صَباحُ الخير هنا غزة
وحده الهواءُ حصل على تأشيرةِ دخولٍ هذا الصباح
أو لعله غافل حرسَ الحدود كما فعل صبيحة البارحة
الهواءُ متسللٌ بارع
وساعي بريدٍ يحمل اعتذار الطيبين على الجهةِ الأخرى من المعبر
وجدارٌ من أسفل ...
وأمٌ تحصي ما تبقَّى من حباتِ الأرز
وأبٌ يحاولُ أن يتكهنَ أيُّ أولاده سيظهر على الجزيرةِ قِطعتين
وعجوزٌ توقف قلبُها احتجاجاً لأن زجاجة الدواءِ تأخَّرتْ في المجيء
وشيخٌ أنهى سورة الإسراءِ دونَ أن يسمعَ طلقةً واحدة ،
مخيفٌ هو صمت غزة !
وطفلةٌ تركتْ المركبَ بلا شراعٍ لأن القذيفةَ الأخيرة بعثرتها وبعثرتْ علبة التلوين
وصبيٌّ لم تنضجْ لغتُه بعد ليشرحَ لأخيه الرضيع العلاقة الجدلية بين حليب "نيدو"
وبين ضرورياتِ أمن مبارك القومي !
وعروسٌ كانتْ على بعد أيامٍ من ثوبها الأبيض
فطال الإنتظارُ لأن خطيبها ذهب ليضربَ صاروخين فلمْ يرجعْ بعد !
تصلحُ الألوان البيضاء للأكفانِ أيضاً
ويحدث في غزة أن يفترقَ العشاق على بُعد ذراعٍ من الحلم
ويحدثُ كثيراً أن تموت القُـبلُ قبل أن تولد !
صَباحُ الخير هنا غزة
مدينةٌ لم تنمْ ليلة أمس !
لا لأنَّ ريدو جانيرو أقنعتها أن تجرِّب العربدة تحتَ ضوءِ القمر
فغزةُ لا تعرفُ من البحرِ سوى حصَار اللون الأزرق !
ولا لأن كؤوس المارتيني أطارت النوم من عينيها
فالمعدة الخاوية يكفيها صُورة رغيفٍ لتثمل !
بل لأنها كانتْ تحرسُ جرحَها من إخوتِها وأعدائِها في آنٍ معاً
لا يمكنُ تركُ الجروحِ مُشرعةً كالقمحِ للطيور الغادية !
لأنَّها تعرفُ أنَّ الوقتَ يجترُّ ثوانيه ألف مرَّة
وأنَّ التاريخَ حكواتي يمتهنُ سردَ القَصَصِ ذاتها
وأنَّ يوسفَ سَلِمَ من الذئبِ ولم يسلمْ من أخوته
ذَنْبُ يوسف أنَّه كانَ جميلاً ... جميلاً فقط !
على غزةَ أنْ تدفعَ ثمنَ جمالها
ثمن أنها جملة اعتراضية لا تشبه النصَّ الموجودة فيه
حاولتْ أن تكون جملةً مطيعةً بين فاصلتين فلم تفلح !
فاختارت _ بعد أن فشلتْ في ترويضِ نفسها _ أن تجوعَ ولا تعرى
ومن يومها وهي تخصفُ لتداويَ جروحها
وتواريَ سَوْءَة إخوتها بانتظار أن يستعيدوا رُشدَهم
صَباحُ الخيرِ هنا غزة
مدينةٌ غاية في الرفاهيةِ والهَاي هَاي
فقد بدأتْ تمارسُ اليوغا قبلَ جهجهةِ الضَّوء
وعما قليل ستتناولُ فطورها الخالي من الدسم حفاظاً على مستوى الكوليستيرول
وقد تسرِّح شعرها
ومن المؤكد أنَّها لن تنسى المانيكور والباديكور
وبعدها سترتشفُ فنجان قهوة على أنغامِ الموج ، ألمْ يضعها حظُّها الحلو قربَ البحر ؟!
وقد تقرأُ كتاباً كمحاولةٍ لقتلِ المللِ فلا شيء لديها لتفعله
ما رأيكم بهذا الكذبِ الذي وردَ أعلاه ؟!
غزة مدينة موغلة في الزهد حتى النخاعِ رغماً عن اللي " خلَّفوها " طبعاً
إنها تربطُ حجراً على بطنها !
ريجيمٌ قسري ...
ووجباتُ فطور منزوعة من الكورن فلكس ...
والتوست المُقرمشْ ...
والجبنة التي تغني " سواح " بفعلِ الحرارة ...
وشاي الامير أحمد !
وغلاء البيبسي نصف ريالٍ خبرٌ تافه هناك ، فالغالبيةُ لم تكن تملك ثمنها قبل هذا الغلاءِ الفاحش في الاسعار !
وحده الهواءُ حصل على تأشيرةِ دخولٍ هذا الصباح
أو لعله غافل حرسَ الحدود كما فعل صبيحة البارحة
الهواءُ متسللٌ بارع
وساعي بريدٍ يحمل اعتذار الطيبين على الجهةِ الأخرى من المعبر
وجدارٌ من أسفل ...
وأمٌ تحصي ما تبقَّى من حباتِ الأرز
وأبٌ يحاولُ أن يتكهنَ أيُّ أولاده سيظهر على الجزيرةِ قِطعتين
وعجوزٌ توقف قلبُها احتجاجاً لأن زجاجة الدواءِ تأخَّرتْ في المجيء
وشيخٌ أنهى سورة الإسراءِ دونَ أن يسمعَ طلقةً واحدة ،
مخيفٌ هو صمت غزة !
وطفلةٌ تركتْ المركبَ بلا شراعٍ لأن القذيفةَ الأخيرة بعثرتها وبعثرتْ علبة التلوين
وصبيٌّ لم تنضجْ لغتُه بعد ليشرحَ لأخيه الرضيع العلاقة الجدلية بين حليب "نيدو"
وبين ضرورياتِ أمن مبارك القومي !
وعروسٌ كانتْ على بعد أيامٍ من ثوبها الأبيض
فطال الإنتظارُ لأن خطيبها ذهب ليضربَ صاروخين فلمْ يرجعْ بعد !
تصلحُ الألوان البيضاء للأكفانِ أيضاً
ويحدث في غزة أن يفترقَ العشاق على بُعد ذراعٍ من الحلم
ويحدثُ كثيراً أن تموت القُـبلُ قبل أن تولد !
صَباحُ الخير هنا غزة
مدينةٌ لم تنمْ ليلة أمس !
لا لأنَّ ريدو جانيرو أقنعتها أن تجرِّب العربدة تحتَ ضوءِ القمر
فغزةُ لا تعرفُ من البحرِ سوى حصَار اللون الأزرق !
ولا لأن كؤوس المارتيني أطارت النوم من عينيها
فالمعدة الخاوية يكفيها صُورة رغيفٍ لتثمل !
بل لأنها كانتْ تحرسُ جرحَها من إخوتِها وأعدائِها في آنٍ معاً
لا يمكنُ تركُ الجروحِ مُشرعةً كالقمحِ للطيور الغادية !
لأنَّها تعرفُ أنَّ الوقتَ يجترُّ ثوانيه ألف مرَّة
وأنَّ التاريخَ حكواتي يمتهنُ سردَ القَصَصِ ذاتها
وأنَّ يوسفَ سَلِمَ من الذئبِ ولم يسلمْ من أخوته
ذَنْبُ يوسف أنَّه كانَ جميلاً ... جميلاً فقط !
على غزةَ أنْ تدفعَ ثمنَ جمالها
ثمن أنها جملة اعتراضية لا تشبه النصَّ الموجودة فيه
حاولتْ أن تكون جملةً مطيعةً بين فاصلتين فلم تفلح !
فاختارت _ بعد أن فشلتْ في ترويضِ نفسها _ أن تجوعَ ولا تعرى
ومن يومها وهي تخصفُ لتداويَ جروحها
وتواريَ سَوْءَة إخوتها بانتظار أن يستعيدوا رُشدَهم
صَباحُ الخيرِ هنا غزة
مدينةٌ غاية في الرفاهيةِ والهَاي هَاي
فقد بدأتْ تمارسُ اليوغا قبلَ جهجهةِ الضَّوء
وعما قليل ستتناولُ فطورها الخالي من الدسم حفاظاً على مستوى الكوليستيرول
وقد تسرِّح شعرها
ومن المؤكد أنَّها لن تنسى المانيكور والباديكور
وبعدها سترتشفُ فنجان قهوة على أنغامِ الموج ، ألمْ يضعها حظُّها الحلو قربَ البحر ؟!
وقد تقرأُ كتاباً كمحاولةٍ لقتلِ المللِ فلا شيء لديها لتفعله
ما رأيكم بهذا الكذبِ الذي وردَ أعلاه ؟!
غزة مدينة موغلة في الزهد حتى النخاعِ رغماً عن اللي " خلَّفوها " طبعاً
إنها تربطُ حجراً على بطنها !
ريجيمٌ قسري ...
ووجباتُ فطور منزوعة من الكورن فلكس ...
والتوست المُقرمشْ ...
والجبنة التي تغني " سواح " بفعلِ الحرارة ...
وشاي الامير أحمد !
وغلاء البيبسي نصف ريالٍ خبرٌ تافه هناك ، فالغالبيةُ لم تكن تملك ثمنها قبل هذا الغلاءِ الفاحش في الاسعار !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري