- يتناول فيلم "الشراكسة" حقبة من تاريخ الأردن وتحديدا منذ قدومهم هاربين من القمع والاضطهاد في عهد آخر قياصرة روسيا عام 1864, ثم تعايشهم مع السكان المحليين البدو رغم تباين الحضارات والثقافات ونمط الحياة.
والعمل السينمائي ومدته مائة دقيقة, يسلط الضوء على حكمة قادة الشركس والبدو -وهم من عشائر العبادي الذين يسكنون منطقة وادي السير غرب العاصمة الأردنية عمان- في تجاوز الخلافات والعقبات والعيش في أمن وسلام.
ومن المقرر عرض الفيلم, الذي تبلغ كلفته 1.5 مليون دولار أميركي, أول مرة في أضخم دار سينما بعمان في الثامن عشر من أبريل/نيسان المقبل برعاية الأمير علي بن الحسين يتبعه في اليوم التالي مؤتمر صحفي في الهيئة الملكية للأفلام لتقييمه.
قصة حب - ومن وجهة نظر منتجه التنفيذي عصام حجاوي, فإن هذا الحدث الواقعي يجيء من خلال قصة حب نسجها خيال الكاتب والمخرج العالمي الدكتور محيي الدين قندور الذي جند طاقما عالميا كبيرا واستعان بخبراء تصوير ومهندسي صوت من روسيا وألمانيا.
وقال إنه أول فيلم يؤرخ للأردن من خلال حضور الشراكسة ودورهم مع السكان المحليين في بناء الأردن الحديث المتعدد الأعراق والثقافات.
فقد تطرق لعادات وتقاليد الشراكسة والبدو الرحل آنذاك من حيث الشهامة والأصالة والدين المشترك. - وأشار حجاوي إلى أنه يتناول تقاليد الزواج أو ما يسمى "الخطيفة", وهو يصحح المفهوم الخاطئ عند البعض حيال هذه القضية.
فمن يخطف الفتاة لا يمسها بسوء أبدا بل يأخذها لكبير قومه ويضعها أمانة حتى يتزوجها بموافقة والديها وهذا تقدير واحترام للعروس وأهلها وليس عيبا كما كان البعض يعتقد.
وقال إن الفنان جميل عواد الذي يتلقى العلاج حاليا قام ببناء قريتين شركسيتين في سيل الزرقاء شرق عمان على شاكلة قرى الشراكسة عام 1900 في حين وضع الفنان وليد الهشيم الموسيقى التصويرية.
تعايش بين ثقافتين - من جهتها أوضحت بطلة الفيلم سحر بشارة أن العمل يوجه رسالة نبيلة تقوم على أساس التعايش بين ثقافتين وحضارتين مختلفتين في طريقة الحياة والعادات والتقاليد وحتى البيئة, ويوضح بأسلوب عقلاني كيف تحل المشاكل والاختلافات عبر الحوار الهادئ .
وقالت إنها تقوم بدور فتاة بدوية (هند) وهي ابنة شيخ تقع في حب شاب شركسي من المهاجرين الجدد. - ووفق تسلسل الدراما السينمائية تحدث مشاكل بسبب رفض أهلها وأهله زواجهما.
- وفضلت سحر عدم الإفصاح عن النهاية للحفاظ على مضمون الفيلم من وجهة نظرها.
وأضافت أن الفيلم أول عمل سينمائي لها, وأنها استفادت من التجربة من خلال التدرب على تقنيات السينما والتصوير الذي استمر شهرا ونصف في مناطق مختلفة.
ويذكر أنه لا توجد إحصاءات رسمية لعدد الشركس في الأردن. - لكن مصادر شركسية تقدر عددهم بين تسعين ومائة ألف يتوزعون على عمان وصويلح وجرش وناعور والرصيفة القريبة من العاصمة.
وكان أول فوج من الشركس قد وصل عام 1878 وسكن كهوف المدرج الروماني وأقام حي الشابسوغ وسط عمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري