السبت، 27 مارس 2010

الوجه الآخر لمخيم عين الحلوة

  • صورة عامة لمخيم عين الحلوة بجنوب لبنان توضح دراسة تحت عنوان "الوجه الآخر لمخيم عين الحلوة" واقعا اجتماعيا صعبا للمخيم الفلسطيني في جنوب لبنان الذي يحظى باهتمام إعلامي نظرا للأحداث الأمنية المتكررة التي يشهدها.
    ووفق الدراسة التي أعدتها مؤسسة شاهد لحقوق الإنسان - التي تناولت واقع الوجود الفلسطيني في لبنان بشكل عام، والمعطيات الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمخيم تحديداً- فإن 32% من القاطنين بالمخيم يعني لهم المكان مصدر قلق وتوتر وعدم شعور بالأمان الاقتصادي والنفسي.
    ووفق المدير التنفيذي للمؤسسة محمود حنفي فإن "مخيم عين الحلوة هو مخيم فلسطيني يلتقي مع باقي المخيمات لجهة المعاناة الإنسانية، وهو ليس بؤرة إرهاب ولا مصدر قلق ولا توتر، ولكن الظروف السكنية والاقتصادية الاجتماعية والسياسية بالمخيم بالغة التعقيد وهي كفيلة بأن تجعل النتائج مرعبة".
    وأضاف محمود حنفي أن "المتتبع للأحداث الأمنية خلال سنة كاملة يلحظ أن المخيم لم يسجل أي خرق أمني، لأن هناك عقلا جمعيا فلسطينيا يرفض أن يكون مخيم عين الحلوة مصدراً للقلق، رغم غياب مرجعية سياسية موحدة، إلا أن التنسيق بين مختلف الأطراف تفرضه وقائع ميدانية، ومطالب إنسانية متواصلة".

    اكتظاظ سكاني
  • وبالعودة إلى النتائج التي أبرزتها الدراسة يتبين أن الكثافة السكانية في مخيم عين الحلوة مرتفعة جداً، في مساحة ضيقة جداً، وهو ما ينتج عنه مشاكل صحية ونفسية واجتماعية هائلة. فمعدل عدد أفراد العائلة بحسب الدراسة خمسة أفراد، أما معدل عدد الغرف في المنزل الواحد فهو ثلاث غرف (تتضمن المطبخ).هذا الواقع أدى لنتيجة أخرى، فالظروف السكنية والاجتماعية والاقتصادية باتت تلعب دوراً رئيسياً في تحديد الأمراض بالنسبة لسكان المخيم. فعلى سبيل المثال، تبين أن نسبة 61% من الأمراض المنتشرة بين سكان مخيم عين الحلوة هي أمراض ضغط الدم والتنفس.
    وأسباب ذلك واضحة جدا وهي عدم توفر البيئة الصحية المناسبة، وعوامل الفقر والبطالة والأزقة المعتمة.
    كما كشفت الدراسة أن "مخيم عين الحلوة بات بيئة لا ترحب بأبنائها"، فنسبة الذين ينظرون إلى المخيم على أنه رمز وهوية وانتماء لفلسطين اقتصرت على 26% فقط، بينما يعتبر 28% منهم أن المخيم هو محطة للجوء آخر. وحول المستوى التعليمي للمخيم كشفت الدراسة أن 6% من أفراد العينة أميون، و4% منهم يلمّون بالقراءة والكتابة، و60% أنهوا صفوف الابتدائي والمتوسط، و13% المستوى الثانوي، و3% جامعيون.
    وعلق محمود حنفي على هذه النتائج فأشار إلى أن القوانين اللبنانية لاتسمح للفلسطيني بالعمل في المهن الحرة، وهو ما يسد الآفاق أمام طلاب الجامعات، ويشكل عقبة رئيسية أمام طموح اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
    وأضاف أن اليد العاملة الفلسطينية تعتبر منتجة وفعالة، لكن عمل الفلسطيني يتم في لبنان بشكل غير معلن، وقد ظهر من خلال الدراسة أن 17% من أفراد العينة لا يعملون أبداً، وأن معظم الأعمال التي يمارسونها هي أعمال حرف يدوية أو أعمال موسمية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري