- قوات سعودية في معسكر قريب من الحدود مع اليمن استبعد محللون سياسيون أن تتمكن السعودية من إقامة منطقة عازلة على حدودها الجنوبية مع اليمن، وذلك في إطار سعيها لمنع المتمردين الحوثيين من التسلل إلى داخل أراضيها. واعتبر بعضهم أن ذلك سيثير حساسية الشعب اليمني المرتبط بقوة بالجارة الكبرى اجتماعيا واقتصاديا.
ورأى المحللون أن تصريحات المسؤولين السعوديين عن خططهم لدفع الحوثيين إلى داخل العمق اليمني عشرة كيلومترات سيكون مستحيلا في ظل وجود تضاريس جبلية وعرة على طول الحدود تعرقل تحرك القوات السعودية.وتوقع الباحث السياسي الدكتور سعيد عبد المؤمن عدم استطاعة السعودية في وقت قريب إقامة هذه المنطقة العازلة، كما توقع أن تتحول الحرب إلى عمليات استنزاف للجيش السعودي الذي قال إنه غير مدرب على العمل في مناطق جبلية وعرة مثل جبال صعدة التي يصعب دخولها بالمعدات والآليات، كما أن استخدام المشاة قد يكلفه خسائر كبيرة.أشار عبد المؤمن إلى أن الحوثيين يتمتعون بخبرة قتالية عالية، وربما استطاعوا تكوين قاعدة خلفية في المناطق السعودية التي تنتمي مذهبيا إلى الشيعة الإسماعيلية، وبالتالي يكون خلفهم قواعد تمكنهم من الالتفاف على الجيش السعودي وتكبيده خسائر كبيرة، وإظهاره بالعجز والضعف.سيناريو محتمل وذهب عبد المؤمن إلى التعبير عن خشيته من أن يكون هناك سيناريو لضرب الجيش السعودي عبر جره إلى حرب استنزاف مع الحوثيين.كما رأى أن الحوثيين بدورهم دخلوا في معركة غير مجدية لهم، خاصة مواجهة جيشي اليمن والسعودية، وقال إن استمرار الحرب يعني ضرب الحوثيين بلا هوادة، وربما تعمل صنعاء والرياض على القضاء عليهم نهائيا، والحكومة اليمنية لن تبالي باستمرار الإهمال التنموي لصعدة لفترة طويلة ما دام الحوثيون يرفعون السلاح في وجه الدولة ويسعون للسيطرة عليها.
توسع سعودي من جانبه قال رئيس التحرير السابق لصحيفة الشورى عبد الكريم الخيواني إن السعودية "دولة توسعية" وقد قضمت الكثير من أراضي اليمن، وهي تستغل الحرب مع الحوثيين أولا للتوسع داخل الأراضي اليمنية، وثانيا لإحداث تغيير ديمغرافي للسكان في المناطق اليمنية التي أصبحت سعودية بعد اتفاق جدة الحدودي عام 2000.وأشار الخيواني إلى أن السعودية كانت تريد إقامة سياج حديدي على طول الحدود، لكنها عدلت عن ذلك نتيجة الاحتجاجات الشعبية، ثم عادت مؤخرا لمحاولة إقامة سياج حديدي إلكتروني لمنع المتسللين اليمنيين الباحثين عن عمل يسد رمق العيش.ورأى أن السعودية تشعر أن أوضاع اليمن المفككة تتيح لها مد يدها إلى داخل اليمن دون أن تلقى أي احتجاج على انتهاكها السيادة اليمنية، وقد وجدت في الحرب مع الحوثيين فرصة القيام بمثل هذه الخطوة، لكنها لا تعي مدى حساسية الأمر عند الشعب اليمني.وقال الخيواني إن "السعودية ستحتاج إلى إعادة النظر في خططها ولكن بعد خسائر كبيرة ربما تجبرها على مراجعة حساباتها، خاصة أن الواقع الجغرافي يجب القبول به كما هو والتعايش معه، وليس من السهل تغيير الجغرافيا وإخضاعها لإرادة سياسية".وأضاف أن "الموقف الرسمي للسلطة اليمنية يبدو متماهيا ومتواطئا مع السعودية وضد الشعب اليمني والسيادة اليمنية"، وتأسف من موقف بلاده الذي بات "رهينة" الموقف السعودي وينسق مع المملكة في إدارة الحرب ضد الحوثيين.إجراء احترازي إلى ذلك قال رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور خالد محمد الفهد إن سعي السعودية لإقامة منطقة عازلة يعتبر تدخلا في السيادة الوطنية لليمن، ولكنه رأى أنه إجراء احترازي من قبل الرياض -وإن كان على حساب الأراضي اليمنية- من أجل توفير الأمن للسعودية.وأضاف الفهد أن السعودية عانت خلال العقدين الماضيين من بعض المشاكل التي يسببها المتسللون، ولعل أبرزها مسألة تهريب القات والسلاح، والهجرة غير الشرعية، إلى جانب تسلل عناصر القاعدة.ولفت إلى أن الحرب أثرت كثيرا على النفسية اليمنية وكان لها آثار كبيرة، فهناك قتلى بالمئات وجرحى بالآلاف ومشردون بعشرات الآلاف، وبالتالي فإن الأحداث الأخيرة ودخول السعودية في الحرب ضد المتمردين الحوثيين سيكون له أثر سلبي في المستقبل على الشعبين الجارين.
الخميس، 26 نوفمبر 2009
استبعاد الجدار السعودي مع اليمن
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري