الاثنين، 29 مارس 2010

التعليم العالي بالعراق دون المطلوب

  • طالبات عراقيات يتوجهن لحضور مراسم تخرجهن عام 2008 أشاد مسؤولون وأكاديميون عراقيون بالدور المميز الذي تلعبه قطر في دعم التعليم العالي في العراق وخاصة الجهود التي تبذلها حرم أمير دولة قطر الشيخة موزة بنت ناصر المسند، مؤكدين رغم ذلك أن التعليم العالي لا يزال بحاجة إلى دعم عربي ودولي.
    فقد أشادت الناطقة الإعلامية باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق سهام الشجيري بالدعم الذي تقدمه قطر من خلال مبادرة الشيخة موزة بدعم الباحثين العراقيين لإنجاز بحوثهم العلمية التي تساهم مساهمة فعالة في وضع الحلول والمعالجات للكثير من المشاكل التي يعاني منها المجتمع العربي عامة والعراقي خاصة.
    وأكدت الشجيري أن الشيخة موزة تتابع بهمة عالية الواقع التعليمي والبحثي في العراق من خلال اطلاعها المتواصل على البرامج البحثية ومراحل بناء المختبرات، وقالت إن جهودها واضحة وملموسة في هذا الجانب.
  • مشاريع كبيرة
    لكن الناطقة الإعلامية نوهت كذلك إلى أن التعليم العالي في العراق لا يزال بحاجة إلى الدعم العربي والدولي نتيجة الأزمات الحقيقية التي تعرض لها منذ بدأ حصار العراق عام 1990 واستمرت بعد الغزو الأميركي عام 2003
    وأوضحت أن للوزارة مشاريع كبيرة في الإعمار والبناء وتأهيل المختبرات فضلا عن البرامج العلمية والبحثية والارتقاء بمستوى القبول في الدراسات العليا والانفتاح على جامعات العالم من خلال عقد الاتفاقيات العلمية والثقافية.

    كما أشاد باحثون عراقيون من أستاذة الجامعات بمواقف الشيخة موزة ودعمها للتعليم في العراق، حيث أكد الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي هاني عاشور أن أول يد امتدت لدعم التعليم بالعراق هي يد الشيخة موزة وذلك في العام 2003 عندما قدمت أول منحة مالية لدعم التعليم العالي هناك.
    وأضاف أن تلك المنحة كانت هي المنقذ لأوضاع التعليم في العراق بعدما شهده من دمار خلال الغزو الأميركي.
    وقال عاشور إن للشيخة موزة كذلك دورا كبيرا من خلال منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) لإيضاح وضع التعليم العالي في العراق وما يحتاجه للارتقاء بمستواه، مشيرا إلى أنه حتى هذه اللحظة فإن للشيخة موزة دورا متميزا في إنقاذ التعليم العالي العراقي ووضعه على الطريق القويم، وهو دور يشهد اعترافا إقليميا ودولياً.
  • إستراتيجية واضحة
    من ناحية أخرى يؤكد عاشور أن التعليم العالي العراقي لا يزال رغم ذلك أدنى مستوى من الدول المجاورة له والدول العربية بسبب ما تعرض له العراق من أزمات ومحن طيلة العقود الماضية، وما يؤخذ على العراق الآن أنه لا يمتلك إستراتيجية واضحة للتعليم.
    بدوره قال الأكاديمي والباحث العراقي يحيى الكبيسي إن الشيخة موزة كانت من أوائل من اهتم بقضية التعليم في العراق، وفي وقت مبكر كانت هناك جملة من برامج إعادة تأهيل التعليم العالي العراقي ساهمت فيها الشيخة موزة.
    وطالب الكبيسي بدعم عربي ودولي لإعادة تأهيل التعليم العالي والبحث العلمي وتطويره، مؤكدا أن واقع التعليم في العراق له عدة أبعاد منها الموضوعي والتاريخي والتمويلي والبرامجي، وأنه من الصعب جدا اختصار مشاكل التعليم العالي وبرامج تطويره وإعادة تأهيله ببساطة.
    يذكر أن التعليم العالي والبحث العلمي في العراق تعرض لاهتزازات عديدة بعد الغزو الأميركي للبلد عام 2003 حيث تم استهداف أساتذة الجامعات بالاختطاف والاغتيال مما دفع بالآلاف منهم إلى مغادرة البلاد على وجه السرعة.
    واضطر عدد غير قليل إلى التواري عن الأنظار خشية استهدافهم من قبل الجماعات المسلحة، كما أن قانون اجتثاث البعث أبعد المئات من الكفاءات العلمية والأكاديمية عن جامعاتهم التي تعرض الكثير منها إلى النهب والتخريب وشمل ذلك المختبرات العلمية والمكتبات.
    كما أن القوات الأميركية اعتقلت المئات من الأساتذة وآلاف الطلبة، وجاءت هذه السلسلة من الأخطار التي دهمت التعليم العالي والبحث العلمي لتكمل ما حصل خلال فترة الحصار التي تأثر بها قطاع التعليم العالي والبحث العلمي مثلما تأثرت بها بقية القطاعات في العراق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري