الجمعة، 1 يوليو 2011

كيف نحيا سعداء

إنَّ السعادة والشعور براحة البال والفكر تكمن في حقيقة الأمر بتحقيق الإيمان في القلب، والرضا بالقدر خيره وشره، ولا ينفي ذلك الاستمتاع بكل ما أحلَّه الله لنا، فالسعادة نسبية، وتتضمن أمورًا عديدة، فهناك العديد من الحالات، والسلوكيَّات، والمواقف التي لا تقاس السعادة فيها لا بحجمها ولا بنوعها، فهي ليست غامضة ولا مجهولة، فمنَّا من يراها في السعي وراء المال، ومنَّا من يظنها تقبع بالمنصب والجاه، ومنَّا من يظنها في كثرة الأبناء، وهناك من يسعد حين يقرأ كتابًا، أو يقوم بفعل أو بتصرف يشعر معه الشخص بأنَّه في قمة الانشراح والسرور؛ لأنه حقق هدفه، فهي سعادة، ورغم ذلك لو سألت معظم من حقق ما كان يظن أنَّها السعادة فستجده يقول: لم أشعر بها، فصاحب الثروة سعى وراء المال دون كلل ولا ملل فهو خائف على أن يفقد رصيده؛ لذلك يبذل جهده لتنمية ماله، فيسهر ويرهق أعصابه في التفكير المتواصل، وقد يكون سببًا في شقائه. ومن نال المنصب والجاه ضاعف جهده حتى يبلغ منصبًا أرفع، وشهرة أكبر، ويعيش في قلق دائم، ومن حباه الله بكثرة الأبناء وعانى من مشاكل تربيتهم والسعي وراء قوتهم، وكسوتهم، وتعليمهم ظل ينقصه الإحساس بالسعادة. متناسين أنَّ السعادة لن ننالها بالجاه ولا بالمال ولا بكثرة الأبناء، لكن بالشعور العميق بالقناعة والرضا. المهم أن نعرف ما هو مصدر سعادتنا وفرحنا، ونضعه في حيز التنفيذ، وكل ما نحتاج إليه هو بذل الجهد في سبيل تحقيق ما يسعدنا.

فالسعادة إرادة، ويقين، وثقة، وعزيمة، وإصرار، وتفاؤل، وعمل. السعادة أن نمارس كل ما نحبه، وكل ما يمنحنا الراحة، ويشعرنا بالفرح والسرور، وللوصول لكل ما يحقق لنا هذا الشعور علينا التحلي بالصبر، والاقتناع بأنَّه سيتم خطوة بخطوة، وسنشعر بالسعادة أثناء محاولتنا تحقيق ما نتمنى ونهدف ونرغب، فأحيانًا نشعر ببعض الألم عندما نحقق أحلامنا؛ لأنَّ الانتظار، والقلق، والشوق قد انتهى بتحقيق الحلم، ونظل نبحث عن حلم جديد لنعيش فيه الانتظار؛ لذا استمتع بكل لحظة، فالسعادة مقترنة بالعمل والفعل، وليس الوهم والتمني، وكلنا دون استثناء نبحث عن السعادة في مشوار حياتنا، والقليل منَّا من تذوقها، وعاشها رغم اختلاف مفهومها، وهناك بعض الحالات التي تصيبنا بالألم، وتشعرنا بالمعاناة، والتعاسة، والشقاء، ومن ذلك الوحدة المرتبطة بسلبيَّة التفكير، فحينما نشعر بالوحدة تتداخل أفكارنا، وتتعقد الأمور ويتقلب مزاجنا، وفي الغالب يتعمق شعورنا بالكآبة، وتزداد أحزاننا، ونرى همومنا كالجبال، ونبكي دون أن نعرف السبب الحقيقي وراء ذلك، وعلينا أن نسـأل أنفسنا دائمًا: كيف نعيش السعادة؟ وهل نحن حقًا نتذوق طعمها الحقيقي؟ فحينما نتذكر أشياء كثيرة فقدناها نبكي بمرارة ثم نهدأ بعدها؛ لأننا نعلم أنَّها أصبحت ذكرى، وأحلامًا مضت، وأننا نعيش الواقع. لحظتها نبتسم أملاً وتفاؤلاً؛ لإيماننا بأنَّ القدر يخبئ لنا الفرح إلى جانب الحزن والدموع.

علينا أن ندرك أنَّ السعادة في قدرتنا على التكيف مع الظروف المتغيرة، فالإنسان دون معاناة لن يشعر بطعم السعادة، فلا نؤجل الاستمتاع بما نملكه ونهدر أيامنا، ونكتشف بعدها أن ما كان بإمكاننا أن نستمتع به بالأمس قد ضاع منَّا اليوم، ونجهل أن سعادتنا تخضع لسيطرتنا الشخصيَّة إلى حد ما، فهي بأيدينا ونحن من نصنعها.

نصيحة: إذا كنت تبحث عن السعادة حقًا فلا تبحث عنها بعيدًا. إنَّها بداخلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري