- نجح علماء فيزياء أمس الثلاثاء في إحداث تصادم بين جزيئات الذرة بمعدل قياسي من الطاقة نتجت عنه آلاف من الانفجارات تحاكي الانفجار العظيم الذي وقع قبل 13.7 مليار سنة وأدى إلى نشوء الكون.
فبعد سنوات من التطوير, تمكنت آلة تحطيم الذرة الجبارة المعروفة باسم "مُعَجِّل هادرون التصادمي", من تسريع تصادم بين بروتونات الذرة بمعدلات عليا من الطاقة لم يشهد العلماء مثيلا لها من قبل.
وما أن سجل مشروع سبر أصل الكون, البالغة تكلفته 9.4 مليارات دولار, أول نجاح له حتى انخرط العلماء والمهندسون في غرف التحكم بمقر المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية المعروفة اختصارا باسم "سيرن" في عاصفة من التصفيق الحاد.
وقال سيرجيو بترولوشي –مدير البحوث في منظمة سيرن- إن هذه التجربة ستفتح الباب لعصر جديد كليا من الاكتشافات, وهي خطوة في عالم المجهول "حيث سنجد أشياء كنا نعتقد أنها موجودة وربما أشياء لم نكن نعرف أنها موجودة". - صور ملونة
- من جانبه, قال رولف هوير –المدير العام لسيرن- إن التجربة "توحي لنا بما يمكننا عمله لمعرفة من أين جئنا وكيف نشأ الكون وتطور".
وعرضت شاشات موزعة داخل مقر المنظمة صورا ملونة من داخل مُعَجِّل هادرون التصادمي, وهو مشروع سيتواصل العمل فيه لأكثر من عشر سنوات قادمة.
ويقول علماء سيرن إن تلك الصور تعكس ما حدث بعد كسر من الثانية من الانفجار العظيم الذي نفث المادة والطاقة مما أدى إلى تكوين المجرَّات والنجوم والكواكب ثم مظاهر الحياة الأخرى في نهاية المطاف.
وسيعكف نحو عشرة آلاف باحث في المختبرات المنتشرة في جميع أرجاء العالم وعلماء سيرن طوال السنوات المقبلة على تحليل الكم الهائل من البيانات التي سوف تستخلص من تصادم الجسيمات مليارات المرات داخل معجل هادرون التصادمي. ومن بين أسرار الكون التي يأمل العلماء في كشفها سر المادة المظلمة غير المرئية التي تشكل 25% من الكون وتعطي المادة كتلتها, بالإضافة إلى إمكانية اكتشاف أبعاد جديدة تضاف إلى الأبعاد الأربعة المعروفة أصلا. - انطلاقة جديدة
- وتعتبر التجربة بداية لما يتوقع العلماء أن يكون فترة تاريخية تمتد من 18 شهرا إلى 24 شهرا من الانطلاقة العلمية, ليحاولوا بعدها تشغيل المُعَجِّل بطاقة قريبة من طاقته التصميمية الكاملة التي تبلغ 14 تريليون فولت إلكترون.
وتعادل هذه الطاقة حصيلة الطاقات التي حدثت عقب نشوء الكون مباشرة بعد عُشر مليار الثانية.
وتنعقد الآمال في أن تؤدي آلة تحطيم الذرة إلى فتوحات علمية في فهم العلماء للفيزياء الأساسية.
وكان المشروع قد بدأ تشغيله في 10 سبتمبر/أيلول 2008 لكن جهاز هادرون الكبير تعرّض لعطل أدى إلى توقفه عن العمل بعد نحو عشرة أيام من ذلك.
وآلة هادرون العملاقة هي جهاز أسطواني الشكل يزيد طوله على 27 كيلومترا, وتم تركيبه في نفق يتراوح عمقه بين 150 و500 قدم تحت الأرض في منطقة الحدود السويسرية الفرنسية بالقرب من مدينة جنيف.
الأربعاء، 31 مارس 2010
تجربة علمية تمهد لاكتشافات جديدة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري