الاثنين، 14 يونيو 2010

مليون ونصف المليون معاق بالعراق

  • عراقي معاق يسير بكرسيه المتحرك أمام مصفحات أميركية في بغداد قال مسؤولون في وزارة الصحة العراقية إن عدد المعاقين الذين فقدوا أحد أطرافهم أو أكثر يقدر بنحو مليون ونصف المليون، وعزوا ذلك إلى حصول أعمال عنف يومية في العديد من مناطق العراق، وفي غالبية الانفجارات يفقد عراقي أوعراقية أحد أطرافه.
    وأوضحوا أن هناك من يفقد أحد أطرافه نتيجة لانفجار ألغام أرضية تنتشر في العراق، مشيرين إلى أن عدد المعاقين الذين يحتاجون أطرافا صناعية يقدر بعشرات الآلاف.
    ويقول الدكتورعادل محسن المفتش العام لوزارة الصحة "هناك مديرية مختصة تهتم بالمرضى المعاقين، وخصوصا الذين فقدوا أطرافهم، وهناك أيضاً مؤسسات تأهيلية تقوم بتزويد مثل هكذا حالات بالمعدات التي تساعدهم في التنقل مثل الكراسي المدولبة والعكازات وغيرها، وتمنح هذه المعدات إلى المحتاجين مرة كل سنتين".
    ويضيف "هناك مستوصفات أخرى تقدم المشورة والتأهيل للمصابين، ومهمة هذه المراكز هي التأهيل النفسي والبدني للمصاب الذي فقد أي طرف من الأطراف لكي يتكيف مع المجتمع في وضعه الجديد، ومنها مركز ابن القف التأهيلي والمتخصص بمعالجة مثل هذه الحالات".
    الأطراف الصناعية
  • وأوضح أنه بعد انتهاء المرحلة التأهيلية تقوم وزارة الصحة من خلال معاملها المتخصصة بصناعة الأطراف الصناعية، بتزويد المعاقين بأطراف صناعية وفق كل حالة على حدة، ليتمكن المعاق من ممارسة حياته الطبيعية والعودة إلى المجتمع.
    وأضاف أن هذه المعامل قد لا تكون متطورة كما هي في دول العالم الأخرى، إلا أنها تسد ثغرة من هذه الاحتياجات الضرورية، مشيرا إلى أن الوزارة تعمل على إشراك عدد كبير من العاملين في هذه المعامل في دورات خارج العراق لغرض تطوير مهاراتهم وكفاءاتهم.
    وأكد أن الخدمات التي تقدمها وزارة الصحة بما فيها الأطراف الصناعية تقدم مجاناً للمعاقين في عموم العراق. وعن عدد المعاقين في العراق يقول محسن إن عددهم بحدود مليون ونصف المليون معاق في عموم العراق من بينهم الآلاف من فاقدي الأطراف.
    وعن الدعم الحكومي لمساعدة المعاقين في العراق يقول محسن "الحكومة خصصت مبالغ طائلة لدعم وتطوير المعامل التي تنتج الأطراف الصناعية، لكننا بحاجة إلى خبرات أجنبية لتطوير هذه المعامل وخبرات وكفاءة العاملين فيها".
    ودعا محسن المنظمات الدولية المعنية بأوضاع المعاقين إلى تقديم الدعم إلى العراق للمساهمة في مساعدة الكثير من المعاقين، وبالأخص الذين فقدوا أطرافهم.
    وأشار إلى أن هناك فرصة أمام هؤلاء للاندماج في المجتمع وممارسة بعض المهن والأعمال في حال حصولهم على أطراف صناعية.
    الصليب الأحمر
    وقد عملت منظمة الصليب الأحمر الدولي بعد الغزو الأميركي عام 2003 على تقديم المساعدة للمعاقين وواصلت نشاطاتها رغم الظروف الصعبة التي يعيشها العراق.
    وقالت كرازييلا ليتي بيكولو منسّق الإعلام في اللجنة الدولية للصليب الأحمر/بعثة العراق إن اللجنة تدير مركز أطراف صناعية في محافظة أربيل، حيث تقدم المساعدات بصورة مباشرة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
    أما بالنسبة للمراكز الأخرى في العراق فهي تُدار من قبل وزارة الصحة العراقية، بالإضافة إلى مدرسة واحدة تُدار من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والتي تقدم الخدمات مع الدعم المالي من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعلى شكل تجهيز المواد والتدريب.
    وأوضحت بيكولو أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر سلّمت بين عامي 2003 و2009، 15 ألفا و329 طرفا صناعيا و43 ألفا و397 طرفا تقويميا وهي أجهزة وأدوات للأطراف الصناعية والتي تستخدم لإسناد وتقويم ومنع أو تصحيح التشوهات أو لتحسين أداء الأجزاء المتحركة في الجسم.
    وأشارت إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقدم كذلك مواد ضرورية من أجل إنتاج الأطراف الصناعية، موضحة أن كل تلك المواد مصنعة من قبل فنيين عراقيين لكل المرضى، على الرغم من استخدام بعض المواد القياسية كالقدم على سبيل المثال.
    وعن عدد مراكز الأطراف الصناعية التي يتم دعمها بالعراق من قبل الوزارات العراقية أو اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تقول إنها تبلغ 11 مركزاً موزعة على محافظات العراق.
    يذكر أن هناك من تعرضوا للإعاقة منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي إبان الحرب العراقية الإيرانية (1980 - 1988) ثم حرب الخليج الثانية 1991، والإعاقة الناجمة عن انفجار الألغام الأرضية، ثم حرب غزو العراق عام 2003، ثم أعمال العنف والانفجارات اليومية التي تشهدها مدن العراق المختلفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري