الأحد، 22 نوفمبر 2009

حجاج الأقصى برحاب البيت الحرام

  • حجاج بيت المقدس استطاعوا اللقاء ببقية الفلسطينيين في المسجد الحرام تميزهم عن غيرهم بعلامات فسفورية يرتدونها مكتوب عليها حجاج بيت المقدس. وما إن تكمل قراءتك للجملة حتى يسير بك خيالك إلى تلك الأرض المباركة التي أسرى الله تعالى بنبيه محمد عليه السلام إليها من هذا المكان المسجد الحرام إنها علاقة بين مسجدين قررها خالق الكون.
    تراهم يقضون معظم أوقاتهم بالمسجد الحرام وكأنهم يستنشقون فيه نسائم المسجد الأقصى وعند حديثنا مع أحدهم بادرنا بأن الله تعالى هو من جمع المسجدين بسورة الإسراء وبدأها بقوله "سبحان الذي أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله".
    يبذلون كل جهد للوصول إلى المسجد الحرام والمسجد النبوي وكما قال حسام فتحي دقة فهم يدفعون كل غال ونفيس للوصول إلى أرض الحرمين، ومنهم من يحاول سنوات للحصول على الموافقة بالحج كما فعل الحاج أبو محمد الذي لم يصدق خبر قبوله ولم يطمئن قلبه حتى عبر الجسر إلى الأردن.
    وأكثر ما يؤثر في الاختيار العمر والوضع الصحي، وبسبب التشديد على المرضى وكبار السن هذا العام تمكن حسام دقة ذو الأربعين ربيعا من بلدة باقة الغربية وزوجته لينا والكثير من الشباب من الحصول على موافقة الحج.
    وقد بلغ حجاج الأقصى هذا العام قرابة 4500 حاج دفع كل واحد منهم قرابة ألفي دينار أردني لأداء مناسك العمرة والحج.
    الاستعداد والرحلة يبدأ الإعداد للرحلة باستقبال الزوار الذي يحملونهم أمانة الدعاء لهم بالفوز مثلهم بزيارة الحرمين، وبالسلام على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما يزورون قبره الشريف. كما يقوم بعض المشايخ بتعليم الحجاج في أيام معدودات أحكام الحج. ويزودون بمؤن مختلفة تشمل الزيت والزعتر وكعك العيد.
    ويستمر التنسيق بين السلطات الإسلامية المختصة بالقدس ووزارة الأوقاف الأردنية لاستقبال الحجاج الذين يبدؤون سفرهم إلى الأردن برا عبر الجسر ثم يقومون بتبديل وثائق السفر الإسرائيلية بأخرى أردنية ليضموا إلى حملات الحج الأردنية ليواصلوا رحلتهم تجاه البلد الحرام جوا أو برا بحسب الطريقة التي اختاروها مسبقا.
    مشاعر وأمنيات علاء شاب من سخنين من المثلث وهو إداري بالحملة دعا الله أن يصلى في شهر واحد بالمساجد الثلاثة ويقول بدأت قبل مجيئي بزيارة المسجد الأقصى ثم جئت للمسجد الحرام وبعد أسبوعين سأكون بإذن الله في المسجد النبوي.
    وبالنسبة للشيخ جواد مصاروة من مدينة الطيبة بالمثلث فإن الرحلة المعاكسة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام ولدت لديه إحساسا لا يوصف وسعادة لا يمكن التعبير عنها، وبالنسبة له فإن الشخص يستطيع تجربة الإحساس ولكن يعجز عن التعبير عنه وهو شعور غير مسبوق وقال أتمنى أن يتكرر هذا الشعور دائما.
    والأمان هو أكثر ما شعرت به لينا دقة عند وصولها إلى الحرم المكي وتدعو الله أن يرزق أهلها في الأقصى هذا الأمان.
    أما زوجها حسام قال "انشغلت بكل كياني في الدعاء للأقصى وأدعو كل شريف عربي ومسلم بالدعاء لله أن يحرر الأقصى" و"على المسلمين تعليم أبنائهم مكانة الأقصى ووجوب تحريره"
    البيت الحرام يجمعنا لأسباب عدة يصعب على الفلسطينيين اللقاء على أرضهم وكما يقول الحاج قصي من مدينة الطيبة بالمثلث إننا بمكة رأينا المسلمين من كل مكان وفي الأقصى حتى سكان الضفة والخليل محرومون من زيارة الأقصى وأهلنا وأصحابنا لا نستطيع التواصل معهم بسبب الاحتلال بل التقينا بالعديد منهم هنا في المسجد الحرام.
    واعتبر حسام أن الوجود بجوار المسجد الأقصى شرف لكل فلسطينيي 48،وعلاء يشعر عند كل زيارة له للحرمين بأن المسجد الأقصى مقيد وسجين والمسلمون محرومون من زيارته. والحاج قصي قال إننا نشعر بأمانة نقل رسالة الأقصى للمسلمين جميعا وهنا في الحرم نحاول توصيل هذه الرسالة.
    وأكد بأن إسرائيل ستمتنع عن أي محاولة للإضرار بالمسجد الأقصى إن هي
    تأكدت من حرص الدول الإسلامية على حماية المسجد الأقصى
    .
    الشيخ مصاروة قال "كلما تحدثت مع المسلمين في الحرم حول المسجد الأقصى أرى الدمع في أعينهم ويعبرون لي عن أمانيهم بزيارة المسجد الأقصى" واعتبر أن المسجد الأقصى مغيب حتى أن كثيرا من المسلمين لا يميز بين قبة الصخرة والمسجد الأقصى. لكنه بالنسبة لفلسطينيي 48 فإن المسجد الأقصى جزء من حياتهم لا يستطيعون الابتعاد عنه، والصبر على العنت واجب عليهم.
    وقال مصاروة يكفينا أن نشعر بأن الله من علينا بالصلاة في المسجد الأقصى رغم كل المعاناة، وأرجو الله أن أرى المسلمين من كل مكان يصلون بالمسجد الأقصى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري