- في فيلمه الهزلي (جعلتني مجرماً) طرح الفنان (أحمد حلمي) فكرة اقتصادية تسويقية على رجل الأعمال في الفيلم (حسن حسني) والذي كان يمتلك مصنعاً للغسّالات وإنتاجه مسيطر بالفعل على السوق وهي أن يقوم بطرح غسّالة جديدة باسم جديد بغرض "أكل" جزء من حصة المنتج المنافس. وبطبيعة الحال من الطبيعي أن الغسالة الجديدة "ستأكل" جزءاً من حصة الغسالة القديمة، وفي الحالتين صاحب المصنع مستفاد لأنه بذلك يكون قد "أكل" نفسه قبل أن يأكله آحد آخر.
وبالرغم من أن الفكرة المطروحة هي من أساليب التسويق التجاري وبالفعل تتبعها بعض الشركات الكبرى في مصر إلا أنها تعتبر كذلك – في تقديري - حلاً مناسباً للحالة السياسية الحرجة التي تمر بها البلاد حالياً، أو بشكل أكثر دقة - للأزمة التي يعيشها حالياً الرئيس المصري (حسني مبارك)..!
فمنذ إعلان الدكتور (محمد البرادعي) رئيس الوكالة الدولية للطاقة السابق عن نيته الترشح رئيساً لمصر، وما صاحبه من مطالبات بضرورة تصحيح العملية الانتخابية برمتها في مصر والرئيس (مبارك) يعيش في حالة ضيق ظهرت جلياً حين سألته إحدى المراسلات الأجنبيات عن حاجة مصر لبطل قومي مثل البرادعي، فردّ الرئيس بفتور: مصر لا تحتاج بطلاً قومياً، وأردف قائلاً: الشعب المصري هو البطل..!
الرئيس (مبارك)المريض ذو الـ81 عاماً حالته الصحية أصبحت غير ملائمة على الإطلاق والضغوط الخارجية قبل الداخلية تطالبه بأن يؤمن مستقبل مصر، فالقوى الخارجية لا يهمها من يحكم مصر بقدر اهتمامها باستقرار مصالحها داخل مصر.
والمطلوب هو أن يقدم الرئيس (مبارك) "منتجاً" جديداً إلى سوق الترشيحات يأكل حصة المرشحين الآخرين ولا مانع أن يأكل من حصة (مبارك) نفسه، فالوجه الجديد سيكون حليفاً للنظام وليس ضده.
ولكي يحظى المنتج بفرصة تسويقية جيدة في السوق الداخلية ولا سيما السوق الخارجية يجب أن تكون جهة صناعته محل تقدير وكذلك طرازه ذا سمعة جيدة، فيتقبله المستهلك المحلي ويحوز رضا المستهلك الأجنبي، فأين يوجد منتج كهذا؟
اسم المنتج: الفريق أحمد علي فاضل.
الطراز: رئيس هيئة قناة السويس.
جهة الصناعة: المؤسسة العسكرية المصرية.
منتج جديد لم يطرح في السوق من قبل، لا تشوبه أي عيوب صناعة معروفة، وجهة صناعته وهي المؤسسة العسكرية التي تحظى باحترام أغلبية الشعب المصري ستكون مرحبة وداعمة له.
ليس هذا فحسب فموقعه كرئيس لأخطر مرفق في مصر يجعله مستوعباً لسياسة مصر العامة تجاه القضايا الدولية.
والمنتج المطروح له فرصة ترويجية عظيمة في السوق الخارجية، فأرشيفه مليئ بالأوسمة والنياشين التي نالها من رؤساء الدول العظمى وهي بالتأكيد لم تأتِ من فراغ.
فهل يدع الرئيس (مبارك) منافساً له "يأكل" حصته في حكم البلد أم يتحلى بالحكمة الكافية و"يأكل" نفسه قبل أن يأكله أحد آخر؟
الاثنين، 14 يونيو 2010
كُل نفسك قبل أن يأكلك أحدُ آخر..!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري