الخميس، 12 نوفمبر 2009

إدانة قاتل الشربيني.. ترحيب وتحفظات


  • مروة الشربيني قتلت نتيجة حقد عنصري أعمى
    لقي الحكم الذي أصدرته محكمة دريسدن أمس بالسجن المؤبد لقاتل الصيدلانية المصرية مروة الشربيني ردود فعل متباينة في ألمانيا.
    واعتبر رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا نديم إلياس في تصريح للجزيرة نت أن الحكم على الجاني بالسجن المؤبد كأقصى عقوبة موجودة في القانون الألماني، عزز ثقة المسلمين في قضاء البلاد ومؤسسات الدولة الألمانية.
    وقال إلياس في داخل قاعة محكمة دريسدن إن تأكيد الحكم على دناءة دوافع الجريمة مثل تأكيدا ضمنيا على وجود الخوف المرضي من الإسلام في المجتمع الألماني، ورأى أن هذه الظاهرة تفرض على السياسيين الألمان التصدي لها بجدية والتعاون مع مسلمي البلاد في علاجها.
    وأشار إلى أن تجريم مظاهر الحياة الإسلامية في ألمانيا كحجاب المسلمات جعلها تبدو في نظر المتطرفين اليمينيين كقضية تحتاج إلى تغيير، مما يعني أنهم باتوا مستعدين لاستخدام السلاح.
    ودعا إلياس إلى إعادة النظر في المناهج الدراسية التي تقدم الإسلام بطريقة خاطئة، وحث وسائل الإعلام الألمانية على التعامل مع الإسلام والقضايا المتعلقة بالمسلمين بأسلوب أكثر موضوعية.
    كما رحب السفير المصري في برلين رمزي عز الدين الذي حضر جلسة النطق بالحكم، بقرار المحكمة معتبرا أن المتهم نال الجزاء الذي يستحقه، ونفى في تصريحات للصحفيين وجود تأثيرات لجريمة دريسدن على العلاقات بين القاهرة وبرلين.

    انتقادات من جانبه انتقد طارق الشربيني شقيق الصيدلانية المصرية الراحلة الحكم، معتبرا أنه يترك الباب مفتوحا للإفراج عن القاتل بعد انقضاء 15 عاما. وقال "إن جريمة بهذه البشاعة كان يفترض ألا يكون في الحكم فيها مجال للعفو عن قاتل سيشكل خروجه خطرا على المجتمع".
    ورأى الشربيني أن الحكم غير مرضٍ لأنه برأ ساحة الشرطي الذي أطلق الرصاص على زوج شقيقته عند وقوع الجريمة بدلا من أن يتصدي للجاني، وأشار إلى أن أسرته ستسعى للحصول على حق شقيقته الراحلة حتى لو اقتضى الأمر اللجوء إلى أعلى المحاكم الأوروبية والدولية.
    وانتقد الدكتور خالد أبو بكر محامي الادعاء بالحق المدني عن أسرة الشربيني عدم بت النيابة الألمانية حتى الآن في الطلب الذي قدمه إليها قبل 40 يوما بشأن مقاضاة المحكمة التي وقعت أمامها الجريمة بتهمة التقصير الأمني، والشرطي الذي أطلق الرصاص على علوي عكاز زوج مروة.

    تجرد من الرحمةوكانت محكمة قاتل الصيدلانية المصرية التي استغرقت ثلاثة أسابيع قد نطقت بالحكم في جلسة أمس الأربعاء التي حضرها الجاني أليكس فينز.
    وقالت رئيسة محكمة دريسدن القاضية بيرجيت فايجند إن القاتل تجرد من الرحمة، وإن كراهية الأجانب والمسلمين مثلت الموجه الرئيسي لحياته منذ عودته من روسيا عام 2003.
    ورفضت رئيسة المحكمة الاعتداد برسالة وجهها لها الادعاء العام الروسي قبل الحكم بيومين وأشار فيها إلى معاناة المتهم من مرض الشيزوفرانيا (انفصام الشخصية) أثناء وجوده في روسيا، واعتبرت أنها لم تقدم أدلة على علاج المتهم من أي أمراض نفسية.
    وقبل بداية الجلسة شارك عشرات المسلمين القادمين من مدن ألمانية مختلفة في مظاهرة احتجاجية جرت أمام مبنى المحكمة تنديدا بما وصفوه "بحملات التحريض الإعلامي ضد الإسلام".
    وشن منظم المظاهرة بير فوغل -وهو داعية ألماني مسلم- هجوما حادا على وسائل الإعلام الألمانية، معتبرا "أنها لم تترك اتهاما أو نقيصة دون إلصاقها بالمسلمين".
    وقال فوغل -وهو بطل ملاكمة سابق اعتنق الإسلام- إن استمرار ما أسماه "التحريض ضد الإسلام" يعني أن مروة الشربيني قد لا تكون آخر ضحية تقتل بسبب انتمائها الديني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري