- تحوَّلت مباراة مصر والجزائر إلى أزمة سياسية شعبية بامتياز، بعد أن دخلت قوى وأحزاب سياسية مصرية إلى ساحة الهجوم على الجزائر، مطالبة بـالقصاص من الجزائريين الذين اعتدوا على الجماهير المصرية التي وقفت لمؤازرة منتخب بلادها خلال مباراته الفاصلة في تصفيات كأس العالم، في الخرطوم الأربعاء الماضي، وبينما واصلت وسائل الإعلام المصرية الرسمية والخاصة بث ساعات مطولة لبرامج الهجوم الحاد على الجزائر، لتعرض سلطات الكيان الصهيوني الوساطة بين البلدين.
تفادى الرئيس المصري حسني مبارك خلال إلقائه خطاب افتتاح الدورة البرلمانية أمس ضغوط النواب، وفي مقدمتهم نواب الأغلبية الذين كانوا سافروا إلى السودان لتشجيع المنتخب، باتخاذ موقف عنيف ضد الجزائر.
واكتفى مبارك في خطابه بالإشارة إلى أن حماية المصريين في الخارج مسؤولية الدولة، وكرامة المصريين من كرامة مصر التي لن تقبل أي مساس بكرامتهم أو التطاول عليهم.
وقال الرئيس المصري موجهًا حديثه إلى النواب من خارج النص المكتوب: انتم عايزني أنفعل بسرعة، أنا معكم في انفعالكم، لكن الانفعال لا بد أن يكون في حدود.
في غضون ذلك، قرر النائب العام المصري الإفراج عن 45 متهمًا في أحداث الشغب التي وقعت أمام سفارة الجزائر في القاهرة أمس الأول، في محاولة لاحتواء مشاعر الغضب.
ووصف علاء مبارك، نجل الرئيس المصري، المشجعين الجزائريين بـالمرتزقة، وهاجم رئيس اتحاد الكرة الجزائري محمد روراوة بشدة، واتهمه بأنه محرك الأزمة. - وانتقد الابن الأكبر للرئيس مبارك دعوات التهدئة والمهادنة مع الجزائريين، مؤكدًا أنه لا يمكن السكوت .
وعلى المستوى الحزبي، طالب رئيس حزب الوفد محمود أباظة بفتح تحقيق قضائي في مصر والسودان والجزائر، بعد الاعتداءات التي قامت بها الجماهير الجزائرية تجاه المصريين العُزَّل بالسودان بعد المباراة.
واتهم أباظة السلطة الجزائرية بتدبير هذه المشاغبات، مؤكدًا أن ثمة صراعًا خفيًّا، لا تعلم محتواه إلا السلطات الجزائرية .
من جانب آخر، قررت نوادي أعضاء هيئات التدريس في الجامعات الحكومية المصرية، وجامعة الأزهر وممثلو المراكز العلمية والبحثية، مقاطعة أي تعاون علمي أو ثقافي مع الجزائر، وطالبوا خلال اجتماع لهم أمس، بقطع جميع العلاقات مع دولة الجزائر، لا سيما أن الحكومة الجزائرية لم تقدم اعتذارًا رسميًّا عما بدر من مواطنيها بحق المصريين.
وفرضت السلطات المصرية إجراءات أمنية مشددة لتأمين فوج سياحي مكون من 20 جزائريًّا قادمين من باريس لقضاء إجازتهم في مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، لتفادي حدوث تصادم أو تحرُّشات مع المواطنين المصريين.
ومن المضحكات أن تعرض دولة الكيان الإسرائيلي الوساطة لحل الأزمة الكروية، والتي تحولت لأزمة سياسية بين مصر والجزائر، وكان إعلام الكيان الصهيوني قد ملأ الدنيا ضجيجًا على إثر الخلاف الكروي الذي تحول إلى خلاف لا يليق بين شعبين شقيقتين تجمعهما روابط عدة.
وكانت وسائل الإعلام الصهيونية أظهرت حالة واسعة من الشماتة بسبب الأزمة الحالية بين مصر والجزائر.
وخصصت القنوات التلفزيونية في الكيان الصهيوني تقارير موسعة في نشرات الأخبار الرئيسية عن الأزمة، فقد نشرت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية استطلاعًا للرأي العام الإسرائيلي عن هوية الفائز في مباراة مصر والجزائر، ووصف مذيع أحد أكثر البرامج شعبية في تليفزيون الكيان الصهيوني الأزمة بأنها "حرب كرة القدم بين مصر والجزائر". - ووصف مذيع آخر المباراة بأنها "شأن سياسي بكل معنى الكلمة؛ لأن بها خلافات وأزمات دبلوماسية، وهناك اتهامات وكراهية بين البلدين وصلت إلى مستوى عالٍ لم نشهده من قبل".
- وأكد تقرير آخر لإحدى القنوات الإخبارية الصهيونية أن مباراة مصر والجزائر عصفت بالعالم العربي. كما نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" على موقعها الإلكتروني تقارير يومية عن المباراة تؤكد تصاعد التوتر بين البلدين.
ونحن نأسف لكل ما حدث؛ فشعب مصر يجمعه بالشعب الجزائري أواصر عريقة أوَّلها الإسلام، ودعم مصر لحركة التحرر الجزائرية، ولكن ماذا نقول لقومٍ لا تعي قيمة هذه العلاقات، ونحسب أن الأيادي الخبيثة للصهاينة هي التي كانت وراء إشعال نار التعصب، وزاده تأججًا الإعلام العربي.
الاثنين، 23 نوفمبر 2009
أزمة بين مصر والجزائر والصهاينة يعرضون الوساطة !!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري