- مهجرة عراقية مع أطفالها جاؤوا من عدة مناطق في العراق وتجمعوا على أطراف العاصمة بغداد حيث يعيشون مأساة واحدة رغم اختلاف مذاهبهم ودياناتهم وأصولهم، فكلهم نازح اكتوى بنار العنف الطائفي الذي يمزق أوصال العراق منذ سنوات.
فهم لا تعنيهم كثيرا نتائج الانتخابات التي يتصارع بشأنها السياسيون هذه الأيام، فلا أحد من المسؤولين يهتم لأحوالهم، حسب ما قال بعضهم ولا تصلهم إلا مساعدات ضئيلة جدا تقدمها وزارة الهجرة والمهجرين واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
في بيوت متنقلة (كرفانات) أو خيام تعيش نحو 150 عائلة في مجمع للنازحين بمنطقة الغزالية غربي بغداد، ضمنها نحو 130 يتيما وعشرات الأرامل.
لا وجود للرعاية الصحية وباقي الخدمات الأخرى في هذا المجمع، والكثير من أبناء النازحين تركوا الدراسة قهرا لصعوبة توفير مستلزماتها ولغياب المدارس أصلا. - لا حل في الأفق
- يعبّ أبو ليث نفسا عميقا من سيجارته ويشيح بنظره بعيدا، ثم يقر بحسرة بأنه لا يرى في الأفق انفراجا لمأساة هؤلاء النازحين، ويقول "ليس هناك ما يشير إلى استقرار في الأوضاع يسهل عودتنا".
ثلاث سنوات ونصف السنة مرت على نزوحه مع عائلته بسبب الفوضى والعنف الطائفي، أو ما يسميه "أيام الفتنة السوداء" التي أجبرت مئات الآلاف من العراقيين على النزوح من بيوتهم وأحيائهم، خصوصا بعد تفجيرات سامراء في فبراير/شباط 2006.
فقد غادر يومها أبو ليث –الذي انتخبه النازحون مسؤولا إداريا في هذا المجمع- بيته بعد أن تلقى تهديدات بخطف أولاده وقتلهم في حال إصراره على البقاء في الحي الذي كان يعيش فيه، لينتهي به المطاف إلى حيث ينتظر مساعدات قد تصله وقد لا تصل، وحتى إن وصلت فهي لا تسد أبسط حاجاته اليومية. - أيام ثقال
- أما أم حر المسيحية -التي لم يكن اختلاف الديانات مانعا لها من الزواج بمسلم- فقد نزحت من محافظة ديالى شمالي العراق بعد أن قتل مجهولون زوجها، واستقر بها المقام في هذا المجمع.
وتؤكد أن الأيام تمر عليها ثقيلة وصعبة، وأنها وباقي النازحين لا يحصلون على مساعدات تعينهم على تجاوز هذه المحنة التي حذرت منظمة اللاجئين الدولية مؤخرا في بيان لها من أن تتحول إلى أزمة إنسانية.
قصص كثيرة تكاد تكون متماثلة، فأم علي نازحة من مدينة الحرية في جانب الكرخ من بغداد بعد أن قتل زوجها وأخوها، وأبو فاطمة غادر بيته في جنوب بغداد بعد أن اغتيل عدد من جيرانه ووجد يوما ورقة تهدده بالقتل وعائلته.
وبدورها اضطرت أم ليث إلى النزوح من منطقة الطارمية (30 كلم شمال بغداد) وتركت وراءها كل شيء بعد مقتل زوجها، ونزحت لتنقذ حياة أولادها.
ويقول أبو فاطمة إن "الذين يقومون بأعمال القتل والخطف والتهجير ليسوا عراقيين بل مرتبطين بقوى وأطراف تريد تمزيق العراق وتخريب العلاقات المتينة بين أهله". - مساعدات الصليب الأحمر
- وتؤكد الناطقة الإعلامية لبعثة العراق باللجنة الدولية للصليب الأحمر ديبة فخر أن المنظمة تتابع شؤون النازحين العراقيين وتقدم مستلزمات منزلية أساسية مثل البطانيات والأغطية وأدوات الطبخ لنحو تسعة آلاف نازح في مخيمات بكل من ديالى والنجف.
وتضيف أن اللجنة تزود 15 منظمة غير حكومية بمساعدات لتوزيعها على المحتاجين في بابل وكربلاء، مشيرة إلى أن أكثر من مائة ألف نازح يحصلون على مساعدات غذائية ومستلزمات نظافة ضمن برنامج بدأته اللجنة منذ العام 2008 في محافظات بغداد وديالى والموصل وصلاح الدين وبابل والسليمانية والأنبار.
تعليق المدونة - هذا التدميرالشامل والمنهجي والكارثة البيئية الرهيبة التي تسسبته حرب جورج بوش وبلير وجوقة من الدول المنتفعة دمر بلداً قائماً وفتك بشعب كامل ... أمام مرأى ومسمع دول الديمقراطية وحقوق الأنسان يطير أطفال العراق في كل الأتجاهات على شكل قطع ممزقة من اللحوم وحطام العظام وبقع الدماء ولايرمش لهم جفن ... أنظروا أيها الأخوة هذه ديموقراطية قاطرة بوش بلير مالكي جعفري علاوي طالباني زيباري حكيم ومقتدى وربيعي وجلبي الخ الخ ... أنه نفق طويل.
الاثنين، 29 مارس 2010
نازحو العراق.. وحدة المأساة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري