- تثير الذكرى الأولى لتولي السفير الأميركي جين كرتز مسؤوليته في العاصمة الليبية طرابلس في 27 ديسمبر/ كانون الأول تساؤلا حول طبيعة الدور الأميركي الأمني والسياسي في الجماهيرية.
ويعزز ذلك أن التطبيع الدبلوماسي بين البلدين جاء بعد عقود من العداء المتبادل على مدى 36 عاما.
وأكد عبد الحميد النعمي مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في أكاديمية الدراسات العليا سابقا الحضور الأميركي على الأصعدة السياسة والاقتصادية خصوصا النفط في ليبيا.
وقال إنه في إحدى المراحل طرحت تساؤلات حول ما إذا كانت ليبيا تحولت إلى يد أميركا الطولى في المنطقة بعد تسوية ملف الأبحاث النووية، ملاحظا أن واشنطن بدأت تخفض من سقف توقعاتها مع طرابلس بعد تمسك الأخيرة بثوابتها العربية والإسلامية على حد قوله.
وذكر في هذا الإطار بتعارض مواقف ليبيا العربية والقومية والأفريقية في كثير من الأحيان مع المواقف الأميركية.
واتفق النعمي مع عدة آراء تشير إلى أن الولايات المتحدة تعول على الدور الليبي في مكافحة تنظيم القاعدة وما يسمى بالإرهاب ومواجهة حركات التمرد الأفريقية.
وأوضح أن هذا الدور يساهم في تحسين صورتها في الخارج ويساهم في عملية اندماجها داخل المجتمع الدولي.
حمولة إمبريالية
وعلى العكس من ذلك شدد الكاتب والمحلل السياسي جابر العبيدي على أن تطبيع علاقات ليبيا مع الولايات المتحدة الأميركية لابد أن تلازمه "الحمولة الإمبريالية" الأميركية.
وقال إن وجود السفير الأميركي في طرابلس - الألباني الأصل والنائب لرئيس البعثة الدبلوماسية في السفارة الأميركية في تل أبيب سابقا- يعني "دخول المكون الأميركي لحركية السياسة والاقتصاد والحياة الليبية".
ومن جانبه اعتبر الصحفي أبو العلاء الزوي أنه لا توجد رؤية واضحة في العلاقات بين البلدين رغم عودة علاقاتهما الدبلوماسية.
وأكد استمرار سياسة الهيمنة الأميركية، وسياستها العدائية، وتحالفها مع إسرائيل، ولم يستبعد أن لديها أجندة خاصة استخبارية وأمنية "لا تتأثر ليبيا بها".
وحاولت الجزيرة نت الحصول على تعليقات السفارة الأميركية في طرابلس، وأمين شؤون أميركا في الخارجية عبد العاطي العبيدي دون جدوى.
دور ليبي
وفي المقابل أكد الوزير المفوض في الخارجية الليبية عبد السلام الرقيعي أن الولايات المتحدة انتبهت منذ عهد الرئيس السابق جورج بوش لدور ليبيا في المنطقة العربية والأفريقية.
وأوضح أن أميركا على اطلاع بمخزون النفط والغاز والطاقة المتجددة في ليبيا، إلى جانب أهمية موقعها الإستراتيجي من الناحية العسكرية.
وأضاف أن تحول ليبيا في سياستها نحو نهج حل المشاكل الإقليمية العالقة خصوصا بمنطقة الصحراء الكبرى التي قد يهدد تنظيم القاعدة المصالح الغربية فيها، أضفى عليها أهمية كبرى من وجهة النظر الأميركية.
وفي المقابل نفى الرقيعي أن يكون للولايات المتحدة دور في رسم سياسة ليبيا الداخلية مؤكدا أن مطالبة أميركا بالديمقراطية النيابية وحقوق الإنسان بالمفهوم الغربي في ليبيا "خط أحمر".
واستبعد أن تكون الجماهيرية يد أميركية مؤكدا أن الولايات المتحدة تبحث عن الطاقة فقط، وأن ما تقوم به بلاده من حل للنزاعات الإقليمية والدولية يخدم أمنها القومي مضيفا أن طرابلس كانت ترفض باستمرار وجود قوات أميركية على الأرض الأفريقية.
الجمعة، 25 ديسمبر 2009
تساؤلات عن الدور الأميركي بليبيا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري