- سيتحوّل هذا الأسبوع إلى مهرجان خطابي تقوده الحناجر العربية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، نستعيد خلاله كل فنون الخطابة ، وننفض الغبار عن كلمات مثل ( العزة ، الشرف ، الكرامة ) ونخرجها من مستودع اللغة لـ «تلعلع” على كل المنابر :هنا ستسمع خطبة عصماء من شخصية سياسية سابقة لم يعد لها أي دور تلعبه !هنا ستسمع «فرقعات” بلاغية ، وعند سماعها ستدعو الله أن يستر على الشرق الأوسط من هذه “العبارة النووية” العابرة للقارات !ومن هناك سينطلق صاروخ “شجب واستنكار” مزود برأس ... فارغ !وهناك ستنفجر قنبلة “إدانة” من النوع المحرم دوليا.سيتحول الإعلام العربي -خلال ساعات- إلى “حفلة” خطابة سياسية :إدانات ، مظاهرات ، محللون سياسيون أحيلوا على المعاش يعودون للظهور مرة أخرى ، شجب ، استنكار ، قصائد مناسبات .. بلا لون ولا طعم ، مقالات تم سلقها خلال دقائق ، وأشكال عجيبة وغريبة من فنون الكلام لم تخطر على بال “المتنبي” نفسه !
- (2)
- يا عيال الـ .. إعلام العربي !.. لم تعلموا بحصار غزة إلا بعد حادثة “قافلة الحرية” ؟!!غزة محاصرة منذ سنوات .. هل كنتم بحاجة إلى “أكشن” مثير لتتذكروا هذا الحصار ؟!غزة يقتلها الجوع والبرد طوال الأشهر الماضية .. ماذا فعلتم؟غزة تموت كل يوم ... وعندما كنتم تغضبون لانقطاع الكهرباء لدقائق – خلال عرض مسلسلكم التركي المفضل – كانت أجزاء كبيرة من غزة تعيش في ظلام دامس منذ الحرب الأخيرة.هل قلت “المسلسل التركي” ؟!أتذكر وجوه الزعامات التركية ، وبعض الأسماء التركية من أعضاء “قافلة الحرية” وأقدم اعتذاري عن العبارة السابقة ، لأجلهم : حتى “التفاهة” التركية تستحق الاحترام.
- (3)
- وماذا بعد ؟.. بالعامي : “وبعـدين” ؟هل ستعيد “الدول المُطبعة” نظرها في “التطبيع” مع إسرائيل ؟ .. لا !هل سيطرد سفير إسرائيلي واحد من عاصمة عربية يرفرف علم إسرائيل في سمائها ؟.. لا !هل سيتحد الدم الفلسطيني وننسى أن هنالك كريات دم بيضاء تخص فتح وكريات دم حمراء تخص حماس ؟!.. لا !هل ستلغي الدول العربية “مبادرة السلام العربية” ؟ .. لا !هل سيكف الساسة العرب عن ترديد هذه العبارة الغبية “السلام خيارنا الاستراتيجي” ؟!.. لا !ـ إذا ما الحل ؟ـ سنشجب ونستنكر وندين ، ونرسل بعض المساعدات للسلطة الفلسطينية ، ونسمح لبعض المواطنين بإقامة تجمع خطابي (وربما نصنع لهم مظاهرة بمعرفتنا) شرط أن يحملوا صور الزعيم الخالد !
- (4)
- قبلة على جبين كل إنسان حر (أيًا كان دينه ولونه وجنسيته) كان ضمن “قافلة الحرية”صنعوا “الفعل” وتركوا لنا الضجيج والثرثرة !
الاثنين، 7 يونيو 2010
أسبوع العنتريات العربية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري