.
المصدر:
رويترز
الجمعة، 25 ديسمبر 2009
في ندوة بمكتبة الإسكندرية***"الإسلام وأصول الحكم" يعيد الجدل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري