- شباب من الطائفة اليهودية في اليمن تعرضت الحكومة اليمنية لانتقادات حادة من قبل أوساط سياسية وبرلمانية بشأن ترحيل 60 شخصا من الطائفة اليهودية إلى الولايات المتحدة تمهيدا لنقلهم إلى إسرائيل.
إذ وصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور محمد الظاهري عملية ترحيل اليهود بـ"الصفقة المشبوهة", معتبرا أنها "أساءت لأصحاب الأرض الأصليين".
وأكد الظاهري أن "رحيل هؤلاء اليهود سيكون على حساب الفلسطينيين في إطار جهود الكيان الصهيوني لاستقطاب اليهود إلى إسرائيل".
ويرى أنه "ليس من حق الحكومة اليمنية أن تتخذ قرارا منفردا في مثل هذه المسألة الخطيرة". وأضاف "كان الأحرى بالحكومة أن تشرك بقية القوى السياسية في مثل هذا القرار".
وتمنى الظاهري أن يظل أتباع الديانة اليهودية في اليمن وتمنح لهم كافة حقوق المواطنة حتى يمكن الحفاظ على التعدد الثقافي والمذهبي.
من جهته حمل النائب البرلماني عبد العزيز جباري الحكومة اليمنية عدم توفير الحماية الكافية لأتباع الطائفة اليهودية، موضحا أنه التقى البعض منهم وأكدوا له عدم رغبتهم في مغادرة بلدهم الأم اليمن، ولكن عدم شعورهم بالأمان وتلقيهم تهديدات بالتصفية جعلهم يفضلون الرحيل
أطفال من الطائفة اليهودية اليمنية
- أما عضو البرلمان عبد الكريم جدبان فقد تقدم بسؤال إلى وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي يستفسر فيه عن العوائد الإيجابية التي ستجنيها اليمن من ترحيل هؤلاء اليهود.
ويعتقد المحلل السياسي محمد الغابري أن حرب صعدة القائمة والشعارات التي يرفعها الحوثيون بتمني "موت اليهود" والتهديدات المستمرة ساعدت على رحيل هؤلاء.
كان مصدر مسؤول بمصلحة الهجرة والجوازات والجنسية اليمنية قد قال الأسبوع الماضي إن الجمعية اليهودية لجمع شتات يهود العالم موّلت عملية انتقال 60 فردا من اليهود اليمنيين من صنعاء إلى أميركا بالتعاون مع السفارة الأميركية بصنعاء تمهيدا لنقلهم إلى إسرائيل فيما بعد.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن المجموعة الأولى المكونة من 17 شخصا غادرت صنعاء سرا ووصلت إلى نيويورك في الثامن من يوليو/تموز الماضي. - وأشارت الصحيفة إلى أن أول من تقدم بطلبات للسفر توجهوا إلى السفارة الأميركية في يناير/كانون الثاني الماضي, حيث أُجريت مقابلات لهم بأحد فنادق صنعاء مع مسؤولي السفارة الأميركية، وتفاديا للفت الانتباه ذهبت العائلات إلى الفندق في سيارات أجرة عند ساعات الفجر الأولى.
وتقدر مصادر رسمية عدد المتبقين من اليهود اليمنيين بـ250 فردا غالبيتهم يقيمون الآن في المدينة السكنية بصنعاء بتوجيهات رئاسية بعد أن طردهم الحوثيون من مديرية آل سالم بصعدة عام 2007.
لكن وكيل وزارة الخارجية اليمنية للشؤون العربية والآسيوية والأفريقية السفير علي العياشي نفى وجود أي صفقة مع واشنطن لترحيل أبناء الطائفة اليهودية.
وقال العياشي إن اليهود كغيرهم مواطنون يمنيون يتمتعون بكافة حقوق المواطنة وعليهم جميع الواجبات, مشيرا إلى أنه لا يوجد أي اعتراض من قبل الحكومة على سفرهم لأي وجهة كانت.
تجدر الإشارة إلى أن هذه العملية لم تكن الأولى من نوعها, حيث هرب يهود اليمن إلى فلسطين المحتلة طوال الفترة التي أعقبت عملية "البساط السحري" الممتدة بين عامي 1949 و1950 والتي نُقل بموجبها نحو 50 ألف يمني يهودي إلى إسرائيل بكلفة 245 مليون دولار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري